نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا، سلطت فيه الضوء على الغاية من تواريخ نهاية الصلاحية، التي عادة ما تكون مكتوبة على أغلفة المنتجات الغذائية، ومدى أهميتها بالنسبة للمستهلك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثيرين يعتمدون على تواريخ الصلاحية للحصول على إرشادات للاحتفاظ بالطعام أو التخلص منه، في حين أن بعض الخبراء يرون أنه لا توجد معايير دقيقة لذلك.
وذكرت الصحيفة أنه عندما ينتفخ كيس أوراق الخس قليلاً أو تمضي عدة أيام على وضع علبة الزبادي في الثلاجة، فإن معظم الأشخاص يبحثون عن إرشادات التاريخ المطبوعة على ملصق المنتج. لكن باستثناء أطعمة الأطفال، لا تعد هذه التواريخ في الواقع مقياسًا لتحديد مدى سلامة الأغذية. وفي الولايات المتحدة -مثلا- تشير فقط إلى جودة المنتج.
ونقلت الصحيفة عن جيفري كوستانتينو، المتحدث باسم منظمة "ريفيد" غير الربحية التي تنشط في مجال الحد من هدر الطعام، أنه "لا توجد معايير محددة لتواريخ صلاحية المنتجات الغذائية".
هذا ما تعنيه العبارات المكتوبة على المنتجات الغذائية:
يفضل استخدامه قبل تاريخ: يشير التاريخ في هذه الحالة إلى الوقت الذي سيكون فيه المنتج في أفضل حالاته من حيث النكهة والجودة، وهذا يعني أنه سيفقد جودته بعد ذلك التاريخ، أي أنه ليس تاريخ أمان
يباع قبل تاريخ: يشير إلى المدة التي سيتم خلالها عرض المنتَج للبيع
يستخدم قبل تاريخ: يحدد آخر موعد موصى به لاستخدام المنتَج في ذروة جودته، وهو ليس تاريخ أمان الاستخدام، باستثناء أطعمة الأطفال
يجمد قبل تاريخ: يشير إلى الوقت الذي يجب فيه تجميد المنتج للحفاظ عليه في أفضل جودة
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقارب ثلث الإمدادات الغذائية الأمريكية - 80 طنًا - لا يتم استهلاكها وفقًا للتقديرات الأخيرة التي أجرتها منظمة "ريفيد". ووجدت المجموعة أيضًا أن الطعام المهدور يعادل 149 مليار وجبة، ويستخدم ربع موارد المياه العذبة تقريبًا و16 بالمئة من أراضي المحاصيل في الولايات المتحدة، مما يساهم بنسبة 6 بالمئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة. ومن المؤكد أن عدم ضبط ما يكتب على ملصقات الطعام ليس السبب الوحيد وراء هذه الأرقام التي تشمل النفايات من مراحل مختلفة من سلسلة التوريد، ولكن ما يعادل نصف الطعام يُهدر بعد وصوله إلى المنازل.
يقول الخبراء إن الأمراض المرتبطة بالعفن والبكتيريا الموجودة في الأطعمة الفاسدة يمكن أن تكون خطيرة وهذه المخاوف لها ما يبررها، لكن الملصقات لا تقدم الكثير لدرء هذه المخاطر. وحسب الدكتورة أندريا غلين، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه وأخصائية تغذية مسجلة في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، "لا يوجد صلة بين هذه التواريخ والأمراض التي تنقلها الأغذية" مشيرة إلى أن كلًا من نظام الغذاء العالمي حيث يسافر الطعام إلى أقاصي العالم وممارسات التعامل مع الطعام يمكن أن تلعب دورًا أكبر في سلامة الأغذية.
وأضافت أن "هذه التواريخ تُشير عمومًا إلى الوقت الذي سيكون فيه المنتج في أفضل حالاته من حيث النكهة أو الجودة أو مدة عرض المنتج للبيع، وليس لها علاقة بسلامة الطعام. وبدلاً من ذلك، من المهم البحث عن علامات أخرى تدل على تلف الأطعمة، على غرار الرائحة أو النكهة أو اللون أو القوام الغريب أو الرائحة الكريهة، وهي مؤشرات أفضل على الخطر المحتمل".
كيف تعرف أن الأطعمة غير الصالحة للأكل؟
المنتجات الفلاحية: ابحث عن أي رائحة كريهة أو علامات واضحة من العفن، ومن الأفضل رمي أي فواكه أو خضروات بمجرد أن تصبح بنية أو لزجة أو مجعدة أو ذات رائحة كريهة
الحليب: عادةً ما يُعرف الحليب الفاسد برائحته الحامضة أو قوامه المتكتل
البيض: البيض الفاسد الذي لم يتشقق قد لا تنبعث منه رائحة ولا يمكن تمييزه، والاختبار الحقيقي والمجرب هو غمره في الماء، إذا غرقت البيضة فهي جيدة، وإذا طفت فوق الماء فهي فاسدة. أما إذا غرقت بيضة ولكنها بقيت بشكل عمودي فيجب تناولها سريعًا أي أنها ستفسد قريبًا
الخبز: تظهر العلامات التي تدل على أن الخبز فسد عندما تبدأ بقع بيضاء في الظهور على سطحه، ولا يجب أكل والخبز المتعفن أبدًا حتى لو كانت أجزاء منه سليمة
اللحم النيئ: كما هو الحال دائمًا، تعتبر الرائحة الكريهة القوية علامة منبهة عن فساد اللحم، ولكن من الأفضل أيضًا عدم تناوله عند ظهور أي بقع أو لزوجة أو تغير في اللون. قد يكون تغير اللون أمرًا طبيعيًا، لذا إذا تحول اللحم البقري إلى اللون البني، على سبيل المثال، لكن رائحته جيدة فهو صالح
السمك: ينصح بأكل الأطعمة البحرية الطازجة بسرعة. رائحة السمك الفاسد معروفة، لكن إذا لم تكن متأكدًا، فتحقق من قوامه السمكة: إذا كانت لزجة فمن المحتمل أن تكون فاسدة، وفي الأسماك المجمدة، ابحث عن نفس العلامات عند إذابتها تمامًا
الحبوب المعلبة: يمكن أن تدوم الحبوب والمعكرونة والأرز لفترة طويلة إذا تم تخزينها بشكل صحيح. تعتبر التغييرات في الملمس والرائحة مؤشرات على خلل ما، ولكن أيضًا انظر عن كثب إلى العبوة بحثًا عن آثار الرطوبة
الأطعمة المعلبة: طالما أن العلبة غير متضررة، فإن المحتويات بداخلها في أمان، وعند تخزينها بشكل صحيح، يمكن أن تدوم السلع المعلبة لسنوات، وذلك وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية. لكن، افحص العلبة بحثًا عن أي صدأ أو خدوش أو انتفاخ، للتأكد من سلامتها
وذكرت الصحيفة أن معظم الأمريكيين لا يزالون يعتمدون على التواريخ فيما يتعلق بتحديد صلاحية الأطعمة. ووفقًا لدراسة نُشرت في عام 2019 واعتمدت على استبيانات لأكثر من ألف شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وُجد أن 84 بالمئة تخلّصوا من الأطعمة لأن التاريخ المحدد على العبوة قد مضى، وأن أكثر من الثلث يعتقدون أن تواريخ الصلاحية منظمة فيدراليًا، في حين أن 26 بالمئة أفادوا بأنهم غير متأكدين بشأنها.
ونقلت الصحيفة عن إميلي برود ليب، مديرة قانون الغذاء في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وباحثة مشاركة في تلك الدراسة، أن "هذا مؤشر على أن النظام الحالي يضلل المستهلكين. فلا توجد دولتان لديهما نفس القواعد مما يعني أنه لا يوجد أي مرجعية علمية". وأكدت ليب أن جزءًا من هدف الدراسة كان تحديد التصنيفات التي ستعمل بشكل أفضل إذا تم تطبيقها على نطاق أوسع، وكانت هناك أيضًا تحركات لمحاولة التخلص من تواريخ الصلاحية نهائيًا، لكن منظمات الدفاع عن المستهلك سرعان ما انتقدت الفكرة.
وأضافت ليب أن "المستهلكين يريدون ذلك حقًا ويطالبون به"، لذلك يكمن التحدي الآن في ضمان فهم أوسع وتنظيم أكبر لهذه التصنيفات. فمع تاريخ واحد سهل الفهم يعتمد على الجودة، يمكن للمستهلكين أن يميزوا بشكل أفضل متى سيكون المنتج في أفضل حالاته دون مخاوف من الإصابة بالتسمم.