معسكرات لإنقاص الوزن في الصين للتغلب على نسبة البدانة في البلاد

يانغ تشياو (الثانية إلى اليسار) تمارس تمارين رياضية في معسكر لإنقاص الوزن في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين بتاريخ 23 تشرين الاول/أكتوبر 2024
صُنّفت البدانة كسادس عامل خطر للوفاة والعجز في الصين - أ ف ب
  • عربي لايت - أ ف ب
  • الإثنين، 04-11-2024
  • 05:22 م
يتنامى انتشار معسكرات إنقاص الوزن في الصين التي يعاني أكثر من نصف البالغين فيها زيادة الوزن، وهي بحسب السلطات "مشكلة صحة عامة كبيرة".

وخسرت يانغ تشياو 30 كيلوغراما من وزنها بعد اتباع نظام غذائي صارم وتمارين رياضية، في أحد معسكرات إنقاص الوزن هذه في الصين.

وأمام صفّ من آلات المشي الرياضية، تنتظر المدرّب ليناديها حتى تبدأ تمارينها، على غرار نحو ستين شخصا من زملائها.

اظهار أخبار متعلقة




وعلى أحد جدران المكان، رُفع ملصق كبير عليه عبارة "اصبحوا نحيفين! اصبحوا جميلين! اصبحوا أنيقين!".

قبل ثلاثة أشهر، تركت هذه المدرّسة البالغة 23 عاما عملها للانضمام إلى معسكر التنحيف في ضواحي تشنغدو، وكان وزنها يبلغ 114 كيلوغراما.

تزداد شعبية هذه المعسكرات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع معاناة أكثر من 50% من الصينيين من زيادة في الوزن أو بدانة، بحسب تقرير صادر عام 2020 عن لجنة الصحة الوطنية (إن إتش سي).

وأُثير جدل بشأن هذه المعسكرات إثر وفاة مؤثرة عبر مواقع التواصل خلال العام الفائت عن 21 عاما، بعد مشاركتها في معسكر شمال الصين بهدف خسارة أكثر من 100 كيلوغرام.

من بين الأنشطة الموفَّرة في تشنغدو، جولات مشي سريع لمسافات طويلة يراقب خلالها المدربون المشاركين، الذين قد تغريهم أكشاك الطعام الموجودة إلى جانب المسار.

تؤكد يانغ تشياو التي تقدّم بوتيرة جيدة على المسار الممتدّ على عشرة كيلومترات "سيكون هناك بالتأكيد أشخاص يريدون شراء الطعام سرّا".

وتقول: "فكّرت في الأمر لكنني لم أتمكن من تناول أي طعام لأنّ المدربين كانوا يراقبونني بشكل متواصل".

تحمّل

بينما يعاني بعض زملائها خلال المشي، تنتاب الشابة سعادة عندما ترى أن "قدرتها على التحمّل قد تحسنت على الأرجح"، وتقول: "قبل شهر أو شهرين، كنت أشعر بتعب شديد".

القواعد صارمة في المخيم، إذ من غير المسموح الخروج بين الاثنين والسبت، باستثناء من يواجه "ظروفا معينة". وتقول تشياو: "لا يخرج أحد سرّا لأن هناك مراقبة في كل مكان، وإذا أقدم أحدهم على ذلك فتتم معاقبته".

وفي تشرين الأول/أكتوبر، نشرت السلطات الصينية توصيات لمراقبة البدانة، بهدف توحيد تشخيص المرض وعلاجه. وقالت لجنة الصحة الوطنية: "خلال السنوات الأخيرة، استمر ارتفاع معدّل زيادة الوزن والبدانة في الصين"، إذ صُنّفت البدانة كسادس عامل خطر للوفاة والعجز.

وترجع هذه الظاهرة ربما إلى زيادة مداخيل الصينيين، مما يدفعهم إلى إنفاق المزيد على الطعام، وفق ما يلاحظ تشارلز بون، وهو طبيب في مستشفى رافلز في بكين. ويتابع: "بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الوظائف أكثر تعقيدا (...) وتسبب توتّرا كبيرا للأشخاص"، وهذا يؤدّي إلى خلل بالتوازن الهرموني ويساهم في زيادة الوزن.

رأسمال اجتماعي

في تموز/يوليو، أطلقت السلطات حملة لثلاث سنوات توصي بتقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون في المقاصف المدرسية، وتشجيع النشاط البدني بين الموظفين وتلاميذ المدارس.

ويقول بان وانغ، الأستاذ المشارك في الدراسات الآسيوية في جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، إنّ على الحكومة تحسين مراقبة الأنظمة الغذائية والبرامج الرياضية الصارمة التي يُحتمل أن تشكل خطرا على الصحة.

ويشير إلى أن "قطاع التجميل المزدهر (...) ومفهوم النحافة أصبحا بمثابة رأسمال اجتماعي، تستفيد منه الشركات مثل معسكرات إنقاص الوزن".

في مدينة تشنغدو، تصدح الموسيقى من مكبرات الصوت في حين يمارس المشاركون المتعرقون الملاكمة.

اظهار أخبار متعلقة




تعطيهم مدرّبتهم تشين هانغ التعليمات وهي تقف فوق منصة، موضحة الحركات التي يتعين عليهم القيام بها.

وتقول: "إنّ حضورهم إلى معسكرات إنقاص الوزن، يعني أنهم لا يستطيعون التحكم بنظامهم الغذائي (...) وهم عاجزون عن ممارسة الرياضة بمفردهم"، مرحبة بـ"الزيادة المستمرة" في أعداد المشاركين.

يوميا، تنشر يانغ تشياو مقاطع فيديو عبر شبكتي تواصل اجتماعي صينيتين معادلتين لتيك توك وانستغرام، وهو ما يساعدها على مواصلة حماستها.

تقول الشابة التي تريد البقاء في المخيم حتى نهاية آذار/مارس على الأقل: "إذا لم أستيقظ كل يوم لتصوير مقاطع الفيديو هذه، فلن يكون لدي أي محتوى لنشره، وسيعرف الجميع أنني أتكاسل".

إحدى زميلاتها هي تشاو يويانغ (30 عاما)، أتت إلى المعسكر بعد مشاهدة مقاطع الفيديو هذه. وخسرت في شهر واحد أكثر من خمسة كيلوغرامات، لكنها تريد أن تأخذ وقتها في إنزال وزنها.

وتقول: "لا تصبح بدينا في قضمة واحدة، لذا لكي تخسر كيلوغرامات من وزنك، عليك أن تصبر".
شارك
التعليقات