نشر موقع "نورث وسترن مديسن" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن أهم العادات التي يمكنك اتباعها لحماية نفسك من الخرف.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى آخذة في الارتفاع، ولكن يمكنك اتباع نهج استباقي لحماية نفسك مع التقدم في العمر. تشير الأبحاث إلى أن المسنين الخارقين قد يمتلكون المفتاح لمعرفة المزيد عن الشيخوخة والقضايا الصحية المرتبطة بالعمر مثل الخرف.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ما يأتي، استعرض طبيب الشيخوخة في جامعة "نورث وسترن مديسن"، لي ليندكويست، أهم العادات التي يتبعها المسنون الخارقون..
من هم المسنون الخارقون؟
المسن الخارق هو شخص يبلغ من العمر 80 سنة أو أكثر ويظهر وظيفة معرفية مماثلة لشخص عادي في منتصف العمر. ويكون لدى المسنين الخارقين فقدان أقل لحجم الدماغ مما هو معتاد بالنسبة لشخص في مثل هذا العمر المتقدّم. وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، قام العلماء بقياس سمك القشرة لدى 24 شخصًا من المسنين الخارقين و12 شخصا في مجموعة مراقبة.
عادة ما يفقد البالغون المتقدمون في السن حوالي 2.24 بالمئة من حجم الدماغ سنويًا، لكن المسنين الخارقين يفقدون حوالي 1.06 بالمئة. ونظرًا لأن المسنين الخارقين يفقدون حجم الدماغ بشكل أبطأ من أقرانهم، فقد يكونون محميين بشكل أفضل من الخرف.
العادات الشائعة للمسنين الخارقين
أسلوب حياة نشط
يعد البقاء نشيطًا أحد أفضل الأمور التي يمكنك القيام بها مع تقدمك في العمر. ومن شأن ممارسة الرياضة مرتين في الأسبوع مساعدتك على تقليل فرص الإصابة بالمرض في وقت لاحق من الحياة. بعبارة أخرى، يؤدي النشاط البدني إلى زيادة كمية الأكسجين، ما يساعد جسمك على الأداء الأمثل. وتساعد التمارين الرياضية القلب، كما أن تمارين تقوية العضلات تقلل بشكل خاص من خطر السقوط. وتعد التمارين المنتظمة مفيدة في الحفاظ على وزن صحي. ويتضاعف خطر الإصابة بمرض الزهايمر ثلاث مرات لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أكثر من 30.
يواصل المسنون الخارقون تحدي أنفسهم
يمكن أن يكون النشاط العقلي بنفس أهمية النشاط البدني. ويأتي النشاط العقلي في أشكال عديدة. على سبيل المثال، حاول قراءة مقال عن موضوع لا تعرفه، أو خذ دروسا تضعك خارج منطقة الراحة الخاصة بك. سيساعد ذلك على تحفيز الدماغ وإشراكه بطرق جديدة.
المسنون الخارقون اجتماعيون
قال الدكتور ليندكويست إن المسنين الخارقين يملكون علاقات اجتماعية قويّة مع الآخرين. ولدعم ذلك، تكون منطقة الانتباه العميقة في الدماغ أكبر لدى المسنين الخارقين. وتمتلئ هذه المنطقة بخلايا عصبية كبيرة وطويلة تسمى خلايا فون إيكونومو العصبية، التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في المعالجة الاجتماعية والوعي.
وأوضح الدكتور ليندكويست أن تشريح جثث المسنين الخارقين كشف أن لديهم أكثر من أربعة إلى خمسة أضعاف عدد هذه الخلايا العصبية مقارنة بالشخص العادي في الثمانينيات من العمر.
وأورد الدكتور ليندكويست أنه "على الرغم من أننا لا نستطيع أن نضمن أنك لن تصاب أبدًا بمرض الزهايمر إذا كان لديك شبكة اجتماعية قوية، إلا أنها جزء مهم من قرارات نمط الحياة التي يمكننا اتخاذها - مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة - والتي يمكن أن تساهم في العيش بشكل أفضل، ولفترة أطول".
ينغمس المسنون الخارقون في الحياة
ذكر الدكتور ليندكويست أن المسنين الخارقين من هواة اللياقة البدنية، بحيث إنهم يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أو علامات مشاكل الذاكرة بنسبة 23 بالمئة مقارنة بغيرهم.
المخاطر التي لا يمكنك السيطرة عليها
في حين أن دراسة المسنين الخارقين يمكن أن تؤدي إلى تغييرات مقترحة في نمط الحياة، فمن المهم معرفة أن بعض عوامل خطر الإصابة بالخرف لا يمكن تغييرها. وتشمل المخاطر التي لا يمكنك التحكم فيها ما يأتي:
1. العمر. بالنسبة لمعظم الأشخاص، تميل الأعراض إلى الظهور بعد سن الـ65 سنة، ويتضاعف خطر الإصابة بالزهايمر كل خمس سنوات.
2. تاريخ العائلة. أولئك الذين لديهم قريب مصاب بمرض الزهايمر هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. ويواجه أولئك الذين تم تشخيص إصابة أكثر من فرد منهم بمرض الزهايمر خطرا أكبر.
3. الجنس. النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، وتزداد الاحتمالات بعد انقطاع الطمث.
ما تأكله يؤثر عليك
يوصى باتباع أنظمة غذائية معينة من أجل صحة دماغ مثالية. ينصح باتباع نظام مايند الغذائي، وهو نظام غذائي نباتي يجمع بين نظام البحر الأبيض المتوسط ونظام داش الغذائي. وقد ثبت أنه يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
يتكون النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط من الأطعمة الصحية غير المصنعة مثل الأسماك والخضروات والفواكه والبقوليات. ويستدعي نظام داش الغذائي الأقل شهرة تقليل تناول الصوديوم من خلال نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والخضروات. ينتج عن هذا المزيج نظام غذائي يشجع على تناول التوت والخضر الورقية وزيت الزيتون والحبوب الكاملة والفاصوليا. ويعمل النظام الغذائي المشترك على تقليل خطر الإصابة بالالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما سببان محتملان للأمراض المزمنة والحالات الصحية الأخرى.
متى تزور الطبيب؟
يمكن أن تكون بعض التغيرات في الذاكرة والقدرات العقلية من العناصر الشائعة للشيخوخة، لذلك فقد يكون من الصعب معرفة متى يجب زيارة الطبيب. وعلى الرغم من أن اتخاذ تدابير استباقية يمكن أن يساعد، فإن من المهم تحديد مشكلات الذاكرة مبكرًا. إذا كنت تعتقد أنك في خطر أو تظهر عليك علامات مرض الزهايمر، فاستشر طبيبك.