محتويات متضاربة قد تظهر من نماذج الذكاء الاصطناعي.. لهذا السبب

الذكاء الاصطناعي - أكس
تستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة "بيانات اصطناعية" لتدريب برامجها- إكس
  • لندن- عربي21، وكالات
  • السبت، 03-08-2024
  • 04:22 م
تناول عدد كبير من الدراسات العلمية مشكلة تتعلق بنماذج الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنه "إذا أُخضعت هذه النماذج لتدريب متكرر باستخدام بيانات منتجة أصلا بهذه التقنية، فستبدأ بعرض محتويات متضاربة بصورة متزايدة".

والنماذج القائمة على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل برنامج "تشات جي بي تي"، تتيح إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناءً على طلب بسيط بلغة يومية، وتحتاج إلى التدريب من خلال كميات هائلة من البيانات.

وغالباً ما يتم الحصول على هذه البيانات من شبكة الانترنت، التي تنتشر فيها كميات متزايدة من الصور والنصوص المُنَتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويؤدي هذا الوضع الذي يوصف بعبارة "الالتهام الذاتي"، إذ يتغذى الذكاء الاصطناعي على نفسه، إلى انهيار النماذج فتصبح الأدوات مُنتجة لمعلومات غير منطقية حتى تصل إلى نتائج لا معنى لها، وذلك بحسب ما نشرته مجلة "نيتشر" العلمية في نهاية تموز/ يوليو.

اظهار أخبار متعلقة



ومع استخدام هذا النوع من البيانات الذي يُطلق عليه تسمية "بيانات اصطناعية" لأنّه مُنتَج بواسطة آلات، يقل غنى العيّنة التي تستمد منها نماذج الذكاء الاصطناعي معطياتها لتوفير إجاباتها.

فالوضع مشابه لإنشاء نسخة من صورة بتقنية المسح الضوئي ثم طباعتها، ومع تكرار النسخ والطباعة، ستفقد النتيجة جودتها حتى تصبح في النهاية غير مقروءة.

"وباء جنون البقر"
توصّل باحثون من جامعتي "رايس" و"ستانفورد" الأمريكيتين إلى النتيجة نفسها بعد دراسة نماذج الذكاء الاصطناعي التي تولّد الصور، مثل "ميدجورني" و"دال-اي" و"ستيبل ديفيوجن".

وأظهر الباحثون أنّ الصور المُنتَجة أصبحت مليئة بعناصر غير متطابقة كلّما أضافوا بيانات "مُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي" إلى النموذج، وشبّهوا هذه الظاهرة بمرض "جنون البقر".

فهذا الوباء الذي ظهر في المملكة المتحدة، يعود مصدره إلى استخدام العلف الحيواني الذي يتم الحصول عليه من أجزاء غير مأكولة من جيف أبقار وحيوانات تحمل الفيروس، لتغذية المواشي.

وتستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة "بيانات اصطناعية" لتدريب برامجها، بسبب سهولة الحصول عليها ووفرتها وتكلفتها المنخفضة مقارنة ببيانات ابتكرها البشر.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الباحث المتخصص في التقنيات الجديدة لدى جامعة موناش في أستراليا جاثان سادوفسكي، إنّ "مصادر البيانات البشرية غير المستغلة وعالية الجودة والقابلة للقراءة آلياً تصير أكثر ندرة".

اظهار أخبار متعلقة



ويقول ريتشارد بارانيوك، أحد معدّي المقالة المنشورة في "نيتشر"، في بيان: "في حال لم تتم مراقبة الوضع على مرّ أجيال عدة، فسنكون أمام نتيجة كارثية تتمثل في متلازمة انهيار نماذج ستؤثر سلباً على جودة البيانات في الانترنت وتنوّعها".

وكما أنّ أزمة جنون البقر أثرت بشكل كبير على مجال إنتاج اللحوم في تسعينات القرن العشرين، قد تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي ونماذج تحوّلت إلى "مجنونة"، مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد ازدهاراً كبيراً وتبلغ قيمته مليارات الدولارات، بحسب هؤلاء العلماء.

ويقول جاثان سادوفسكي إنّ "التساؤل الفعلي بالنسبة إلى الباحثين والشركات الذين يعملون على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي هو في أي مرحلة يتجاوز استخدام البيانات الاصطناعية الحد اللازم؟".

سيناريو غير واقعي كثيراً
يرى بعض المتخصصين الآخرين أنّ المشكلة مبالغ فيها وليست حتمية قط. وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، تؤكد شركتا "أنثروبك" و"هاغينغ فايس" المتخصصتان في مجال الذكاء الاصطناعي، أنهما تستخدمان بيانات مُنتَجَة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويقول أنتون لوزكوف، وهو مهندس متخصص في التعلّم الآلي لدى شركة "هاغينغ فايس" إن المقالة المنشورة في مجلة "نيتشر" توفر رؤية نظرية مثيرة للاهتمام لكن غير واقعية إلى حد كبير. ويؤكد أن "تدريب النماذج على مجموعات عدة من البيانات الاصطناعية لا يتم في الواقع".

ويقرّ لوزكوف بأنّ الخبراء في الذكاء الاصطناعي يشعرون بالإحباط من واقع الانترنت، على غرار ما ينتاب الجميع. ويضيف: "إنّ جزءاً من الإنترنت هو مجرد قمامة"، مشيراً إلى أنّ شركته بدأت تبذل جهوداً كبيرة لتنظيف البيانات التي تم جمعها، وحذفت أحياناً ما يصل إلى 90% منها.

شارك
التعليقات