هناك بعض الأمراض العقلية التي تعتبر مشهورة بين الناس؛ مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وهناك أمراض أخرى نادرة جدًا بحيث لا يصادف العديد من الأطباء النفسيين حالة واحدة منها في حياتهم المهنية.
ونشر موقع "بينسزلار" التركي تقريرًا، ترجمته "عربي21 لايت"، قدمت فيه خمسة من أندر وأغرب متلازمات الأمراض العقلية المعروفة للطب النفسي.
متلازمة فريغولي
أوضح الموقع أن متلازمة فريغولي عندما يعتقد شخص ما أن الأشخاص المختلفين هم في الواقع نفس الشخص الذي يغير مظهره فقط. غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة بالاضطهاد من قبل أولئك الذين يعتقدون أنهم مقنعون.
وبحسب الموقع، سُمِّيَ الاضطراب على اسم الممثل المسرحي الإيطالي ليوبولدو فريغولي، المعروف بقدرته غير العادية على تغيير مظهره بسرعة على المسرح.
وتحدث متلازمة فريغولي عادةً مع الاضطرابات العقلية الأخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام واضطراب الوسواس القهري، ويمكن أن تسبب أيضًا تلف الدماغ واستخدام عقار ليفودوبا لعلاج مرض باركنسون.
وأفاد الموقع بأن مراجعة 2018 قالت إنه تم الإبلاغ عن أقل من 50 حالة في جميع أنحاء العالم منذ تحديد الحالة لأول مرة. ومع ذلك؛ فقد أشارت دراسة حديثة (2020) إلى أن 1.1 بالمئة من مرضى ما بعد السكتة الدماغية يصابون بهذه المتلازمة، لذلك فإن هناك بالتأكيد أكثر من 50 حالة لكنها لا تزال نادرة جدًا، كما أنه لا يوجد علاج معروف لمتلازمة فريغولي. ومع ذلك؛ فإنه يمكن أن يقلل العلاج بمضادات الذهان من الأعراض.
متلازمة كوتارد - متلازمة الجثة السائرة
ذكر الموقع أن متلازمة كوتارد، والمعروفة أيضًا باسم "متلازمة الجثة السائرة"، هي حالة يكون فيها لدى الناس اعتقاد وهمي بأنهم ماتوا ولا وجود لهم، ويعتقد البعض الآخر أن أجزاء الجسم مفقودة، وسميت المتلازمة على اسم طبيب الأعصاب الفرنسي الذي عاش في القرن التاسع عشر جول كوتارد، الذي وصف الحالة لأول مرة في عام 1882.
وبين الموقع أن الفصام والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب تعتبر عوامل خطر للإصابة بمتلازمة كوتارد. ومع ذلك؛ فقد تم الإبلاغ عنه أيضًا كأثر جانبي نادر لعقار الأسيكلوفير المضاد للفيروسات.
ووفق الموقع، فإنه يُعتقد أن المتلازمة ناتجة عن انقطاع الاتصال بين مناطق الدماغ التي تتعرف على الوجوه وتلك التي تربط المحتوى العاطفي بهذا النوع من التعرف على الوجوه، وعادة ما يتم علاج هذه الحالة النادرة بمضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومثبتات الحالة المزاجية وبالصدمات الكهربائية.
متلازمة اليد الغريبة
وقال الموقع إن متلازمة اليد الغريبة تعد واحدة من أغرب الاضطرابات العصبية؛ حيث يبدو أن يد الشخص المصاب لديها عقل خاص بها وتتصرف بشكل مستقل، ويشعر الإنسان كما لو أن اليد ليست له.
وأشار الموقع إلى أنه تم وصف هذه المتلازمة لأول مرة في عام 1908؛ ومع ذلك فإنه لم يتم تحديدها بوضوح حتى أوائل السبعينيات؛ حيث صاغ المصطلح "متلازمة اليد الغريبة" جوزيف بوغن، عالم فسيولوجيا الأعصاب الأمريكي، لوصف سلوك غريب يُرى أحيانًا أثناء التعافي من أنواع معينة من جراحة الأعصاب.
ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة اليد الغريبة عادةً من اضطرابات في المعالجة الحسية وينأون بأنفسهم عن حركات اليد. وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة غالبًا ما يجسدون اليد الغريبة وقد يعتقدون أنها قد امتلكتها روح أخرى أو شكل حياة غريب.
تشمل أسباب المتلازمة الخرف والسكتات الدماغية ومرض البريون (مرض دماغي مميت) والأورام والنوبات المرضية. وتم الإبلاغ أيضًا عن حالات متلازمة اليد الغريبة بين المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية لفصل نصفي الكرة المخية الأيمن والأيسر لعلاج الصرع الشديد.
وتعتبر المتلازمة نادرة جدًا؛ حيث وجدت مراجعة في 2013 أن هناك 150 حالة فقط مسجلة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة اليد الغريبة، فإنه يمكن تقليل الأعراض وإدارتها إلى حد ما عن طريق إبقاء اليد المصابة مشغولة ومشاركتها في أمر ما. وهناك بعض الطرق الأخرى هي أشياء مثل حقن توكسين البوتولينوم وعلاج صندوق المرآة.
متلازمة إكبوم
وتابع الموقع قائلًا إن متلازمة إكبوم هي هلوسة عن طريق اللمس يعتقد المرضى فيها أنهم مصابون بالطفيليات وغالبًا ما يعانون من حشرات تزحف تحت جلدهم، وسُميت المتلازمة باسم كارل إكبوم، طبيب الأعصاب السويدي الذي وصف الحالة لأول مرة في أواخر الثلاثينيات.
ولا يُعرف العدد الدقيق للأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة؛ ومع ذلك فقد أبلغت إحدى الدراسات عن حوالي 20 حالة جديدة كل عام في عيادة إحالة كبيرة في الولايات المتحدة. ووفق دراسة أجريت على 1223 حالة من حالات إكبوم؛ فإن المرض منتشر عند النساء أكثر، وعند الذين تزيد أعمارهم على الـ40 سنة، وتستمر الأعراض عادة من ثلاث إلى أربع سنوات.
متلازمة أليس في بلاد العجائب
وأكمل الموقع مبينًا أن متلازمة أليس في بلاد العجائب (AIWS) تصف مجموعة من الأعراض التي تتغير في صورة الجسم؛ حيث تم العثور على تغيير في الإدراك البصري في شكل تصور خاطئ لحجم أجزاء الجسم أو حجم الأشياء الخارجية، والذي يحدث بشكل أكبر في الليل.
وتشير متلازمة أليس في بلاد العجائب، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة تود، إلى ضعف في صورة الجسد، والرؤية، والسمع، واللمس، وإدراك المكان/ الزمان. فقد يرى الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب الأشياء أصغر مما هي عليه في الواقع، بينما قد يراها الأشخاص أكبر مما هي عليه أو العكس، قد تكون هذه التجارب مصحوبة أيضًا بمشاعر جنون العظمة.
واختتم الموقع التقرير بالقول إنه لا يُعرف الكثير عن مدى شيوع هذا الاضطراب؛ فالمرضى هم في الغالب من الأطفال ويعانون من الصداع النصفي. وقد يصاب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالخوف والذعر؛ لذلك فإنه غالبًا ما يشمل العلاج الناجح الراحة والاسترخاء. وتعتبر معظم الحالات قصيرة العمر نسبيًا؛ فقد ذكرت أحدث مراجعة لمتلازمة أليس في بلاد العجائب أن ما يقرب من نصف جميع المرضى قد عولجوا بنجاح.