ونشر "موقع سايكولوجي توداي" تقريرًا، ترجمته "عربي21"، استعرض فيه ذلك البحث؛ حيث قال إن مناقشة العدوان، وحتى العدوان الإلكتروني، غالبًا ما تكون مبنية على أساس يركز على الذكور، مشيرًا إلى أن دراسة العدوان الرقمي للإناث تلقي بظلال من الشك على التأكيدات بأن عدوان الذكور مبرمج وأكثر شيوعًا؛ حيث يبين السلوك الرقمي أن المرأة ليست مبرمجة لتكون سلبية، لكنها عدوانية بقدر الرجل، وفي بعض الظروف، تكون أكثر منه.
وأفاد الموقع أنه لا ينبغي الخلط بين العدوان والعنف الجسدي؛ فليس كل العنف الجسدي عدوانا (فبعضها دفاع عن النفس)، وليس كل العدوان عنفًا جسديًّا؛ حيث إن هناك ثلاثة أنواع من العدوان: جسدي مباشر؛ لفظي مباشر؛ وغير مباشر، وغالبًا ما ينطوي على التلاعب بالآخرين.
اظهار أخبار متعلقة
ويرى الموقع أن العنف الجسدي يحدث فقط في العالم الحقيقي، وفي معظم البلدان غالبا ما يرتكب من قبل الذكور، ففي سياق العنف المنزلي؛ الحقيقة هي أن الضحايا هن أساسا من النساء، وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال أبلغت ما نسبته 4.7 بالمئة من النساء، مقارنة بما نسبته 2.3 بالمئة من الرجال، عن سوء المعاملة المنزلية.
ولفت الموقع إلى أن هناك العديد من النظريات التي وضعت لتحليل العدوان والاعتداء الإلكتروني، والتي تفترض العديد منها - صراحة أو ضمنًا – أن الذكور يرتكبون العدوان في كثير من الأحيان أكثر من الإناث، غير أن السياقات الرقمية ألقت ضوءًا جديدًا على هذا النقاش، وتحدت فكرة أنه باستثناء العنف الجسدي والمنزلي؛ فإن الذكور أكثر عدوانية.
وذكر الموقع أن العديد من الدراسات كشفت أن الاعتداء الإلكتروني غالبا ما ينبعث من الإناث بمعدلات أعلى من الذكور، وهذا لا ينكر أن الإناث يعانين من حالات خطيرة للغاية من الاعتداء الإلكتروني، بما في ذلك المطاردة الإلكترونية والتسلط عبر الإنترنت، وأن هذا غالبًا ما يؤثر عليهن بشكل مكثف أكثر من التجارب المماثلة التي تؤثر على الذكور. ومع ذلك؛ فإن المستويات الإجمالية للعدوان الرقمي للإناث مرتفعة، مما يعطي تحديًا قويًّا لأي تفسير للعدوان القائم على الرأي القائل بأنه في الأساس ظاهرة ذكورية.
ووفق الموقع؛ تظهر دراستان حديثتان الطرق التي يمكن أن يحدث بها الاعتداء الإلكتروني للإناث؛ حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن إستراتيجية العرض الذاتي الأولية المرتبطة بنشر صورة شخصية للإناث كانت ترهيبًا عدوانيًا مرتبطًا بالإناث بشكل أقوى منه بالذكور، الذين لديهم مجموعة واسعة من الأسباب لنشر الصور الشخصية.
اظهار أخبار متعلقة
وفي دراسة أخرى؛ وُجد أن الإناث تسمح لعوامل شخصيتهن العدوانية بقيادة سلوكياتهن أكثر بكثير مما هي عليه في العالم الحقيقي، وأكثر بكثير من الذكور. ويتعلق هذا الاقتراح بدراسات حديثة أخرى لنشر الصور الشخصية للفتيات، والتي وجدت روابط قوية مع العدوان والنرجسية.
وأشار الموقع إلى أن فحص أبحاث العالم الحقيقي يبين أن المستويات العالية من عدوان الإناث، ومن بينها السلوكيات الرقمية، كانت معروفة منذ فترة طويلة؛ حيث وُجد أن الإناث يصدر عنهن مستويات أعلى من العدوان اللفظي وغير المباشر، أكثر من الذكور، كما تستخدم الفتيات والمراهقات العدوان اللفظي وغير المباشر أكثر من الأولاد.
وبحسب الموقع؛ فقد وجدت دراسة من غانا أن أنماط العنف المنزلي منخفضة المستوى بين الجنسين تتغير؛ حيث أبلغ الذكور عن إيذاء منزلي أكثر من الإناث، وخاصة من العدوان غير المباشر واللفظي، كما بينت الدراسة أن الإناث أكثر عرضة لارتكاب الاعتداءات الجسدية وغير المباشرة واللفظية والسيبرانية.
وقال الموقع إن هذا ليس أمرًا ناتجًا عن ثقافة معينة أو في وقت معين، فعند تفتيش سجلات المحكمة في المملكة المتحدة نكتشف أن العنف المنزلي على مستوى منخفض كان تهمة شائعة جدًّا ضد النساء في القرن التاسع عشر.
وذكر الموقع أن هذه النتائج تتعارض مع الآراء التقليدية للعدوان التي تشير إلى أنه ناتج من الذكور، وهي الآراء التي تحتاج إلى تغيير؛ حيث تبين النتائج أنه عندما يتم رفع القيود المجتمعية التقليدية - كما يمكن أن تكون على الإنترنت - ويتم إزالة خطر الانتقام الجسدي؛ تكون الإناث عدوانية مثل الذكور؛ حيث تسمح هذه السمات بالكشف عن مستويات عالية من العدوانية اللفظية وغير المباشرة، كما أن الثقافة والسياق يلعبان دورًا في مستوى ونوع العدوان.