هكذا تغير الشمس لون جلدنا.. هل من خطر؟

شاطئ اشعة الشمس  -  cc0
الميلانين الذي تنتجه الخلايا الصباغية يعمل على تغميق الجلد لحمايته- CC0
  • عربي21- أحمد حسن
  • السبت، 06-04-2024
  • 04:58 م
بالنسبة للعديد من المتحمسين للتشمس في فصل الصيف، كان الأمر لفترة طويلة بمثابة نزوة علمية غامضة - لماذا لا تسمر بشرتنا إلا بعد ساعات - أو حتى أيام - من مغادرتنا للشاطئ؟

الآن يدعي الباحثون أن لديهم الإجابة، ويعود ذلك إلى عمليتين متنافستين في خلايا الجلد.

عندما نتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، فإن استجابة الجسم الأولية هي إعطاء الأولوية لإصلاح تلف الحمض النووي في الخلايا، كما يزعم الباحثون.

لكن لبضع ساعات، تمنع هذه الاستجابة آلية أخرى مسؤولة عن تصبغ الجلد والمعروفة باسم الدباغة.

اظهار أخبار متعلقة



وأجرى الدراسة الجديدة فريق من علماء الأحياء، وقالوا في ورقتهم المنشورة في مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية: "يتوقف تصبغ الجلد مؤقتًا بعد التعرض لأشعة الشمس، لكن الآلية الكامنة وراء هذا التوقف غير معروفة''.

ويشرح المؤلفون آليتين على المستوى الخلوي تحمي الجلد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية الخطيرة.

ويقوم الأول بإصلاح الحمض النووي في خلايا الجلد المتضررة من الإشعاع، بينما يتضمن الثاني زيادة إنتاج الميلانين، وهي صبغة طبيعية في الجسم تمنح الشعر والعينين أيضًا لونًا داكنًا.

ويعمل الميلانين الذي تنتجه وتوزعه خلايا خاصة تسمى الخلايا الصباغية على تغميق الجلد لحمايته من التعرض للإشعاع في المستقبل.

وعندما نتعرض للأشعة فوق البنفسجية، فإن الآلية الأولى تشل الأخرى بشكل فعال حتى يصل تصحيح الحمض النووي إلى ذروته، ولكن هذا يحدث بعد ساعات قليلة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

وقال مؤلف الدراسة البروفيسور كارميت ليفي: "يجب حماية المعلومات الجينية من الطفرات، لذا فإن آلية الإصلاح هذه لها الأسبقية داخل الخلية أثناء التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس".

وتخبر آلية إصلاح الحمض النووي بشكل أساسي جميع الآليات الأخرى في الخلية، "بإيقاف كل شيء، ودعني أعمل بسلام".

وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق أن بروتينًا يسمى MITF، يتم تنشيطه أثناء التعرض لأشعة الشمس والذي يعد مسؤولا عن تنظيم الآليتين.
 
وفي الدراسة الجديدة، أظهروا أن بروتينًا آخر يسمى ATM، يلعب دورًا رئيسيًا في إصلاح الحمض النووي وينشط الآلية الأولى بينما يعطل الثانية.

اظهار أخبار متعلقة



وأظهرت التجارب في المختبر مع كل من أنسجة جلد الحيوانات والفئران تثبيط الصباغ الناجم عن بروتين ATM- بمعنى آخر إزالة مستويات البروتين.

وقال البروفيسور ليفي: "من المحتمل أن تسخر هذه العملية مكونات آلية التصبغ لتعظيم فرص بقاء الخلية دون حدوث طفرات بعد التعرض للإشعاع".

ويعتقد الفريق أن دراستهم يمكن أن تساعد في البحث المستقبلي في حماية الجلد وفي النهاية تساعد في الوقاية من سرطان الجلد.

ويمكن أن يؤدي التلاعب بكيفية عمل البروتينات والتفاعل بين الآليتين إلى حماية خلايا الجلد بشكل أفضل من تلف الحمض النووي أو زيادة التصبغ. من المعروف أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس وكراسي الاستلقاء للتشمس يمكن أن يتلف الحمض النووي في خلايا الجلد ويسبب سرطان الجلد.

وفي حال تراكم أضرار كافية في الحمض النووي بمرور الوقت، فقد يتسبب ذلك في بدء نمو الخلايا خارج نطاق السيطرة ، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد.

وهذا هو السبب في أن العديد من منظمات الصحة توصي بوضع واق من الشمس على الجلد كل ساعتين للحصول على الحماية المثلى.

اظهار أخبار متعلقة



ونوع من الأشعة فوق البنفسجية يسمى UVB يحرق الطبقات العليا من الجلد (البشرة)، مما يسبب حروق الشمس. 

أما الأشعة فوق البنفسجية UVA فهي التي تجعل الناس يسمرون حيث أنها تخترق الطبقات السفلية من البشرة، وتحفز الخلايا الصباغية على إنتاج الميلانين.
شارك
التعليقات