"ذهب إثيوبيا الأخضر".. القات يتلقى ضربة بسبب "وفرة الإنتاج"

GettyImages-2152123369
جيتي
  • عربي لايت- أ ف ب
  • الثلاثاء، 28-05-2024
  • 06:54 ص
"نلقّبه بالذهب الأخضر"... بهذه العبارة يشير رمضان يوسف إلى نبتة القات وهو يقف في متجره الواقع في بلدة أوداي الإثيوبية، وسط أهم سوق في العالم لهذه النبتة المخدّرة... لكنّ مؤشرات سيئة تثير قلق التجار هذا العام، بينها خصوصاً تراجع الإيرادات وزيادة الضرائب.

يقول بائع القات الذي يظهر على عينيه تأثير مضغ أوراق من هذه النبتة: "نستخدمها في الصباح للاستيقاظ. وإذا مضغت بعضاً من أوراقها فلن تمرض مطلقاً".

اظهار أخبار متعلقة


وهذه النبتة التي تُعدّ مادة مخدرة في عدد كبير من الدول الغربية ويشبه مكوّنها النشط (الكاثينون) الأمفيتامينات، تُستهلك على نطاق واسع في بلدان القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية كاليمن.

وهذا العام، تبدو الأجواء سلبية في سوق أوداي وفي الحقول المحيطة، إذ يدرّ القات مبالغ أقل من المعتاد. ويقول محمد إبرو، وهو تاجر يبلغ 45 عاماً، بتذمّر: "إنّ تجارة القات ليست جيدة راهناً، والأسعار منخفضة جداً" لأن الموسم الجاف الذي انتهى في نيسان/ أبريل شهد كميات استثنائية من الأمطار وباتت نبتة القات متوافرة بكثرة.

ويشتكي التجار أيضاً من زيادة الضرائب على تجارة القات والتشديد الأخير لشروط الحصول على الرخصة التجارية للمصدّرين.

منتج للتصدير

وفي سلسلة طويلة من محلات سقوفها من الصفائح المعدنية في هذه السوق الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مدينة هرار، في شرق إثيوبيا، فإن التجارة تسير بوتيرة سريعة. ويحمل رجال كثيرون حزماً خضراء كبيرة على أكتافهم، ويتدافعون في الممرات الضيقة.

ويوفّر المزارعون محصولهم للتجار الذين يفحصونه ويأخذون وزنه والتناقش بسعره. ولا يُستخدم الميزان، ولا تُعتمد أسعار رسمية، بل تُحدد أسعار لكل عملية بيع بعد مناقشة بين الطرفين.

اظهار أخبار متعلقة


تقول التاجرة الثلاثينية سعادا، وهي تحمل باقة من القات تزن كيلوغرامات عدة، إنّ "يديّ هما ميزاني"، مضيفةً أن جذوع القات السميكة ذات اللون الوردي وكثافة أوراقها الخضراء يؤشران إلى جودتها العالية.

وتتأكد سعادا من عدم إضافة أوراق غير سليمة إلى الباقة بشكل مخفيّ.

وتقول التاجرة إيفتو البالغة نحو 50 سنة: "نكسب المال، لكنّ هذه المبالغ بالكاد تكفينا لشراء الأطعمة"، بسبب التضخم المتسارع في أسعار المنتجات الغذائية.

ويُستهلك القات على نطاق واسع في هذه المنطقة من إثيوبيا، إذ يمضغ الشخص الواحد نحو 250 غراماً يومياً.

ويباع القات داخل أكياس في كل زاوية من شوارع أوداي.

وتُعدّ هذه النبتة أحد منتجات التصدير الرئيسية لإثيوبيا، ويذهب جزء كبير من حزم السوق إلى واجالي، وهي مدينة حدودية تمتد بين إثيوبيا وأرض الصومال.

وبين عامي 2019 و2022، كانت النبتة تشكل نحو 10% من قيمة الصادرات الوطنية، بحسب أرقام البنك المركزي.

وبالنسبة إلى موسم 2022-2023 شكّلت 6% (217.17 مليون دولار).

أسعار منخفضة جداً

اشتهرت مدينة هرار منذ فترة طويلة بقهوتها. ولكن على مدى العقود الأربعة الفائتة، حلّ القات محل نبتة البن على سفوح التلال المحيطة بالمدينة. وتضم منطقة هرار والمناطق المجاورة لها في شرق وغرب هرار نصف مساحة حقول القات في إثيوبيا والبالغة 281 ألف هكتار.

أقدم يوسف مومي منذ فترة طويلة على قطع أشجار المانغو واستبدل القات بنباتات الفول السوداني والذرة الرفيعة والذرة والقهوة. ويقول الرجل السبعيني وهو يعمل في حقله البالغة مساحته بضعة هكتارات إن "القات يحتاج إلى اهتمام أكبر"، وكميات أعلى من الماء، "لكننا نكسب منه مبالغ أكبر"، مستدركا بأنه "راهناً لا يستحق كل هذا التعب".

عند مخرج أوداي، أصبحت الشجيرات في حقل حواء تزيد على المترين، فالخمسينية تؤكد أنها توقفت عن قطف أوراقها في الوقت الحالي. وتقول إن الأسعار منخفضة جدا، ولم تجد شحنتها الأخيرة البالغة 1.5 كيلوغرام مشترين بين تجار السوق.

وتضيف: "عندما يكون العام جيدا، نكسب 150 ألف بر (نحو 2600 دولار)"، وهو مبلغ كبير مقارنة بالرواتب المنخفضة جداً في إثيوبيا. وتقول: "لكننا منذ أيلول/ سبتمبر لم نبع سوى 30 كيلوغراماً" بينما كنّا نبيع نحو 200 كيلوغرام في السنوات الجيدة.
شارك
التعليقات