أستراليا تعتزم منع الأطفال من استخدام مواقع التواصل قبل سن الـ16.. هل تنجح؟

_004f4039-9384-46c9-9541-278b3fd58c01
AI By Bing
  • عربي21 لايت
  • الخميس، 21-11-2024
  • 08:55 ص
تعتزم أستراليا وضع حد أدنى للسن القانونية لاستخدام الشبكات الاجتماعية في البلاد، يتراوح بين 14 و16 عاما، بحسب مشروع قانون يُتوقع إقراره هذا العام، على ما أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي الذي يعتبر أن الشباب يجب أن يمضوا وقتا أطول "في الملاعب" بدلا من البقاء خلف الشاشات.

ووصف ألبانيزي هذه المواقع بأنها "آفة" للشباب، مؤكدا أن القانون الفيدرالي الذي يرسي هذا الحد سيُطبق في عام 2024، وستصبح تاليا السن القانونية الدنيا للاتصال بـ"فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك" بين 14 و16 عاما.

وأشار رئيس الوزراء الأسترالي إلى أنّ اختبارا للتحقق من العمر عند الاتصال بالشبكات الاجتماعية سيبدأ العمل به في الأشهر المقبلة قبل أن يدخل النص حيز التنفيذ.

وقال ألبانيزي المنتمي ليسار الوسط: "أريد أن أرى الأطفال بعيدا عن شاشاتهم، و(بدلا من ذلك) في ملاعب كرة القدم وفي أحواض السباحة وملاعب كرة المضرب".

اظهار أخبار متعلقة


وقال في تصريحات لقناة "إيه بي سي" الأسترالية: "نريدهم أن يخوضوا تجارب حقيقية مع أناس حقيقيين لأننا نعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي تضر بالمجتمع".

وبعد سؤاله مرات عدة عن الموضوع، أشار ألبانيزي إلى أنه يؤيد شخصيا تحديد الحد الأدنى بـ16 عاما.

وقد أعلن زعيم المعارضة المحافظة بيتر داتون، عن دعمه لمشروع قانون الحكومة، قائلا: "كل يوم تأخير يجعل الأطفال الصغار عرضة لتهديدات وسائل التواصل الاجتماعي".

 خطة "متهورة"

مع ذلك، يعتقد محللون أن تحديد السن لن يساعد الشباب الذين يواجهون صعوبات في الاندماج في المجتمع.

وقال الأستاذ في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا دانيال أنغوس إن خطة الحكومة "متهورة" و"غير مدروسة" لأنها تأتي حتى قبل التقرير النهائي لتحقيق برلماني حول آثار الشبكات الاجتماعية على المجتمع الأسترالي.

هذا المشروع "يقوض التحقيق ومبادئ التشاور الديمقراطي ويهدد بإحداث ضرر جسيم من خلال استبعاد الشباب من المشاركة الهادفة والصحية في العالم الرقمي"، بحسب الخبير الذي يترأس مركز الأبحاث في الجامعة حول الوسائط الرقمية.

وأشار أنغوس إلى أن القانون يمكن أن يعيد توجيه الكثير من الأطفال إلى "مساحات إنترنت أقل جودة" من خلال "إزالة وسائل مهمة للتواصل الاجتماعي".

وبحسب توبي موراي، الأستاذ المشارك في علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات في جامعة ملبورن، فإنه ليس من المؤكد حتى أن الوسائل التقنية لفرض مثل هذا الحد موجودة في الوقت الراهن.

وقال: "تختبر الحكومة تكنولوجيا التحقق من العمر، ولكننا نعلم بالفعل أن الأساليب الحالية غير موثوقة، ومن السهل جدا التحايل عليها، أو أنها تشكل خطورة على خصوصية المستخدمين".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء أن الأهل ينتظرون خطوات عملية للتصدي للمضايقات عبر الإنترنت وطريقة للتحكم في الوصول إلى المحتوى الخطر المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي.

هل تنجح؟

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقد انتقد أكثر من 100 أكاديمي أسترالي الحظر باعتباره "أداة فظة للغاية" وجادلوا بأنه يتعارض مع نصيحة الأمم المتحدة التي تدعو الحكومات إلى ضمان حصول الشباب على "وصول آمن" إلى البيئات الرقمية.

ونقلت الهيئة عن جوان أورلاندو، الباحثة في السلوك الرقمي، أنه في حين أن الحظر "يمكن أن يكون جزءا من استراتيجية، إلا أنه لا يمكن أن يكون الاستراتيجية بأكملها".

اظهار أخبار متعلقة


وتحذر أورلاندو وخبراء آخرون من وجود عقبات أخرى كبيرة أمام جعل تقنية التحقق من العمر - المطلوبة لفرض الحظر - فعالة وآمنة، بالنظر إلى "المخاطر الهائلة" المرتبطة باحتمال إيواء وثائق الهوية لكل أسترالي على الإنترنت.

وختمت قائلة: "لا أستطيع التفكير في أي تقنية موجودة في هذه المرحلة يمكنها تحقيق ذلك".

تجارب أخرى

وفي السياق نفسه، قُدم مشروع قانون يحدد الحد الأدنى لسن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عند 13 عاما في نيسان/ أبريل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي من جانب نواب ديمقراطيين وجمهوريين، لكن لم يُحدّد موعد لمناقشته بعد.

وفي فرنسا، قال الرئيس إيمانويل ماكرون في حزيران/ يونيو إنه يؤيد حظر استخدام الهواتف المحمولة "قبل سن الـ11 عاما"، وشبكات التواصل الاجتماعي "قبل سن الـ15 عاما"، لكن الأبحاث أشارت إلى أن ما يقرب من نصف المستخدمين تمكنوا من التحايل على الحظر باستخدام VPN بسيط.

اظهار أخبار متعلقة


وفي عام 2011 ، أصدرت كوريا الجنوبية "قانون الإغلاق" الذي منع الأطفال دون سن الـ16 عاما من لعب ألعاب الإنترنت بين الساعة الـ22:30 والـ6:00 ، لكن القواعد - التي واجهت رد فعل عنيفا - ألغيت لاحقا مشيرة إلى الحاجة إلى "احترام حقوق الشباب".
شارك
التعليقات