تزخر محافظة سوهاج بصعيد مصر بالعديد من الآثار الإسلامية، من أشهرها مسجد وضريح العارف بالله في سوهاج، الذي يُعد من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في صعيد مصر.
بُني هذا المسجد ليكون مقاما ومثوى للعارف بالله، الشيخ أحمد بن علوان، الذي عاش في القرن السابع الهجري، ويعدّ من كبار الأولياء في تاريخ التصوف الإسلامي.
إظهار أخبار متعلقة
حكم مديرية جرجا لمدة 23 عاما بالكتاب والسنة، وتوفي يوم الجمعة الثاني من شهر رجب عام 795 هجرية، ودفن بالضريح المعروف في المسجد الذي اشتهر به (العارف بالله).
اكتسب الضريح والمسجد مكانتهما الرفيعة عبر الزمن، بفضل ارتباطهما بشخصية الشيخ أحمد بن علوان، الذي كان يُعدّ رمزا للعلم والزهد والورع.
المكانة الدينية
يحظى مسجد وضريح العارف بالله بمكانة دينية خاصة لدى أهالي سوهاج والمسلمين عامة، حيث يأتي المصلون والزوار من مختلف المناطق لزيارة الضريح والتبرك به.
يعدّ المسجد مركزا روحيًا يقصده الناس للعبادة والتعلم، ويشتهر بالهدوء والسكينة التي تشيع فيه، مما يجعله ملاذا للباحثين عن الراحة الروحية.
المولد السنوي
يُقام في مسجد وضريح العارف بالله مولد سنوي، بدأ منتصف أيار/ مايو الماضي، يُعد من أهم المناسبات الدينية في محافظة سوهاج، ويستمر لعدة أيام.
يجتذب هذا المولد آلاف الزوار من مختلف أنحاء مصر، الذين يأتون للمشاركة في الاحتفالات والأنشطة الدينية والاجتماعية التي تُنظم بهذه المناسبة.
يشمل المولد تلاوة القرآن، ومدائح نبوية، ودروسا دينية، فضلا عن الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تعزز من الترابط بين الحاضرين.
الأهمية التراثية والمعمارية
يتميز مسجد وضريح العارف بالله بعمارة إسلامية فريدة، تجمع بين البساطة والجمال.
القبة المزخرفة والمئذنة الشامخة يضفيان على المسجد مظهرا مهيبا، فيما تزين النقوش العربية والزخارف الإسلامية جدرانه الداخلية والخارجية.
يُعدّ المسجد مثالا رائعا على التراث المعماري الإسلامي في صعيد مصر، ويشكل جزءا مهمّا من التراث الثقافي للمنطقة.
ما يميزه في تلك المنطقة
ما يميز مسجد وضريح العارف بالله موقعه في سوهاج، وهي مدينة تمتاز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، يضفي عليه مزيدا من الأهمية.
سوهاج، بكونها واحدة من مدن الصعيد التي تحتضن تراثا غنيّا من الحضارة المصرية القديمة والمعاصرة، تبرز كموقع يجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر.
إظهار أخبار متعلقة
مسجد وضريح العارف بالله في سوهاج ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو معلم تاريخي وثقافي، يعكس عمق الروحانية والتراث الإسلامي في صعيد مصر.
مشاهدات ولقاءات
مراسل "عربي21 لايت" زار مدينة سوهاج الواقعة في صعيد مصر، على بعد حوالي 467 كيلومترا جنوب العاصمة القاهرة، وكان المكان يعج بالزائرين وتوزيع المشروبات وعلب الأرز باللبن، وبعض الأطعمة مثل الفول النابت والكبدة وشربة العدس وحمص الشام، حيث أقيمت الخيام حول المسجد التي أقامتها الطرق الصوفية إلى جانب تقديم "النفحة"، وهي عبارة الشاي والقهوة.
من بين المترددين على المسجد والضريح، نساء وأطفالهن وكبار السن للتبرك والدعاء وقضاء الحوائج وفك الكربات، وهو إرث تقليدي قديم ويتخلل الزحام صوت الإنشاد الديني لأشهر مشايخ الإنشاد وحلقات الذكر، إلى جانب تقديم فقرات تعبر عن الفلكلور الصعيدي من خلال الرقص بالعصي.
وقابلنا عضو مجلس الشورى الأسبق عن دائرة المنشأة بسوهاج، عدلي النقيب، وقد أقام سرادق به، خدمة للزائرين من كل المحافظات، يستقبلهم بحفاوة شديدة وتقديم واجب الضيافة، وقال؛ إنه يقيم هذه الخدمة سنويا في فترة الاحتفال بمولد سيدي العارف بالله، ويهتم بكل التفاصيل لتقديم خدمة للمريدين والزائرين من كل مكان في مصر.
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح في حديثه إلى لـ"عربي 21 لايت"، "أن الاحتفال بمولد سيدي العارف يبدأ من 21 من شهر شوال حتى 5 من شهر ذو القعدة. وأضاف النقيب أنه يقدم هذه الخدمة أيضا في مولد السيدة زينب والسيدة نفيسة والإمام الحسين رضي الله عنهم، وكذلك في مولد أبو الحسن الشاذلي في البحر الأحمر، وفي مولد سيدي الفرغل بمدينة أبوتيج بأسيوط وسيدي عبد الرحيم القناوي في قنا، ولكل أحباب آل البيت في كل مكان، وذلك حبا في الأولياء من آل البيت.
الطرق الصوفية حاضرة بقوة
وقال شيخ الطريقة البيومية، رجب محمود سالم؛ إنه يقدم هذه الخدمة للزائرين ضيوف الشيخ العارف؛ لأنهم يأتون من كل مكان حبّا في الولي الصالح؛ "ولذلك نقدم لهم هذه الخدمة؛ لأنهم ضيوفنا وضيوف يجب إكرامهم؛ لأننا أيضا نجد من يقدم لنا واجب الضيافة عندما نذهب لأي مولد من الأولياء، ولذلك نرد لهم الواجب".
وبشأن كيفية الإنفاق على هذه الخدمة، أوضح لـ"عربي21 لايت": "هي من تدبير الله نتشارك فيما بيننا على النفقات، ولكن نعاني من ارتفاع تكاليف السرادق الذي نشيده للخدمة، ونطالب المسؤولين بتخفيض إيجار المكان، حيث يصل إلى 10 آلاف جنيه (نحو 220 دولارا).
