وكتب مؤلفو الدراسة: "إن التعرض الأكبر للأغذية فائقة المعالجة ارتبط بزيادة خطر حدوث نتائج صحية ضارة، خاصة أمراض القلب والأوعية الدموية، والاضطراب العقلي الشائع، ونتائج الوفيات".
تفاصيل الدراسة
أجرى الباحثون مراجعة شاملة لـ45 تحليلا تلويا من 14 مقالا، أظهرت وجود علاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة والنتائج الصحية الضارة. في المجمل، شملت الدراسات ما يقرب من 10 ملايين مشارك.
تم استخدام استبيانات تكرار الطعام والتاريخ الغذائي والسجلات الغذائية على مدار 24 ساعة؛ لقياس التعرض للأطعمة فائقة المعالجة.
وأفاد الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطا بشكل وثيق بزيادة خطر حدوث 32 نتيجة صحية سلبية.
وقال الباحثون إنهم وجدوا علاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة وجميع أسباب الوفيات، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البنكرياس، ونتائج النوم السلبية، ونتائج القلق السلبية، والربو، وارتفاع ضغط الدم، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، مرض الكبد الدهني الكحولي، وارتفاع السكر في الدم، من بين الأمراض والحالات الأخرى.
وأفادوا بزيادة خطر الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50%، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 12%، وزيادة خطر القلق والاضطرابات العقلية بنسبة 48% إلى 53%.
كما وجد أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 21%، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 22%.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تكون ضارة للعديد من أجهزة الجسم، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل التعرض الغذائي للأطعمة فائقة المعالجة.
اظهار أخبار متعلقة
وكتبوا: "إلى جانب الاستراتيجيات القائمة على السكان، نوصي بإجراء بحث ميكانيكي عاجل وتطوير وتقييم استراتيجيات شاملة على أساس السكان والصحة العامة، بما في ذلك أطر السياسات التي تقودها الحكومة والمبادئ التوجيهية الغذائية، والتي تهدف إلى استهداف وتقليل التعرض الغذائي للأغذية فائقة المعالجة من أجل تحسين صحة الإنسان".
ماذا تعرف عن الأطعمة فائقة المعالجة؟
تشمل الأطعمة فائقة المعالجة أشياء مثل المعكرونة سريعة التحضير، وقطع الدجاج، والنقانق، والوجبات الجاهزة للأكل، والحبوب السكرية، والسلع المخبوزة المعبأة، والوجبات الخفيفة، والمشروبات الغازية.
غالبا ما تخضع هذه الأطعمة لعمليات صناعية عديدة وقد تتكون من مواد معدلة كيميائيا يتم استخلاصها من الأطعمة.
يمكن استخدام المواد المضافة لتحسين مظهر الطعام أو ملمسه أو طعمه أو متانة الطعام، بالإضافة إلى الألوان والنكهات والمستحلبات المضافة.
في كثير من الأحيان، تكون الأطعمة فائقة المعالجة غنية بالملح والسكر والدهون، وقليلة بالفيتامينات والألياف، وتحتوي على الحد الأدنى من الأطعمة الكاملة أو لا تحتوي على أي أطعمة كاملة.
وقالت دانا هونيس، دكتوراه، وهي أخصائية تغذية سريرية كبيرة في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا، والتي لم تشارك في البحث، لميديكال نيوز توداي: "الطعام فائق المعالجة هو طعام لا يشبه أي شيء من مكوناته. لقد تم تجريد الأطعمة فائقة المعالجة من قيمتها الغذائية بشكل أساسي. كما أنها تحتوي على العديد من المكونات، بما في ذلك المضافات الغذائية (أي الدهون المهدرجة، والنشويات المعدلة) التي لا تستخدم في الطبخ المنزلي. إن هذه الأطعمة هي في الأساس من أصل صناعي ويمكن تخزينها لفترات طويلة من الزمن".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت: "لسوء الحظ، فإن شراء الأطعمة فائقة المعالجة غير مكلف، ولكنها باهظة الثمن من الناحية الصحية. يحتاج الأفراد إلى النظر إلى ما يمكنهم تحمله في نظامهم الغذائي وإجراء تغييرات تدريجية. تصبح أدمغتنا مدمنة على هذه النكهات والمكونات اللذيذة، ومثل المخدرات، نحتاج إلى التخلص من هذه الأطعمة فائقة المعالجة واستبدالها بمواد غذائية صحية كاملة".
حوالي 73% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون من أطعمة فائقة المعالجة.
تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 60% من استهلاك الطاقة اليومي في الولايات المتحدة يأتي من الأطعمة فائقة المعالجة.
لماذا نختار الأطعمة فائقة المعالجة؟
يقول الخبراء إن جزءا من جاذبية الأطعمة فائقة المعالجة هو أنها غالبا ما تكون رخيصة الثمن ومريحة.
قال كريستوفر غاردنر، دكتوراه، باحث في التغذية بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا ولم يشارك في البحث، لميدكال نيوز توداي: "هناك فئة كاملة من الأطعمة التي نتناولها والتي ليست الأكثر قيمة غذائية. لماذا نختارها؟ لأنها مريحة، فهي لذيذة، ولا تكلف الكثير، ويمكن الوصول إليها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
ومع ذلك، يرى غاردنر أنه في بعض الحالات، قد تكون بعض الأطعمة فائقة المعالجة خيارا صحيا أكثر من الخيارات الأخرى المتاحة.
وقال: "يختار بعض الأشخاص هذه الأطعمة لأنها ربما تكون أكثر صحة وأقل تكلفة من بعض الأطعمة الأخرى التي يمكنهم الوصول إليها. لذا، ماذا لو كنت قد دخلت ورأيت الملصق الغذائي فائق المعالجة على بعض صلصة الطماطم، أو بعض الزبادي، وهو أمر معقول تماما، لأن هناك بعض صلصات الطماطم والزبادي التي تستوفي تصنيف نوفا لكونها فائقة المعالجة. وبدلا من ذلك، ذهبت إلى مطعم للوجبات السريعة وحصلت على برغر وبطاطا مقلية".
كيفية تحقيق نظام غذائي صحي؟
يقول الخبراء أن هناك خطوات يمكن للناس اتخاذها لتحسين نظامهم الغذائي وتقليل المخاطر المرتبطة بتناول الأطعمة فائقة المعالجة.
وقالت لوري رايت، رئيسة أكاديمية التغذية وعلم التغذية، التي لم تشارك في البحث لميديكال نيوز توداي: "لقد شكلت الأطعمة فائقة المعالجة عنصرا أساسيا في النظام الغذائي الأمريكي لدرجة أن الكثيرين لا يعرفون الضرر المحتمل الذي تسببه لصحتهم. غالبا ما يلجأ الناس إلى الأطعمة فائقة المعالجة بسبب ضيق الوقت، ولكن الراحة يمكن أن تكون غير صحية".
اظهار أخبار متعلقة
واقترحت: "حاول استبدال الأطعمة المعالجة بالحد الأدنى بدلا من الأطعمة فائقة المعالجة. تناول طعاما أقل، واتخذ خيارات صحية عندما تفعل ذلك. على سبيل المثال، ساندويتش دجاج مشوي، كوب فواكه وماء، أو حليب قليل الدسم، بدلا من البرغر والبطاطس المقلية والصودا".
وأضافت رايت: "أخيرا، قم بإعداد المزيد من الأطعمة في المنزل. يتطلب هذا تخطيطا مسبقا، وبعض عمليات الطهي على دفعات، والاستفادة من بعض الطرق المريحة مثل طنجرة الطبخ البطيء.
حاول صنع رقائق الكرنب بنفسك، أو تحميص حب الحمص، أو تناول وجبات خفيفة من المكسرات كبديل لرقائق البطاطس. لعشاق الحلويات، قم برش التوت على الزبادي اليوناني، أو قم بتجميد العنب للحصول على نكهة رائعة، أو اصنع خلطة خاصة بك".
