وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن معظم الذين يريدون الحفاظ على لياقتهم البدنية وبناء العضلات يلجأون إلى تناول اللحوم التي تعتبر مصدرًا جيدًا للبروتين.
وحسب اختصاصي التغذية المسجّل داني ليفي وولينز "توفر اللحوم المغذيات الدقيقة الأساسية، مثل الفيتامينات ب المنشطة والحديد والزنك، كما أنها مصدر للبروتين الكامل".
اظهار أخبار متعلقة
لكن في ظل انتشار النظام الغذائي النباتي، بدأ الناس يبحثون عن مصادر بديلة للبروتين الحيواني مثل العدس والتوفو والكينوا.
وذكر الموقع أن هناك أيضًا عددا كبيرا من الأبحاث التي تدعم النظرية القائلة إن صحة الأمعاء تتحسن عند التوقف (أو على الأقل التقليل) من استهلاك اللحوم. بالنسبة للمبتدئين، من شأن التوقف عن تناول اللحوم تقليل بكتيريا الأمعاء المسببة للالتهابات.
وقد كشفت دراسة نُشرت سنة 2017 في مجلة الطب الانتقالي وجود صلة بين مرض التهاب الأمعاء وزيادة استهلاك البروتين الحيواني. وتشمل أمراض التهاب الأمعاء مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، وكلاهما يظهر على شكل التهاب مزمن في أمعائك.
وأظهرت دراسة أخرى نُشرت سنة 2010 في مجلة الدورية الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية وجود اختلاف في صحة الأمعاء بين الأطفال من دولة بوركينا فاسو الأفريقية والأطفال من أوروبا. وكشفت النتائج أن الأطفال في القرية الأفريقية الريفية الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف ومنخفض البروتين الحيواني كان لديهم تركيز متزايد من بكتيريا الأمعاء المرتبطة بانخفاض الالتهاب مقارنة بالأطفال الإيطاليين الذين كان لديهم المزيد من البكتيريا المسببة للالتهابات. وفيما يلي بعض التغيرات الأخرى التي قد تحدث عندما تقلل (أو توقف) استهلاك اللحوم.
قد تتجنب الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة، والإمساك، والانتفاخ
وفقًا لمركز "كليفلاند كلينيك"، تعتبر متلازمة الأمعاء المتسربة حالة ناتجة عن تفكك جدران الأمعاء مما يسمح للسموم بالدخول إلى مجرى الدم، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى أمراض أخرى. ووفقًا لدراسة نُشرت سنة 2022 في مجلة "غات"، قد يكون النظام الغذائي الغني باللحوم عاملاً مساهمًا عندما يتعلق الأمر بتسرب الأمعاء مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
اظهار أخبار متعلقة
ونقل الموقع عن كبير مؤلفي الدراسة ومدير مركز أبحاث الميكروبيوم التابع لجامعة جنوب فلوريدا، الدكتور هاريوم ياداف، قوله: "نحن نصف الدور الفريد للميكروبيوم كمنظف للقمامة في أجسامنا والمنتجات الثانوية لنظامنا الغذائي، حيث تزيد اللحوم من النفايات الموجودة في أمعائنا والتي تغير الميكروبيوم. وهذا يؤدي إلى تسرّب الأمعاء والالتهابات التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكري".
وحسب دراسة نُشرت سنة 2022 في مجلة "تصلب الشرايين والتخثر وبيولوجيا الأوعية الدموية"، تشكل اللحوم الحمراء على غرار لحم البقر ولحم العجل ولحم الضأن مشكلة لأمعائك. في الواقع، عند مقارنتها بالدجاج والأسماك والبروتينات النباتية منزوعة الجلد، فإن اللحوم الحمراء التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة (وهي من الدهون المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية)، يمكن أن تلحق الضرر بصحة قلبك بدءًا من الأمعاء.
ونقل الموقع عن الدكتورة ماريا بينا، الأستاذة المساعدة في الطب والغدد الصماء والسكري وأمراض العظام في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي، أن "الطبيعة المسببة للالتهابات في اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الإصابة بالإمساك والانتفاخ".
هل هذا يعني أنه يجب عليك التوقف عن تناول اللحوم بشكل كامل؟
تختلف الإجابة على هذا السؤال من شخص لآخر اعتمادًا على أهدافه الصحية ومعتقداته الشخصية. حسب الخبير داني ليفي وولينز، هناك تأثير جانبي لإزالة اللحوم تمامًا من نظامك الغذائي، خاصة إذا لم يكن لديك منتجات غذائية بديلة يمكن أن تمنحك بعض العناصر الغذائية عوضا عن البروتين الحيواني. وعلى هذا النحو قد تُعرض نفسك "لخطر نقص الحديد أو الفيتامين ب12 وفقر الدم وهزال العضلات".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف الموقع أنه من المهم أن تضع في اعتبارك كمية اللحوم التي تستهلكها في اليوم. قالت دانا إليس هونيس، أخصائية التغذية السريريّة الأولى في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومؤلفة كتاب "وصفة من أجل البقاء: ما يمكنك فعله لتعيش حياة أكثر صحة وصداقة للبيئة"، لموقع "شي فايندس" إن "ملء طبقك بالأطعمة الكاملة والنباتية سيجعل أمعاءك وقلبك في صحة جيدة. والحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات والبذور والخضروات والبقوليات، كلها معروفة بتحسين صحة الأمعاء لأنها مضادة للالتهابات وتغذي بكتيريا الأمعاء الصحية".
