هل يكون الفطر هو الحل السحري لعلاج مرض السكري؟

landon-parenteau-vXS0htFLacU-unsplash
CC0
  • عربي21 لايت
  • الجمعة، 17-01-2025
  • 06:15 ص
نشر موقع "ساي بوست" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن فرص استخدام الفطر السحري في علاج مرض السكري.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"؛ إن العلماء بدؤوا في التحقق مما إذا كان المركب الموجود في الفطر السحري، السيلوسيبين، يمكن أن يؤدي دورا في مكافحة آثار مرض السكري.

ووفقا لبحثهم الأولي، الذي نشر في مجلة الجينات، قد يساعد السيلوسيبين في منع فقدان الخلايا المهمة المنتجة للأنسولين في البنكرياس.

وذكر الموقع أن السيلوسيبين هو مركب مخدر طبيعي يوجد في أنواع معينة من الفطر.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ الاعتراف بإمكانياته العلاجية، خاصة بالنسبة لحالات الصحة العقلية. ومع ذلك، فإن الأساس المنطقي لهذه الدراسة ينبع من تفاعل السيلوسيبين مع مستقبلات السيروتونين في الدماغ، التي توجد أيضا في البنكرياس. وتؤدي هذه المستقبلات دورا حاسما في تنظيم إنتاج الأنسولين وإطلاقه، وهي عملية غالبا ما تتعطل في مرض السكري.

يعد مرض السكري اضطرابا أيضيّا مزمنا، يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم، الذي يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات صحية خطيرة. إن معدل انتشار مرض السكري على مستوى العالم آخذ في الارتفاع بمعدل ينذر بالخطر، حيث تشير التقديرات إلى أن 783 مليون شخص قد يتأثرون به بحلول سنة 2045. ويرتبط مرض السكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض، ارتباطا وثيقا بالسمنة ونمط الحياة الذي يتسم بعدم الحركة.

وقال مؤلف الدراسة إيجور كوفالتشوك، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة ليثبريدج؛ إن "مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي يصيبان المجتمع، وكنا نبحث عن طرق مختلفة للمساهمة في مكافحة تلك الحالات. وبما أن تناول جرعات صغيرة من الفطر يمكن أن يصبح أحد خيارات العلاج لمختلف الأمراض، فقد أردنا اختبار ما إذا كان العنصر النشط، السيلوسيبين، سيكون له أيضا تأثيرات مضادة لمرض السكري؟".

وأفاد الموقع أنه من الأمور الأساسية لتطور مرض السكري هو خلل في خلايا البنكرياس، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. عندما تتلف هذه الخلايا أو تُفقد، فإن قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم تتعرض للخطر.

إظهار أخبار متعلقة



وفي دراستهم الجديدة، قام الباحثون بالتحقيق في آثار السيلوسيبين على خلايا البنكرياس المعرضة لارتفاع نسبة الجلوكوز وارتفاع الدهون، وهو سيناريو يحاكي الإجهاد الأيضي الذي لوحظ في مرض السكري. واستخدموا خط خلايا الورم الإنسوليني لدى الفئران، وهو نموذج معروف بصلته بوظيفة خلايا بيتا البشرية، لإجراء تجاربهم.

وبين الموقع أنه تمت معالجة الخلايا المزروعة في وسط غني بالمغذيات، بتركيز محدد من السيلوسيبين، تم اختياره بناء على النتائج الأولية التي تشير إلى فعاليته المثلى. وبعد العلاج بالسيلوسيبين، تم تعريض الخلايا لمستويات عالية من الجلوكوز والدهون، وهي مصممة للحث على الضغط والضرر الذي يتم ملاحظته عادة في خلايا بيتا البنكرياسية لدى الأفراد المصابين بداء السكري.

ووجد الباحثون أن الخلايا المعالجة بالسيلوسيبين أظهرت قابلية حياة أفضل بشكل ملحوظ، مقارنة بتلك التي لم تتلق العلاج. وتشير هذه النتيجة إلى أن السيلوسيبين له تأثير وقائي على خلايا بيتا، مما يساعد على تخفيف التأثير الضار للإجهاد الأيضي المرتبط بمرض السكري.

وقدم المزيد من التحليل نظرة ثاقبة للآليات الكامنة وراء التأثيرات الوقائية للسيلوسيبين.

ووجدت الدراسة أن علاج السيلوسيبين أدى إلى انخفاض في مستويات العديد من المؤشرات الحيوية الرئيسية لموت الخلايا المبرمج في خلايا بيتا، التي تواجه مستويات عالية من الجلوكوز والدهون. ويؤدي موت الخلايا المبرمج دورا مهمّا في فقدان خلايا بيتا في مرض السكري، وتشير قدرة السيلوسيبين على تقليل العلامات المرتبطة بهذه العملية، إلى قدرته على الحفاظ على كتلة خلايا بيتا في حالات مرض السكري.

وأوضح كوفالتشوك قائلا: "لم نتوقع أن يعمل السيلوسيبين بشكل جيد على خلايا البنكرياس".

ويبدو أيضا أن السيلوسيبين يؤثر على التعبير عن الجينات المرتبطة باختلاف تمايز خلايا بيتا. ويشير عدم التمايز إلى العملية التي من خلالها تعود خلايا بيتا الناضجة المنتجة للأنسولين إلى حالة أكثر بدائية، وتفقد قدرتها على إنتاج الأنسولين بشكل فعال.

وقال كوفالتشوك لموقع "ساي بوست"؛ إن النتائج تقدم دليلا أوليّا على أن "تعاطي جرعات صغيرة من الفطر السحري، من المرجح أن يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي  ومرض السكري".

ووفق الموقع؛ فمن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من هذه التأثيرات الإيجابية على بقاء الخلية واختلاف التمايز، لاحظ الباحثون أن السيلوسيبين لم يحسن بشكل كبير ضعف إفراز الأنسولين المحفز بالجلوكوز، في ظل ظروف ارتفاع الجلوكوز والدهون.

وتشير هذه النتيجة إلى أنه على الرغم من أن السيلوسيبين يمكنه حماية خلايا بيتا من الموت واختلال التمايز، إلا أنه قد لا يعزز بشكل مباشر استجابتها الوظيفية للجلوكوز في سياق متلازمة التمثيل الغذائي أو مرض السكري.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة رائدة في استكشاف التأثيرات العلاجية المحتملة للسيلوسيبين على خلايا البنكرياس في سياق مرض السكري، إلا أنها تتضمن العديد من القيود التي تمهد الطريق لاتجاهات البحث المستقبلية. 

إظهار أخبار متعلقة



وأشار كوفالتشوك: "نحن بحاجة إلى إجراء هذه الدراسة على الحيوانات، للتأكد من أنها تعمل بشكل جيد كما تفعل في المختبر".

بالإضافة إلى ذلك، ركزت الدراسة على تأثيرات السيلوسيبين في ظل ظروف محددة من ارتفاع مستوى الجلوكوز والضغط الناجم عن الدهون، وهو ما يمثل جانبا واحدا فقط من أمراض مرض السكري. 

ولفت الموقع إلى أن مرض السكري مرض متعدد العوامل، مع مجموعة واسعة من المظاهر الفيزيولوجية المرضية، بما في ذلك مقاومة الأنسولين، والالتهابات، ومكونات المناعة الذاتية في حالة مرض السكري من النوع الأول.

واختتم الموقع التقرير بما قاله كوفالتشوك؛ إنه في نهاية المطاف، يأمل الباحثون في دراسة ما إذا كان السيلوسيبين يمكن أن يكون مفيدا لمرضى السكري من البشر، موضحا: "نحن نبحث دائما عن طرق أكثر طبيعية وشمولا لعلاج الأمراض".


شارك
التعليقات