وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ظاهرة نشر الصور الشخصية على منصات التواصل للتنفيس عن المشاعر انتشرت على نطاق واسع، وهي تمثل بالأساس طريقة للتواصل مع الآخرين أو التنفيس عن المشاعر، إلا أن نشر هذه اللحظات التي نكون فيها في أكثر الحالات ضعفًا ينطوي على مخاطر كبيرة.
اظهار أخبار متعلقة
ويعكس اختيار توقيت وكيفية مشاركة مشاعرنا الحميمية والأشخاص الذين نشارك معهم تلك المشاعر مدى احترام الذات، وهذا التمييز لا يحمي توازننا العاطفي فحسب، بل يؤكد للآخرين بأننا نقدر أنفسنا، ويحدد الطريقة التي نتوقع أن نُعامل بها.
مخاطر الإفراط في مشاركة لحظات الضعف العاطفي
1. سوء التقدير وسوء التفسير
بمجرد نشر منشور ما على الإنترنت، يصبح عرضة للتفسيرات المختلفة والأحكام وحتى السخرية، وغالبًا ما يفتقر جمهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى فهم السياق أو التعاطف اللازم مع الحالة العاطفية لشخص ما.
وقد سلط بحث أُجري في 2008 حول التواصل الرقمي الضوء على افتقاد إعدادات النشر عبر الإنترنت إلى تفاصيل مهمة مثل نبرة الكلام، مما يؤدي إلى سوء الفهم، ويمكن أن تؤدي مشاركة بعض المواقف الخاصة مع الجمهور الخطأ إلى ردود فعل رافضة أو مؤذية، مما يزيد من مشاعر العزلة.
2. تآكل احترام الذات
الكشف العلني المتكرر عن حالات الضعف العاطفي قد يؤدي إلى تضاؤل احترام الذات، فالضعف أداة قوية للتواصل، لكنه يتطلب بيئة آمنة وموثوقة، ومشاركة هذه اللحظات بشكل عشوائي قد يؤدي إلى انعدام الحدود، ويفتح الباب أمام الآخرين إلى معاملتنا دون احترام.
اظهار أخبار متعلقة
في المقابل، اختيار مشاركة مشاعرنا مع الأشخاص الذين اكتسبوا ثقتنا يعزز احترام الذات، إذ لا يجب أن تكون مشاعرنا العميقة عرضة للاستهلاك العام، بل يجب أن نشاركها فقط مع من يحترمنا.
3. الاعتماد على التقييم الخارجي
نشر المحتوى العاطفي غالبًا ما يؤدي إلى ردود فعل فورية في شكل إعجابات وتعليقات، وقد يمنح ذلك شعورا بالاطمئنان والثقة، إلا أن الاعتماد المفرط على التقييم الخارجي قد يخلق دورة تصبح فيها قيمة الذات مرتبطة بردود الفعل على الإنترنت.
وقد وجدت دراسة أُجريت في 2012 أن الأفراد الذين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي لإثبات الذات أكثر عرضة للتوتر وانخفاض تقدير الذات عندما تنقطع التعليقات أو تكون سلبية، لذا فإن الرعاية الحقيقية للذات تنبع من داخلنا ولا تتطلب الاستعانة بجمهور وسائل التواصل للحصول على الدعم العاطفي.
4. العواقب غير المقصودة
مشاركة لحظات الضعف بشكل علني قد تؤدي إلى توتر العلاقات الشخصية دون قصد؛ فقد يشعر الأصدقاء والعائلة الذين يرون المنشورات العاطفية على الإنترنت بعدم الارتياح والحيرة بشأن كيفية الاستجابة لها.
ووفقًا لنظرية دنبار للعلاقات الاجتماعية، فإن المعاملة العاطفية بالمثل أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الروابط، وقد تؤدي مشاركة العواطف العميقة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقويض هذه المعاملة، وبالتالي قد تجعل الأشخاص في العلاقات الوثيقة يشعرون بالتجاهل.
قوة التمييز في المشاركة العاطفية
1. العناية بالذات من خلال الضعف الانتقائي
تتطلب مشاركة الضعف العاطفي جمهورًا داعمًا ومتعاطفًا، وتقوم عملية الانتقاء على إعطاء الأولوية للبيئات الآمنة التي تحترم مشاعرنا وتقدرها، وهذا يتماشى مع مبادئ الرعاية الذاتية ويعزز التواصل الحقيقي.
اظهار أخبار متعلقة
ويؤكد بحث أجراه سبريشر وهندريك في 2004 حول الإفصاح عن الذات في العلاقات، على أن الثقة والمعاملة بالمثل هما أساس العلاقات الهادفة، ومن خلال مشاركة لحظات ضعفنا مع المقربين الموثوق بهم، فإننا نحمي سلامتنا العاطفية ونوطد تلك العلاقات.
2. نمذجة احترام الذات
يؤدي الانتقاء في المشاركة إلى وضع حدود واضحة تخبر الآخرين بالكيفية التي نتوقع أن نُعامل بها، وهذا بدوره يدل على أن عواطفنا ذات قيمة وليست عرضة للاستغلال أو التعليقات العابرة، وتعمل هذه الحدود كشكل من أشكال الدروع العاطفية؛ حيث تحمينا من الأذى المحتمل بينما تسمح في الوقت نفسه بتقديم الدعم الحقيقي متى كان ذلك أكثر فعالية.
3. إعطاء الأولوية للخصوصية
ينصح الموقع بالتفكير جيدا قبل نشر صورة شخصية بهدف التنفيس عن المشاعر، والتأكد مما إذا كان النشر يخدم احتياجاتنا العاطفية أو أنه مجرد رغبة في الحصول على آراء الآخرين.
وقد يوفر العلاج النفسي أو التحدث مع صديق مقرب متنفسًا أفضل لمعالجة المشاعر؛ حيث توفر هذه الطرق فرصًا للتفكير بشكل أعمق وتجاوز اللحظات الصعبة دون التعرض لمخاطر التعليقات السلبية على مواقع التواصل.
عندما تصبح وسائل التواصل الاجتماعي أداة للشفاء
ختم الموقع بأن كل ما سبق لا يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي مساحة غير مناسبة للمشاركة العاطفية، بل إنها قد تعزز أحيانًا الشعور بالتضامن وتشجع على مساعدة الآخرين، لكن نيتك من وراء أي منشور هي التي تحدد ما إذا كان مناسبا أم لا. لذا اسأل نفسك:
◼ هل هذه هي المنصة المناسبة لهذه اللحظة العاطفية؟
◼ من هو الجمهور المستهدف، وهل يمكنه تقديم الدعم الذي أحتاجه؟
◼ هل سأشعر بنفس القدر من الدعم إذا تحدثت في الأمر على انفراد مع شخص أثق به؟