مصر تحتفي بذكرى رحيل ملك العود الموسيقار فريد الأطرش (شاهد)

  • محمد سندباد
  • السبت، 30-12-2023
  • 06:52 ص

على موسيقى الألحان الخالدة والكلمات المتألقة احتفلت مصر بمرور 49 عاما على رحيل ملك العود الموسيقار فريد الأطرش، الذى رحل عن عالم الفن في 26 كانون الأول/ ديسمبر 1974 بعد مسيرة حافلة من التميز والانفراد.

 احتفت العديد من الهيئات  والجمعيات الثقافية والفنية في مصر بأعمال أحد أبرز وألمع مطربي العالم العربي وأنجح ملحنيها من بينها جمعية محبي الموسيقار فريد الأطرش بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية في قصر الأمير "طاز" بالقاهرة القديمة.




اجتمع عدد كبير من محبي الموسيقار الأطرش في مركز إبداع بقصر الأمير طاز، رغم برود الطقس، للاحتفال بذكرى رحيل ملك العود، واستمتع الحضور بتقديم مجموعة متنوعة من روائع أغاني وألحان الموسيقار "فريد الأطرش".

الأطرش.. جيل وحده

اعتبر رئيس جمعية محبي الموسيقار فريد الأطرش، عادل السيد، أن "من المهم الاحتفال بذكرى الرواد من الموسيقيين والفنانين والمطربين وتعريف الأجيال الشابة والقادمة بهؤلاء الكبار؛ لأن هناك انحدارا في الذوق العربي وتحولت  الأغاني إلى ما يسمى بالمهرجانات".

اظهار أخبار متعلقة


 وبشأن ما يميز الأطرش، فإنه أوضح لـ"عربي21 لايت": "يتميز عن باقي مطربي جيله بالكثير، فكان مغنيا أصيلا وملحنا كبيرا وأول من قدم الفيلم الاستعراضي في السينما المصرية، وكان ذلك في فيلم "انتصار الشباب" عام 1941، وأول من أدخل الجملة الموسيقية الطويلة في "حبيب عمري" سنة 1947 وأول من عمل أوبريت حلم الوحدة العربية في أوبريت "بساط الريح"، وأول موسيقار عربي تغزو ألحانه الغرب في أوروبا وروسيا وأمريكا وغنوا أغانيه  وتعاقدوا معه لإعداد أغان عالمية".

 وأضاف السيد أن "الأطرش هو أول فنان عربي توزع أغانيه عالميا ويوضع اسمه في لائحة الخلود الفني في اتحاد الناشرين للموسيقى العربية في فرنسا إلى جانب بيتهوفن وشوبان وهو من أول من نقل الموسيقى إلى مكان آخر، وغنى كل الألوان؛ غنى الدويتو والموال والقصيدة والأغنية الدينية والوطنية وأغاني الحب والأغنية الطويلة والقصيرة ولا تزال تنبض بالحياة".





 ورأى رئيس جمعية محبي الأطرش، أن "أكثر ما يميز الأطرش أنه لم يقتبس في أغانيه أي جمل موسيقية غربية. جميع أعماله الموسيقية البالغة 480 هي أغان شرقية خالصة نابعة من صميم المجتمع الذي نشأ فيه وتربى منذ طفولته".

الأطرش.. فريد من نوعه

بدوره، وصف المطرب سعيد حسين أعمال الأطرش بأنها "خالدة في محتواها ومضمونها"، مشيرا إلى أنه "أثرى الموسيقى العربية بالعديد من الألحان العربية الشرقية الأصيلة، والألحان التي كان يقدمها أعتقد أنها كانت واضحة وجميلة وناجحة ومميزة".

اظهار أخبار متعلقة


وقال لـ"عربي21 لايت" أن "نجوم ومشاهير عصره غنوا له وتعاونوا معه لإنتاج أعمال فنية كبيرة، لذلك فلابد من الاحتفال بـ العمالقة الذين أثروا الموسيقى العربية، إلى جانب ذلك كله كان الأطرش عازف عود ماهر من الدرجة الأولى وفريد من نوعه".

 أثنى مايسترو فرقة "نغم"، محمود فرج، بالاحتفالية السنوية التي تقام من أجل التذكير بعظماء الفن، وقال: "لا بد أن نحتفل بالفنانين العظماء جميعهم، هؤلاء هم تاريخ الموسيقى المصرية والعربية من أمثال محمد فوزي وبليغ حمدي ومحمد الموجي ".





 وأضاف في تصريحات لـ"عربي21 لايت": "الفنان فريد الأطرش شامل في كل شيء، وألحانه خالدة وجدد في الموسيقى، قام بإدخال إيقاعات جديدة مثل التانجو، وظلت موسيقاه تتردد مدى الحياة وهو تاريخ  فني وحده".

مولده وحياته وعمله

ولد فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش في 21 نيسان/ أبريل 1910 في بلدة "القريا" بمدينة السويداء جنوب سوريا لأسرة درزية عريقة، وانتقل في طفولته مع الأسرة من سوريا إلى مصر هربا من ملاحقة جنود الاحتلال الفرنسي لوالده وعائلته بسبب نشاطهم في المقاومة.

 التحق في أوائل الثلاثينيات بمعهد الموسيقى العربية، ثم  انضم بعد ذلك عازفا للعود إلى فرقة المطرب إبراهيم حمودة، والتحق فترة أيضا بفرقة الفنانة بديعة مصابني، وفي وقت لاحق تقدم للعزف في الإذاعة المصرية، ونجح في الامتحان عازفا ومطربا.

مع لمعان اسم الأطرش فقد لقبه النقاد بـ"ملك العود"، وهو أحد أعلام الموسيقى والغناء العربي، ونال جائزة أعظم عازف عود في العالم العربي وتركيا.

اظهار أخبار متعلقة


حققت أغانيه وألحانه شهرة فنية واسعة، كانت أولى أغانيه من تأليف الشاعر الفلسطيني يحيى اللبابيدي، ولحنها الموسيقار مدحت عاصم، ونجحت جماهيريا بشكل كبير، وغنى كلمات كثير من شعراء عصره، ولحن عددا كبيرا من الأغاني لكبار المطربين والمطربات، منهم.

وتوفي الأطرش إثر أزمة قلبية يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر 1974، في مستشفى "الحايك" في العاصمة اللبنانية بيروت.
شارك
التعليقات