وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن باحثين في علم النفس الاجتماعي أجروا أبحاثًا حول الأسباب الخفية وراء ميل الرجل للنساء الشقراوات، على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، من بين مئات النادلات في الحانات والمطاعم، تحصل الشقراوات على "إكرامية" أفضل. وفي فرنسا، تكون الخدمات المقدمة في المطار للمسافرات ذوات الشعر الأشقر أسرع من ذوات الشعر البني.
ونقلت الصحيفة عن الدكتورة ماري كلود غافارد، الطبيبة النفسية ومؤلفة كتاب "ما الذي يدور في رأسي؟" قولها إن "هذه الفكرة التي تم تلقيها اختزالية للغاية، لا يمكننا إصدار تعميمات حول جميع الرجال وجميع الشقراوات، لكن في الحقيقة أنه في الثقافة اليهودية المسيحية، كان هناك دائمًا جاذبية للشعر الأشقر، وهو رمز للنقاء والروحانية، حتى إنه يتم تصوير الملائكة على أنهم شقر".
اظهار أخبار متعلقة
وتابعت: "كما صورت معظم الحكايات الشقراوات ذوات الشعر الطويل على أنهن فتيات صغيرات ضعيفات في انتظار أمير ساحر لإنقاذهن، أو حتى إعادتهن إلى الحياة بقبلة. واستمر الانجذاب الجنسي للشقراوات كرمز للجمال الأنثوي في القرن العشرين مع الفن السابع والموضة، مع ظهور أيقونات الجمال مثل بريجيت باردو وكاثرين دينوف وكلوديا شيفر وبالطبع مارلين مونرو".
أضرار نفسية
وأوردت الصحيفة عن جين سيود فاكشين، أخصائية علم النفس الإكلينيكي ومؤلفة كتاب "الشفاء العاطفي" قولها: "نظرًا لأن كل شخص يُعرّف من خلال كليشيهات الجمال السائدة في المجتمع - خاصة تلك التي تُروج لها السينما والإعلانات وما إلى ذلك - أصبحت فكرة أن الرجال يفضلون الشقراوات مفروضة بحكم الأمر الواقع".
وتابعت: "نظرًا لأن هذه المعتقدات قوية جدًا ولا تتسم بالوعي، لم يتم التشكيك فيها حتى في ظل افتقارها إلى أسباب واضحة، وينتهي بها الأمر إلى أن تصبح من المسلمات، ولكن ما الذي يعزز انتشار سلوكيات مرتبطة بهذه المعتقدات، دون إدراك أنها لا تتوافق بالضرورة مع معايير شخصية حقيقية؟".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الصورة النمطية يمكن أن تسبب ضررًا نفسيًا، لأن الفجوات بين الثوابت التي يصوغها الشخص حول أذواقه وحقيقة ما يحبه حقًا يمكن أن تكون مهمة في بعض الأحيان، لدرجة أن البعض يفضلون اتباع نمط حياة لا يعكس شخصياتهم الحقيقية، ويشعرون بأنهم يملكون كل الوسائل التي تمنحهم السعادة دون أن يكونوا سعداء على أرض الواقع.
اظهار أخبار متعلقة
وحسب جين سيود كشين فاكشين، تعتبر تطبيقات المواعدة مثالًا جيدًا: "بالنسبة لأولئك الذين يضعون معايير جسدية معينة وصارمة، غالبًا ما يصابون بخيبة الأمل في آخر المطاف. عليك أن تعرف كيف تضع معتقداتك في منظورها الصحيح لتتصالح مع نفسك حتى لو كنت تسير عكس تيار المجتمع".
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة أن الشحنات المتضادة تتجاذب هي متأتية من الصورة النمطية لتفوق البيض ذوي الشعر الأشقر. في المقابل، أظهر العلماء من معهد العلوم التطويرية في مونبلييه الذين أجروا استطلاعا للرأي قبل بضع سنوات، أن نسبة الرجال الذين يختارون امرأة تشترك معهم في بعض سمات الوجه؛ على غرار لون الشعر، العيون، سماكة الشفاه أو الحاجبين، كانت أقوى.
وأكدت الصحيفة أن السينما العالمية ساهمت في الترويج لتفوق البيض التي أثرت بدورها على عالم الموضة وأثرت بشكل كبير على الشباب وجعلتهم يلجؤون إلى الجراحات التجميلية من أجل مواكبة توجهات المجتمع، وحسب الدكتورة غافارد، فإن هذه المعتقدات الخاطئة حول ما هو جسدي، مهما كانت، سامة، بالنسبة لأولئك الذين لم يستطيعوا التشبث بهوياتهم وفضّلوا التخلي عنها من أجل ملاءمة قوالب الموضة في الوقت الحالي.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن غافارد قولها: "كانت حمراوات الشعر تُتهمنّ بأنهن ساحرات، في حين أن السينما اليوم تنظر إليهم على أنهن من النساء الأكثر جاذبية اللواتي تستملن الرجال! لكن كل هذا سخيف. مهما كانت المرأة شقراء، سمراء، حمراء الشعر، أو بيضاء، أو مختلطة العرق، أو سوداء، لا ينبغي اختزالها في صورة، أو تحويلها إلى شخصية ضعيفة غير قادرة على الدفاع عن نفسها".
وتجدر الإشارة إلى أن ما يساهم في نجاح العلاقات الزوجية ليس لون الشعر، ولكن توافق الشخصيات وتكاملها والألفة، ناهيك عن القيم والأخلاقيات المشتركة، بحسب غافارد.