شلالات وادي الريان في صحراء مصر الغربية أو "شلالات نياغرا مصر" كما يحلو للبعض تسميتها٬ هي ظاهرة فريدة من نوعها وسط أراض صحراوية مترامية الأطراف تقع جنوب غربي القاهرة بنحو 150 كم، وأول محافظات مصر العليا في صعيد مصر.
تصل منطقة الشلالات الشهيرة والوحيدة من نوعها بين البحيرة العليا بمساحة 65 كم والبحيرة السفلى بمساحة 100 كم، ويرتفع منسوب الأولى عن الثانية 20 مترا، وأقصى عمق لها هو 22 مترا، في حين يصل عمق الأخرى إلى 34 مترا.
وهي جزء من محمية وادي الريان الطبيعية من أكبر محميات مصر وأهمها من حيث القيمة العلمية والتنوع الكبير للحياة الطبيعية، ويعد الوادي مدخلاً لصحراء مصر الغربية، لذلك فإنه كان على مدى قرون طويلة طريقاً رئيسية لعبور القوافل بين وادي النيل ومنطقة الواحات.
أكثر محميات مصر تنوعا
وتتميز محمية وادي الريان - نسبة إلى ملك يدعى الريان بن الوليد - ببيئتها الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية ومسطحات مائية واسعة، وحياة نباتية مختلفة وحيوانات برية متنوعة، وبالحفريات البحرية الهامة والمتنوعة ذات الطبيعة الهادئة والخالية من التلوث.
يقول المشرف بشركة النورس للسياحة ماجد الكحلاوي، إن "الوادي منخفض كبير من الحجر الجيري الأيوسيني، ويبلغ متوسط انخفاضه عن سطح البحر 43 متراً وأدنى نقطة تقع على 64 متراً تحت مستوى سطح البحر، وهو رابع أشهر محمية في مصر".
ويضيف لـ"عربي 21 لايت": "تضم المحمية العديد من الحيوانات البرية بعضها نادر ومهدد بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وثعلب الرمال، وبعض الزواحف، وأكثر من مئة نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة، من أهمها الصقر الحر والشاهين والفلامنغو والغر وأبو ملعقة، فضلاً عن النوارس وفراخ الماء وغيرها".
شلالات نياغرا مصر
تعتبر شلالات الريان من أهم معالم محمية وادي الريان والفيوم وأشهر وجهات المتنزهين ورحلات اليوم الواحد. وهي ذات طابع أسري ومدرسي، ويقصدها عشرات الآلآف في العطلات الرسمية والإجازات الأسبوعية.
تتغذى الشلالات من بحيرتين طبيعيتين تحيط بهما المساحات الخضراء وأشجار النخيل، وتقع هذه البحيرات في الطرف الشمالي للمحمية ويغذيها نهر النيل. وهي موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك العديد من الأنواع المهددة بالانقراض، ويمكن لزوار البحيرات الاستمتاع بأجوائها والمناظر المبهجة.
وقد زار مراسل "عربي21 لايت" شلالات وادي الريان، وهي تحفة الزائرين حيث تجري الجداول بين البحريتين وسط صحراء شاسعة تنتشر فيها أشجار النخيل وبعض أنواع الأشجار الأخرى ولكن بأعداد قليلة، وتحلق أسراب من الطيور والبط فوق البحيرة السفلى لا تخاف من الزائرين.
اظهار أخبار متعلقة
يقول المشرف والمراقب بالمحمية، المهندس محمد عطية، إن "هناك اهتماما بالمنطقة منذ سنوات من أجل الارتقاء بالخدمات من أجل جعل المكان منطقة جذب سياحي٬ خاصة لسياحة اليوم الواحد للعائلات والطلاب وكذلك الأجانب الذين يبحثون عن رحلات السفاري مع الحيوانات الصحراوية النادرة".
وأوضح لـ"عربي21 لايت" أن "أكثر ما يميز المحمية أنها بيئة صحراوية ولكنها غنية بالمياه والمناظر الخلابة بسبب وجود البحيرات الكثيرة إلى جانب بحيرة قارون، والطيور في مشهد يجمع بين الهدوء والراحة والجمال والاندهاش، وهو مكان استجمام ويبعث على التأمل والاسترخاء".
ركوب الفلوكة والصور التذكارية
يحرص الكثير من الزوار وخاصة الأطفال على ركوب "الفلوكة" (مركب خشبي صغير يتسع في العادة لـ 6 أشخاص) أسفل البحيرة السفلى تأخذهم في جولة قصيرة على ضفاف البحيرة وتحت سماء صافية ومياه زرقاء ممتدة وطيور بعضها يحلق في السماء، والبعض الآخر يعوم على سطح الماء ويلامس القوارب دون أي خوف أو جزع.
اظهار أخبار متعلقة
الصور التذكارية هي أكثر اللحظات انسجاما بين الزائرين الذين يقضون جل وقتهم في التقاط صور لهم ولذويهم ومع أطفالهم وأحبائهم وزملائهم، في أجواء من البهجة والسرور وترديد الأغاني الشعبية ويطغى على الأغاني هناك اللون البدوي القريب من دولة ليبيا.