ومع تعامل منصات الذكاء الاصطناعي لحل العديد من الجوانب الهامة في حياة المواطنين، هل تستطيع أن تواصل مهامها باحترافيه في المجالات الإبداعية وما يتعلق بالفن؟
وبحسب تقرير لـ "بي بي سي"، أصبح من المعروف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على ما يُسمى "النماذج الكبيرة للغة"، التي تعد برامج حاسوبية قوية يمكنها فهم اللغة البشرية وتوليدها.
وتُدرّب أنظمة الذكاء الاصطناعي على استخدام كمياتٍ هائلة من النصوص من الإنترنت ومن مصادر أخرى، ويمكن للنموذج القيام بأشياء مثل الإجابة عن الأسئلة، وكتابة المقالات، وإجراء المحادثات، وكل ذلك بلغةٍ طبيعية تشبه لغة الإنسان.
اظهار أخبار متعلقة
وخلال تلك العمليات، يعالج الذكاء الاصطناعي مليارات الأسطر من النصوص المستخرجة من الإنترنت ومصادر أخرى، ويفكك الأنماط والعلاقات بين الكلمات والجمل، وباستخدام هذه البيانات، يولد الذكاء الاصطناعي استجاباتٍ هي الإجابة الأكثر احتمالية، إحصائياً، لسؤالٍ معين، وبناءً على ذلك، لا تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي إلا تكرار المعلومات الموجودة بالفعل من قبل في شكلٍ ما.
وقال أستاذ علوم الإنترنت في جامعة ساوثهامبتون، والذي يمارس الكوميديا الارتجالية في أوقات فراغه، واسمه ليز كار إن: "إحدى الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها أن يروي النكات هي أن يفعل ما يفعله أي طفل في الخامسة من عمره في الموقف ذاته، وهو تكرار نكتة ناجحة سمعها، أو محاولة صنع تنويعة لها معتمدة عليها".
وأضاف أن "النكات شيء يحب الناس مشاركته على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك فمن الصعب جداً تحديد مصدر نكتة الذكاء الاصطناعي، هل اخترعها [الذكاء الاصطناعي]، أم أنه كررها فقط؟".
وواجه الذكاء الاصطناعي مشكلة في إنشاء مجموعة نصوص كوميدية، رغم اعتياد الكتابة لشخصية ممثل كوميدي من الرجال، يمزح افتراضياً بشأن صديقة له مهووسة بالتسوق، يتحدث عنها بضمير الغائبة.
اظهار أخبار متعلقة
طالب أستاذ علوم الإنترنت في جامعة ساوثهامبتون الكوميديين الذين قضوا السنوات الخمس الماضية في وضع المزيد والمزيد من محتواهم على منصات اجتماعية، مثل تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، لكسب المتابعين – بالحذر خوفا من سرقة شركات مثل أوبن إيه آي، وغوغل، وفيسبوك لأعمالهم، بالطريقة ذاتها.
ويذكر أن النكات التي أنتجها تشات جي بي تي تقليدية، تدور حول صورٍ نمطية ينتمين إلى جيل الألفية، ويتسمن بالكسل. وعلى عكس الكوميدي من البشر، لا يمكن للذكاء الاصطناعي التفاعل مع أي موقف آني، أو في الحال، وهذا ما نعرفه عن إمكاناته حالياً، على الأقل، "هذه ليست الطريقة التي تعمل بها برامج "النماذج الكبيرة للغة" الحديثة"، كما يقول رايان.