زواج جدلي بين أميرة نرويجية وأمريكي أسود.. وسيط روحاني وحديث مع الملائكة

صورة التقطت في العاصمة النروجية أوسلو في 16 حزيران/يونيو 2022 للابنة الكبرى للأسرة الملكية النروجية الأميرة مارتا لويز للزواج وخطيبها الأميركي دوريك فيريت
أ ف ب
  • عربي لايت - أ ف ب
  • الجمعة، 30-08-2024
  • 08:49 ص
تستعد الابنة الكبرى للأسرة الملكية النرويجية الأميرة مارتا لويز للزواج مرة ثانية، وسيكون شريك حياتها الجديد الأمريكي دوريك فيريت، الذي يصف نفسه بأنه وسيط مع الأرواح (شامان)، فيما يثير هذا الارتباط بين الاثنين المؤيدين لما يعرف بـ"العلاجات البديلة" استياء في المملكة الاسكندينافية.

وتدّعي مارتا لويز (52 عاما) القدرة على التواصل مع الملائكة، وهي "موهبة" حققت منها إيرادات من خلال حصص تعليم وكتب، في حين يزعم فيريت (49 عاما) أنه "كاهن يتواصل مع الأرواح من الجيل السادس"، ويبيع بسعر عالٍ ميدالية يقول عنها؛ إنها "منقذة" تحمل اسم "سبيريت أوبتيمايزر" (معزز الروح).

إظهار أخبار متعلقة



وكتبت الأميرة على شبكة "إنستغرام" في حزيران/ يونيو 2022، بعد أيام من الإعلان عن خطوبتها من فيريت: "أنا روحانية للغاية، ومن الجيد جدا أن أكون مع شخص يدعم ذلك".



ويعقد فيريت ومارتا لويز قرانهما السبت في إطار طبيعي خلاّب، إذ يقام في فندق على مرتفعات غايرانغير، وهي قرية سياحية تقع في الجزء السفلي من مضيق بحري على الساحل الغربي. ويُتوقع أن يحضر الاحتفالات التي تبدأ الخميس نحو 380 ضيفا، من بينهم ولية العهد السويدية، الأميرة فيكتوريا وزوجها الأمير دانيال.

فرعون؟

ووفق رواية فيريت، سيكون هذا الزواج الثاني بينه وبين مارتا لويز، إذ يدّعي الوسيط الروحاني الذي يضم أتباعه النجمين غوينيث بالترو وأنطونيو بانديراس، كان فرعونا في حياة سابقة، وأن مارتا لويز كانت زوجته.

وتشكّل غرابة الأطوار هذه لدى الأميرة وخطيبها استياء في المجتمع النرويجي، البعيد عموما عن المعتقدات أو الخرافات، وانزعاجا من سعي الزوجين إلى كسب المال من خلال إساءة استعمال العلم، واستغلال الانتماء إلى العائلة المالكة لأغراض تجارية.

وحرصا على وضع حدّ لهذا الإرباك في الأدوار، اضطرت مارتا لويز عام 2022 إلى التخلي عن كل مهامها الرسمية.

لكنها انتهكت هذا القرار مرات عدة منذ ذلك الحين، بما في ذلك خلال حفلة الزفاف، من خلال عرضها للبيع زجاجة مشروب تشير صراحة إلى كونها أميرة.

إظهار أخبار متعلقة



ورأى المؤرخ المتخصص في الشؤون الملكية تروند نورين إيزاكسين في مقال كتبه في مطلع تموز/يوليو، أن "الوقت حان لسحب لقب الأميرة من مارتا لويز؛ نظرا إلى عدم التزامها تطبيق الاتفاق، قبل أن يَلحَق المزيد من الضرر بما حققه الملك هارالد خلال حياته".

كذلك أثار فيريت ومارتا لويس سخطا كبيرا في أوساط وسائل الإعلام النرويجية، من خلال منحهما حصرية نشر صور ومشاهد فيديو عن زفافهما لمجلة "هيلّو!" المتخصصة في الأخبار الملكية، وإلى منصة "نتفليكس".

تراجع الشعبية

وتحتل مارتا لويز، وهي أم لثلاث بنات من زواج سابق من الكاتب النرويجي آري بين، المرتبة الرابعة في ترتيب خلافة العرش. ومن ثم فإن شقيقها الأمير هاكون هو الذي سيتولى يوما ما خلافة الملك هارالد، إذ إن قانون أولوية الخلافة بصرف النظر عن الجنس لم يكن ساريا عند ولادتها.

وتساهم ممارسات الخطيبين في تآكل شعبية العائلة المالكة التي لا تزال مع ذلك مرتفعة، فنسبة تأييد النظام الملكي في النرويج تراجعت من 81 في المئة عام 2017 إلى 68 في المئة، وفقا لاستطلاع حديث أجرته شبكة التلفزيون العامة "إن آر كاي".

وهزّت فضيحة العائلة المالكة في الآونة الأخيرة، إذ إن ماريوس بورغ هويبي، الابن الأكبر للأميرة ميته ماريت، زوجة ولي العهد، ضرب صديقته تحت تأثير الكحول والكوكايين. أما بالنسبة إلى مارتا لويز، فإن الانتقادات تتراكم على "الشامان دوريك".

ويلمح الأمريكي الأسود في كتابه "سبيريت هاكينغ" (خطف الروح)، إلى أن الإصابة بالسرطان خيار شخصي، كما يعرض تمارين من أجل إزالة "البصمة" المهبلية للنساء اللواتي مارسن الجنس مع رجال عدة.

كذلك يبيع بسعر 222 دولارا ميدالية تحمل اسم "سبيريت أوبتيمايزر" (معزز الروح)، يقول؛ إنها ساعدته على تخطي الإصابة بكوفيد. رغم إعلان فيريت تفهمه الطابع الجدلي لمواقفه، لكن يعد أنه قبل أي شيء ضحية للعنصرية، بما يشبه الأجواء التي رافقت دخول الممثلة الأمريكية الخلاسية ميغن ماركل إلى العائلة الملكية البريطانية.

وكتب دوريك فيريت في مداخلة عبر إنستغرام في التاسع من حزيران/يونيو: "يعبّر أشخاص بيض لنا عن كل هذه الكراهية وتهديدات القتل (...)؛ لأنهم لا يريدون رجلا أسود في العائلة الملكية".

إلا أن الملك هارالد المسن (87 عاما) الذي اضطر هو نفسه إلى أن يخوض معركة ليفرض على الأسرة المالكة زواجه من حبيبته سونيا؛ كونها من العامّة، يُبدي تساهلا تجاه زواج ابنته، ويكتفي بالإشارة إلى مجرّد "صدام ثقافي".

وعن صهره المستقبلي، قال ذات مرة؛ إنه "رجل جيد في الواقع، ومضحك جدا". وأضاف: "نحن لا نتفق على كل شيء، ولكن يمكننا أن نتعايش رغم اختلافاتنا".
شارك
التعليقات