أقدم مؤامرة لزوجة أب في التاريخ
الملكة حتشبسوت "خليلة آمون" و"درة الأميرات" (1508- 1458 ق.م) تعد أول من تخلى من النساء عن أنوثتها، وأول من تشبه من النساء بالرجال، وأول من استخدم الشعر المستعار لصناعة ذقن، وبنت معبدا في معبد الكرنك لعبادة الإله "آمون رع"، لتقنع المصريين بحكمها لمصر لمدة 22 عاما خلال الأسرة الثامنة عشرة.
والدها تحتمس الأول، وتزوجت من تحتمس الثاني أخيها غير الشقيق، وبعد وفاته حكمت كوصية للعرش على الصبي "تحتمس الثالث" ابن زوجها من إحدى محظيات البلاط الملكي، ثم كملكة وابنة للإله "آمون رع"، رغم أن الأحق بالعرش دفعته بعيدا عن طيبة مقر الحكم وشغلته بالعمليات العسكرية خارج البلاد عن المطالبة بالعرش.
لكن "تحتمس الثالث"، (1481- 1425 ق.م) الشهير بعملياته الحربية وصاحب أقوى إمبراطورية مصرية قديمة والذي تزوج من ابنتها "مريت رع حتشبسوت"، انتقم منها بعد موتها وطمس معالم تاريخها وحرق تماثيلها في معبد الكرنك.
اظهار أخبار متعلقة
كما أن حتشبسوت أشهر عاشقة في التاريخ القديم حيث عشقت مهندسها المعماري "سننموت" الذي بنى لها معبد "الدير البحري" الكائن بالبر الغربي لمدينة الأقصر، وصنع لها أطول مسلتين فرعونيتين بـ"معبد الكرنك"، وبنى لها ثاني أطول وأعمق مقبرة لملك مصري في "وادي الملوك" بعد المقبرة الأطول والأعمق للملك "سيتي الأول".
وهنا يقول الخبير الأثري المصري الدكتور حسين دقيل: "تحتمس الثالث، طبقا لبعض الروايات، عندما تولى السلطة بعدها منفردا، لم ينس لها المعاملة القاسية التي عاملته بها، وبلغ به الحقد نحوها مبلغه، ووجد لذلك أعوانا كثر، فقام بمحاولة إزالة كل ذكرى لها ومحا كل أثر يشير إليها، كما هشم معظم تماثيلها وحطم مقابر أصفيائها ومحا أسماءهم، هذا فضلا عن أنه لم يعترف بفترة حكمها وأرّخ عهده بداية من وفاة والده".
غيرة زوجات رمسيس الثالث
القصة تقول بمقتل الملك رمسيس الثالث أحد حكام الأسرة العشرين والذي حكم مصر من (1186 إلى 1155 ق.م) على يد زوجاته المصريات بعد زواجه من فتاة سورية.
إحدى زوجاته المصريات وتدعى"تي" وخوفا من منحه العرش لأبناء زوجته السورية قامت بمساعدة أحد أبنائه وهو "بنتاؤر" وبعض حريم القصر وحراسه بتدبير مؤامرة بعصيان قادة من الجيش، نتج عنها قتل زوجها ذبحا، فيما يعرف تاريخيا بمؤامرة الحريم.
اظهار أخبار متعلقة
استخدمت "تي" السحر الأسود لخداع حراس الملك، وتجنيد ساحر المحكمة "بريكا مينيف" وطبيب الملك "إيوروي"، لكن الملك نجا من الهجوم ومات بعده بأيام قليلة.
لكنه وبعد وفاة "رمسيس الثالث" حكم ابنه "رمسيس الرابع" مصر بين (1151- 1145 ق.م)، وبمجرد توليه العرش انتقم لأبيه من زوجته تلك عبر محاكمة هي من الأقدم في التاريخ لمجموعة من النساء.
ورغم أن عقاب الزوجة لم يتم الكشف عنه إلا أن عقاب الابن "بنتاؤر" نجل الملك، وثلاثة آخرين جاء بالإعدام، ولف جسده بجلد الماعز غير الطاهر في العقيدة المصرية القديمة، وليس بالكتان كما هو المعتاد.
كما حُكم على بعض المشاركين في المؤامرة بقتل أنفسهم بأيديهم، وببتر الأعضاء والسجن والحرق ونثر رماد أجسادهم على طرقات مصر ليمنعوا من الخلود بحسب المعتقدات القديمة.