بالفيديو | المتحف القومي للحضارة.. تاريخ مصر في "كبسولة"

  • محمد سندباد
  • الأربعاء، 06-09-2023
  • 05:40 م

على ضفاف بحيرة عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط أقدم وأول العواصم الإسلامية في أفريقيا والتي بناها الصحابي الكبير عمرو بن العاص قبل أكثر من 14 عقدا من الزمن، يقع "المتحف القومي للحضارة المصرية" الذي راود أحلام الكثير وعلى رأسهم آخر ملوك مصر الملك فاروق.

وكانت مدينة الفسطاط ومحيطها مركزا للكثير من الحضارات المتعاقبة عبر التاريخ بداية من الفراعنة مرورا بالبابليين ثم الرومان والأقباط، حتى جاء الفتح الإسلامي واتخذها عمرو بن العاص عاصمة، كما يتميز موقع المتحف باحتوائه على بحيرة طبيعية نادرة هي بحيرة عين الصيرة الوحيدة الباقية في القاهرة بعد اختفاء العديد من البحيرات.

ومرت فكرة إنشاء المتحف بمراحل زمنية وإجرائية وإنشائية عديدة ومتباعدة، بدأت في الفترة من 1938 وحتى عام 1949، حيث رغب الملك فاروق في تشييد متحف مشابه لمتاحف أوروبا يوثق حضارات مصر المختلفة، ويعرض جميع المراحل التاريخية.

اظهار أخبار متعلقة



وفي ثمانينيات القرن الماضي تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، طلب الحكومة المصرية، ودشنت حملة دولية لإنشاء متحف النوبة بأسوان، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة عام 1982.



وفي مطلع الألفية الجديدة، تم وضع حجر الأساس عام 2002 في مدينة الفسطاط التاريخية، ولكن بسبب الإجراءات البيروقراطية وعدم توفر مخصصات كافية تعثرت أعمال الإنشاء وتم الانتهاء منها وافتتاح قاعة للعرض المؤقت عن الحرف المصرية عبر العصور المختلفة عام 2017.

وفي نيسان/ أبريل عام 2021، افتتحت مصر قاعة العرض المركزي واستقبلت 22 مومياء ملكية تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير في موكب ضخم تناقلته وسائل الإعلام المحلية والدولية بهدف جعل المتحف ضمن أهم متاحف البلاد.

 الأول من نوعه في مصر والعالم العربي

وبحسب موقع وزارة السياحة المصرية، يعد المتحف القومي للحضارة الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، هو مجمع حضاري عالمي متكامل يُتيح لزائريه فرصة للإبحار في رحلة عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة.

ويضم المتحف مجموعة متنوعة من القطع الأثرية عبر عصور الحضارات المختلفة بداية من عصور ما قبل التاريخ مروراً بالعصر المصري القديم، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، والعصر الحديث، مما يساعد الزائرين على فهم الحضارة المصرية، كما يضم المتحف قاعة للمومياوات وقاعة للنسيج المصري.



وفي الطابق السفلي، هناك قاعة بها دهاليز عديدة تضم 22 مومياء ملكية، و17 تابوتاً ملكياً، وترجع المومياوات إلى عصر الأسر الـ 17، و18، و19، و20، من بينهم 18 مومياء لملوك وأربع مومياوات لملكات، منهم؛ مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس، وغيرهم.

تحفة معمارية

ويقول المهندس المعماري محمد فاروق، الذي جاء لتفقد البناء الضخم، إن "تصميمات المتحف بلا شك تعد تحفة هندسية معمارية وجمعت بين التاريخ القديم والحداثة، وهي استخدام التكنولوجيا في عرض القطع الأثرية والتاريخية لإضفاء مزيج من الهيبة والجمال عليها".

اظهار أخبار متعلقة



 وأكد في حديثه لـ"عربي21 لايت" أن "تصميم المتحف هو مصري بامتياز فاز بتصميمه المهندس الكبير غزالي كبيسة عام 1984، وهو في حد ذاته تحفة معمارية، ومقام على مساحة واسعة تتجاوز 33 فدانا (الفدان 4 آلاف متر) ويطل على واحدة من أجمل بحيرات القاهرة".



ويعلو المتحف، الذي يتكون من عدة طوابق، شكل هرمي، تدعى قاعة الهرم وتضم 9 شاشات ثلاثية الأبعاد، مثبتة على جدرانها، يُعرض من خلالها التاريخ المصري والآثار الفرعونية، بالصوت والصورة، ويضم المتحف 9 قاعات كبيرة تعرض حضارة مصر منذ فترة ما قبل التاريخ حتى العصر الراهن.















شارك
التعليقات