نشر موقع "بيغ ثينك" تقريرًا بيّن فيه سبب ارتكاب النساء جرائم أقلّ مقارنة بالرجال، حيث تقترح الأبحاث أن عوامل مثل العواطف الاجتماعية والعلاقات العائلية القوية تلعب دورًا في تقليل ميل النساء لارتكاب الجريمة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن القتلة المتسلسلين نادرون وربما هناك 12 قاتلًا متسللًا ناشطًا اليوم بعد أن كان عددهم يقدر بـ 198 في سنة 1987. أما القاتلات المتسلسلات فأكثر ندرة ويمثلن حوالي 10 بالمائة فقط، والأكثر شهرة بينهن هي إيلين وورنوس، التي تحدث فيلم "مونستر" عن قصتها حيث قامت بسرقة وقتل سبعة رجال ما بين 1989 و1990، وتم إعدامها بالحقنة المميتة في سنة 2002.
لا شك أن قصة وورنوس تبهر الجمهور لأنه لم يسبق أن سمِع أحد عنها من قبل، خاصة مع ميل النساء إلى الابتعاد عن ارتكاب الجرائم بجميع أنواعها. وحوالي ربع الأشخاص الذين يتم القبض عليهم في الولايات المتحدة سنويًا هم من الإناث، وترتكب النساء 20 بالمائة فقط من جرائم العنف و37 بالمائة من جرائم الممتلكات، ويرتكبن جريمة قتل واحدة فقط من بين كل 10 جرائم قتل. وإذا قمت بتقسيم الأعمال الإجرامية إلى مجموعات فرعية مثل الحرق العمد والتخريب والاحتيال، فستجد أن النساء يرتكبن الأقلية منها جميعًا تقريبًا، والجرائم الوحيدة التي يرتكبنها بمعدلات مساوية للرجال تقريبًا هي الاختلاس وقتل طفل أو ابن الزوج. والسؤال المطروح: لماذا تميل النساء إلى ارتكاب جرائم أقل بكثير من الرجال؟
أشار الموقع إلى أن عُلماء الجريمة بحثوا في هذا السؤال منذ عقود واكتشفوا العديد من النظريات.
اظهار أخبار متعلقة
أولًا، الرجال أكثر عدوانية واندفاعًا وميلاً إلى المخاطرة، ووجدت الدراسات أن هذا الاختلاف بين الجنسين يظل صحيحًا حتى في سن مبكرة، قبل أن تتمكن التأثيرات الثقافية من "برمجة" الأولاد والبنات في الأدوار المحددة للجنسين. ويشير ذلك إلى وجود عنصر بيولوجي لتهور الذكور، ومن المحتمل أن ينبع من تأثير مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة. وقد وجدت إحدى الدراسات أنه مقابل كل فتاة مراهقة ترتكب عملاً إجراميًا صغيرًا، هناك 15 فتى يفعلون الشيء نفسه.
التفسيرات الاجتماعية
رغم ميل علماء الجريمة السابقين إلى الإشارة إلى الاختلافات البيولوجية بين الجنسين باعتبارها "قضية مغلقة" في سبب اختلال التوازن في الجرائم، فإن الباحثين اليوم أكثر تمييزًا حيث إنهم يشيرون إلى عوامل اجتماعية مختلفة تقلل من احتمال ارتكاب النساء للجرائم. فبدايةً، كان دور المرأة في الغالبية العظمى من التاريخ وفي العديد من الثقافات اليوم مقتصرًا على تربية الأطفال والأدوار المنزلية. ومنذ الصغر، يتم تشجيعهن على تقديم الرعاية، وعندما يكبرن يفتقرن عادة إلى الاستقلالية التي يتمتّع بها الرجال.
وبالتالي فإنه كان لديهن ببساطة وقت وحرية وفرصة أقل للانخراط في أعمال إجرامية، كما أن النساء لا يتعرّضن عادةً للضغوط المرتبطة بإعالة الأسرة، ما يقلل من الحافز للسرقة.
وتشير نظرية أخرى إلى أن النساء يرتكبن جرائم بمعدلات قريبة من معدلات الرجال، ولكن تم تجاهلهن تاريخيًا أو معاملتهن بتساهل من قبل السلطات. وقد هيمن الرجال تاريخيًا على تطبيق القانون، ومن المحتمل أن العديد من هؤلاء الرجال لديهم آراء نمطية حول المرأة. وتعني هذه الآراء أن المجرمات ربما كن قادرات على الهروب من الاعتقال، وإذا تم القبض عليهن، فربما يتم تسليمهن إلى الأزواج أو الأسرة لإنزال العقاب بهن.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف الموقع أنه منذ خمسينيات القرن العشرين، ومع حصول النساء في جميع أنحاء العالم على قدر أكبر من الاستقلال وتلاشي الصور النمطية التقليدية بين الجنسين، فقد ضاقت بالفعل الفجوة بين الرجال والنساء. وقد وجد الباحثون على نطاق واسع أن الرجال يرتكبون الجرائم بمعدلات أقل مما كانت عليه في الماضي، في حين أن النساء يفعلن ذلك بمعدلات مماثلة أو أعلى قليلاً.
مع ذلك، فلا تزال هناك فجوةٌ كبيرة بين الجنسين، خاصة عندما يتعلق الأمر بجرائم العنف، ولا يبدو أنه سيتم سدها قريبًا. وقد يشير هذا إلى أن الصور النمطية الثقافية القائمة على النوع الاجتماعي لا تزال راسخة، لكنه يشير على الأرجح إلى أن علم الأحياء هو القوة الدافعة وراء هذه الفجوة.