وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن امتلاك الشخص صفة النرجسية لا يأتي من العدم بل يعود إلى جملة من الأسباب أهمها طبيعة البيئة التي ترعرع فيها.
أنت مركز الكون
ويضيف الموقع أن تحقيق جميع رغبات الطفل والتفوه بعبارة "أنت مركز الكون، كل شيء في هذا العالم لك" من شأنه خلق طفل نرجسي. ومع استمرار تأكيد الآباء للطفل أنه مركز الكون يبدأ تصديق ذلك. وبناء عليه يطلب من الآخرين مسايرته تمامًا مثل والديه، وبمجرد الرفض تخيب آمال الطفل.
اظهار أخبار متعلقة
في الحقيقة، عن طريق التقليل من قيمة الأطفال الآخرين مقارنة بالبناء؛ يزرع الآباء في نفوس أطفالهم صفة الغرور ويرسخون لديهم الاعتقاد بأنهم يستحقون الأفضل.
مساعدة الطفل المبالغ فيها
ويشير الموقع إلى أن إنجاز جميع مهام الطفل وعدم السماح له باتخاذ خطوة دون مراقبة آبائه بتعلة القلق دون إدراك أن اتباع هذه الطريقة التي تؤثر سلبًا على الأولاد في مرحلة البلوغ من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء. ناهيك عن ذلك، ينبغي أن تتناسب المساعدة التي يقدمها الآباء مع عمر الطفل وقدراته الجسدية. في المقابل، يجهل الآباء والأمهات أنه عن طريق اتباع هذا النوع من التنشئة يخلقون طفلا عاجزا عن القيام بأبسط المهام بمفرده.
راحة الأطفال قبل كل شيء
ورأى الموقع أن محاولة توفير أقصى درجات الراحة للطفل، تنمي داخله صفة النرجسية لا شعوريًّا، مع العلم أن النرجسيين الذين نشأوا في بيئة مريحة لا يحتملون الأطفال معتبرينهم عبئًا ومصدرًا للصعوبات.
طفلي فريد ومتميز
في السياق ذاته، أوضح الموقع أن تربية الأطفال على فكرة أنهم الأفضل في هذا العالم ويستطيعون القيام بأي شيء أحد أكثر الاتجاهات المفضلة لدى الآباء في العصر الحديث. ومع جهل الآباء في بعض الأحيان أن التقييم الذاتي لا يتناسب مع الصفات والقدرات الحقيقية للطفل يتحول الأخير إلى شخص نرجسي تعترضه الكثير من المشاكل في مرحلة البلوغ. إلى جانب ذلك، فإن المبالغة في تقييم القدرات الحقيقية للطفل هو العامل الذي يخلق لديه شعورًا بالتميز عن ذويه وينمي لدى الطفل النرجسية.
وفي الحقيقة؛ يجهل الآباء أنهم من خلال هذه الممارسات لا يزرعون في نفوس أطفالهم احترام الذات؛ بل شعورًا بالتفوق. وفي الشأن ذاته، غالبا ما يتجنب الشخص النرجسي التواجد مع كبار السن وقضاء وقته معهم والاهتمام بهم، موليًا أهمية كبيرة لنفسه ولحياته، معتبرًا والديه عبئًا عليه.
اظهار أخبار متعلقة
وبين الموقع أن جميع محاولات تنشئة طفل مثالي تولد صفة النرجسية لديه؛ حيث إنه منذ نعومة أظافره، يطالَب الطفل بالتصرف بمثالية في كل شيء. وعن طريق تلميح الآباء إلى إمكانية تحقيق نتائج أفضل، يقلل الطفل من قيمة إنجازاته. ومع مرور الوقت، يحاول هذا الشخص التقليل من شأن الآخرين ومطالبة جميع من حوله بالمثالية، رغم أنه لا يمتثل للشروط المعلنة في بعض الأحيان.
لا وجود للحدود الشخصية
وأفاد الموقع أن الرغبة في تربية الطفل في جو يسوده الحب، تدفع الآباء إلى غض الطرف عن أهمية الحدود الشخصية. نتيجة لذلك، عند مرحلة البلوغ، ينتهك الابن حدود الآخرين بطريقة مماثلة. واستنادًا إلى نموذج أسرته، غالبًا ما يبدي الطفل نوعا من التطفل، ويسعى للحصول على موافقة الآخرين والتدخل باستمرار في حياة الناس بتعليقاته وانتقاداته غير اللائقة، مما ينعكس بشكل سلبي على علاقته بالمجتمع.
يتعين على الأطفال رعاية آبائهم
ويشير الموقع إلى أهمية تجنب غرس الشعور بالذنب في نفس الطفل بسبب المجهودات التي بذلها الآباء في سبيل ضمان مستوى عيش لائق. عن طريق غرس مفاهيم مثل ضرورة الاعتناء بالوالدين في سن الشيخوخة منذ مرحلة الطفولة، فقد يتخلى الطفل عن واجباته ويترك والديه بمفردهم.
طاعة الأب أو الأم
وفي الختام ينوه الموقع إلى أن طاعة الأب أو الأم بشكل كامل والاستماع إليهما وتنفيذ جميع الأوامر بحذافيرها؛ كلها تخاطر بتحويل الطفل إلى شخص آخر يبحث في مرحلة الكبر وسط عائلته عن أشخاص يخافونه ويطيعون جميع أوامره.