بقيع مصر ومسار آل البيت بشارع الأشراف بالقاهرة.. رمضان بعبق النبوة (شاهد)

مسار_آل_البيت_عربي_لايت_(19)
خلال الفترة الماضية برز اهتمام الدولة بمساجد آل البيت والأضرحة الأثرية وتطويرها- عربي21
  • عربي21- محمد سندباد
  • السبت، 06-04-2024
  • 08:11 م
لا يشبهه أي شارع في مصر أو في أي مكان آخر سوى بقيع المدينة المنورة، إنه شارع الأشراف داخل حي الخليفة بالقاهرة القديمة، الذي يبلغ طوله 2 كيلومتر، وترجع تسميته نسبة إلى الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون المملوكي، يضم مقابر وأضرحة ومساجد عدد من أهل البيت المدفونين بمصر.


وخلال الفترة الماضية برز اهتمام الدولة بمساجد آل البيت والأضرحة الأثرية وتطويرها بهدف استعادة مظهرها الحضاري وقيمتها التاريخية ووضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية خاصة في القاهرة التاريخية.

في ليالي رمضان، يتزين شارع الأشراف، قبلة محبي آل البيت الذي يضم أضرحة ومقامات ومسارات مزارات آل البيت الشهيرة بالقاهرة التاريخية بالزينة والأنوار طوال ليالي الشهر ويفوح منه عبق نسل النبوة.


يبدأ مسار آل البيت من مسجد السيدة نفيسة حفيدة الرسول، وحتى مسجد السيدة زينب، مروراً بعدد من المساجد والأضرحة الشهيرة مثل مسجد السيدة سكينة والسيدة رقية، ومحمد الأنور عم السيدة نفيسة، وعاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم القرشي.

فضلا عن ذلك يضم الشارع العديد من المزارات والبنايات التاريخية ومنها قبة الأشرف خليل بن قلاوون، ومقام ينسب إلى ابن سيرين مفسر الأحلام، وضريح شجرة الدر، وبعض الأبنية الأثرية ذات الطراز المتنوع التي تعكس فنون العمارة الإسلامية.


يرتاد مسار آل البيت آلاف الزائرين يوميا في ساعات النهار من مصر وبعض البلدان الإسلامية، وتنشر موائد الرحمن، حيث يحرص البعض على الإفطار في كنف المساجد والمقامات هناك وصلاة التراويح والتهجد أيضا حتى بعد صلاة فجر اليوم التالي.

روحانيات خاصة بين مقامات آل البيت
من أمام أحد مساجد آل البيت وقف شباب من شرق آسيا يتحدثون عن مشاعرهم الفياضة تجاه هذا العدد الكبير من الأضرحة والمساجد والمقامات التي تعود إلى نسل الرسول عليه السلام، وقال مهدي عدنان يوسف، من إندونيسيا: "حرصنا منذ قدومنا إلى مصر على زيارة هذا الشارع حيث جئنا ضمن دورة للدعاة تحت إشراف الأزهر الشريف لمدة شهرين ونعمل كمدرسين بالمعهد الإسلامي بإندونيسيا".

وأضاف لـ"عربي21 لايت": "لا يمكن وصف الشعور الذي يغمرنا عند سماع اسم هؤلاء الأولياء والصالحين من آل البيت، حريصون على زيارة كل المزارات الموجودة هنا للصلاة والسلام على أهل بيت الرسول عليه السلام وندعو الله بوسيلتهم، هذا المكان أشبه بالبقع المباركة لوجود هؤلاء الصالحين فيه".

التقط زميل وصديق يوسف طرف الحوار، وقال: "اسمي أحمد مالكي زميل مهدي في المعهد الإسلامي وندرس هناك المواد الدينية والشرعية وتلقينا تعليمنا في الأزهر الشريف، ثم عدنا مرة أخرى في دورة تابعة للأزهر من أجل تحصيل المزيد من العلوم والآراء الفقهية والشرعية ضمن مجموعة كبيرة من الزملاء من مختلف المدن هناك".


بشأن أسباب زيارتهم لشارع الأشراف، أوضح لـ"عربي21 لايت": "زرنا هذا المكان من قبل عندما كنا طلابا قبل سنوات، وهذه المرة نجدد الذكريات في هذا المكان العظيم الذي يضم أجساد أحفاد رسول الله، للدعاء عندهم والزيارة والتأثر بحياتهم وأعمالهم، وهذا المكان بهذا العدد الكبير من المساجد لهؤلاء الأولياء أمر في غاية الروحانيات".

بقيع مصر
يقول مدير عام الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد رشاد عبد الحميد، إن "شارع الأشراف يعرف ببقيع مصر أو البقيع الثاني، ويعد امتدادا للجبانة (القرافة) الكبرى الممتدة من سفح جبل المقطم، وهو مسار آل البيت لاشتماله على العديد من الأضرحة والمساجد والمشاهد الخاصة لآل البيت".

وأضاف لـ"عربي21 لايت": "مشروع التطوير شهد عدة أوجه منها رفع كفاءة الصرف الصحي والذي كان يؤثر على تلك الأماكن التراثية مثل الأضرحة، وجاء المشروع في ضوء توجه الدولة لإعادة إحياء مسار آل البيت، بما يليق مع مكانة المكان، ويحتوي على مسجد السيدة نفيسة وينتهي بمسجد السيدة زينب ويمر بقبة الأشرف خليل بن قلاوون وضريح شجرة الدر، ومشهد عاتكة عمة الرسول عليه السلام والجعفري، ومسجد السيدة رقية، إلى جانب العديد من الأضرحة والمساجد".

اظهار أخبار متعلقة


واعتبر عبد الحميد أن "هذا الشارع يماثل شارع المعز التاريخي، وهو أبرز معالم السياحة الدينية في القاهرة حيث يتوافد محبو آل البيت إلى هذا الشارع بشكل يومي لزيارة تلك الأماكن، كان من الأهمية رفع كفاءة الشارع وتطويره وتوحيد ألوان واجهات البنايات وعمل استراحات للزوار والاهتمام بالإضاءة، إلى جانب العديد من المحلات التجارية المعنية ببيع الهدايا والتحف الإسلامية".
شارك
التعليقات