أم كلثوم تعود للغناء من بوابة الذكاء الاصطناعي.. وجدل فني (شاهد)

خاص عربي21 لا يت أم كلثوم
عربي21 لايت
  • محمد سندباد
  • السبت، 27-05-2023
  • 07:18 م
"قول للزمان ارجع يا زمان" لسان حال تقنية الذكاء الاصطناعي الذي اقتحم عالم الفن من خلال محاولة محاكاة أصوات الفنانين الراحلين الكبار من أمثال كوكب الشرق "أم كلثوم"، وتقديم أعمال فنية جديدة لهم رغم رحيلهم عن الدنيا منذ عقود.

وتفاجأ جمهور "الست" التي عاشت في مصر منذ عقود وتوفيت منتصف سبعينات القرن الماضي وتركت إرثا كبيرا في عالم الموسيقى المصرية والعربية والعالمية احتلت بها مكانة بارزة جعلتها من أهم مطربي مصر والعالم عبر كل العصور بأغنية جديدة بصوتها.

الكلمات والألحان والأداء لم يكن "لسيدة الغناء العربي" أي دخل بها وإنما كانت من قبل الملحن المصري، عمرو مصطفى، تحت اسم مشروع إحياء التراث، من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما أثار حالة من الجدل في الأوساط الفنية والفكرية والقانونية.

الملحن الشاب نشر على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا ترويجيا من أغنية تحمل اسم "أفتكر لك إيه"، وقال: "على مدار 24 سنة قدمت العديد من الألحان لنجوم الوطن العربي، ومع تطور التكنولوجيا حبيت أسمع لو السيدة أم كلثوم غنت من ألحاني هيكون إيه النتيجة".



 أثارت التجربة الخاصة بإعادة إحياء أصوات المشاهير عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، اللغط بشأن حقوق الملكية تارة، والجدل حول حقيقة إحياء أم تشويه التراث الفني لرموز الغناء تارة أخرى، خاصة فيما يتعلق بالأمور الإبداعية.

تجربة فاشلة

في تقييمها للتجربة، وصفت الكاتبة والناقدة الفنية، ماجدة خير الله، المشروع "بالفاشل"، وقالت إن "الصوت لا علاقة له بصوت أم كلثوم، وتوظيف هذا الصوت في كلمات وألحان لم يكن لها يد فيها يجعلها بعيدة عن صوتها وأدائها كل البعد، لأن الأغاني تحمل روح وأداء ومشاعر صاحبها".

 ودللت على حديثها لـ"عربي21 لايت": "والدليل على ذلك أن الأغنية الترويجية لم تحقق أي نجاح يذكر، أو يتفاعل معها الجمهور"، مشيرة إلى أن "أم كلثوم" ليست مجرد حنجرة تخرج أصواتا دون مشاعر وتفاعل الجمهور معها".

اظهار أخبار متعلقة



وتابعت: "الأمور الخاصة بالإبداع الفني سيكون من الصعب تقبلها من قبل الجمهور، ومن الصعب التوقع لها بالنجاح؛ لأن أم كلثوم وغيرها من المطربين الكبار لهم أغان كثيرة ومتنوعة، ومتاحة للجميع، وبالتالي لا أعتقد أن هناك حاجة لأغنية جديدة لها أو لغيرها".

ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الفني؟

من جانبه، أعرب عميد كلية الإعلام بالجامعات المصرية، ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة المنيا سابقا، حسن علي، عن اعتقاده "بضرورة استثناء الفن والثقافة من تدخل الذكاء الاصطناعي باعتبارهما أعمالا إبداعية تتعلق بالشعور الإنساني البعيد عن أداء الآلة".

 وحذر في تصريحات خاصة لـ"عربي21 لايت" من التمادي في استخدامه بدعوى "أن اللجوء للذكاء الاصطناعي في الأعمال الإبداعية فيها قتل للإبداع من جهة والمواهب الجديدة من جهة أخرى سواء للأموات أو الأحياء على حد سواء، خاصة أن الغناء يكون فيه روح الفنان وشخصيته، بينما الأمور الرقمية خالية من الروح".

اظهار أخبار متعلقة



ورأى الأكاديمي المصري أن "حرارة الشعور البشري هو إبداع خاص بالإنسان، إلى جانب أن هناك حقوق ملكية وفكرية لا يجب تجاوزها، ومن هنا أدعو المشرع المصري إلى الاستباق ومحاصرة هذه التقنيات الجديدة التي قد تؤثر بالسلب على الإبداع الثقافي والفني والأدبي".

عقوبات انتهاك الملكية الفكرية

ويعاقب القانون المصري، وفقًا لقانون حماية الملكية الفكرية رقم (82) لسنة 2002، بالحبس مدة لا تقل عن شهر وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرة آلاف، أو بإحدى هاتين العقوبتين على من يعتدي على أي حق أدبي أو مالي من حقوق المؤلف.

ووفق المادة 181 من نص القانون يدخل في العقوبة أيضًا "بيع أو تأجير مصنف أو تسجيل صوتي أو برنامج إذاعي، أو طرحه للتداول بأية صورة من الصور، دون إذن كتابي مسبق من المؤلف أو صاحب الحق المجاور".

احتجاج أسرة أم كلثوم

واحتجت أسرة كوكب الشرق على الخطوة التي اتخذها الملحن المصري، دون الحصول على إذن مسبق، وأعلنت اعتزامها تقديم بلاغ للنائب العام، قبل أن يجلس الأخير مع محامي الأسرة ويتعهد بأنه لن يقدم أي عمل فني به صوت أو صورة كوكب الشرق إلا بعد الحصول على موافقة ورثتها.



لكن يبدو أن الملحن الشاب ماض قدما في مشروعه الذي تبناه تحت اسم مشروع إحياء التراث، وأكد في منشور له على أن المشروع قائم ولكن بدون استخدام صورة أو اسم أي شخص، وذلك حفاظا على حقوق الآخرين، على حد قوله.


شارك
التعليقات