استحواذ "أمازون" على حقوق أفلام جيمس بوند يثير قلقا في بريطانيا

تركيب صور يظهر شعار Amazon MGM Studios (أعلى) وشعار العميل "007" بطل أفلام جيمس بوند
أ ف ب
  • عربي لايت - أ ف ب
  • الإثنين، 24-02-2025
  • 03:00 م
أثار استحواذ مجموعة "أمازون" الأمريكية على سلسلة أفلام جيمس بوند البريطانية الشهيرة قلقا في بريطانيا، حتى وصل البعض إلى التساؤل عما إذا كان ذلك سيقضي على مستقبل "العميل 007".

بعد أشهر من الحرب المتصاعدة بين المنتجين التاريخيين لسلسلة الأفلام و"أمازون"، والتي نشرت تفاصيلها الصحافة البريطانية على نطاق واسع، حُسم الموضوع الخميس مع الإعلان عن استحواذ المجموعة الأمريكية العملاقة على أفلام الجاسوس الأشهر في العالم.

وستتمكن المجموعة الأمريكية من رسم مستقبل السلسلة كما تشاء، بعد أن تنازلت لها عائلة بروكلي، مالكة الحقوق الأساسية، عن السيطرة الإبداعية لأفلام جيمس بوند.

اظهار أخبار متعلقة




لكن هذه الصفقة الكبرى أثارت شكوكا وتساؤلات في موطن "العميل 007": ففي اليوم التالي للاتفاق، تساءلت صحيفة "ذي إندبندنت" عما إذا كانت أمازون قد "دفنت" السلسلة من خلال سيطرتها على الامتياز.

كما اعتبرت صحيفتا "ذي تايمز" و"ذي تلغراف" أن جيمس بوند لن يعود "أبدا" إلى سابق عهده.

ولم يُكشف عن نوايا "أمازون" الدقيقة تجاه هذا الامتياز. وقالت أستاذة التسويق في كلية ESCP للأعمال كلويه بريس لوكالة فرانس برس: "من المؤكد أنهم يريدون الحصول على عائد على الاستثمار".

007 بطعم عالم مارفل

وأضافت: "لكي يتمكنوا من استعادة الأموال التي أنفقوها، فإنهم سيستخدمون الامتياز بصورة مبالغ فيها من خلال إنشاء سلاسل (كالأعمال المنبثقة والأفلام التمهيدية) ومنتجات مشتقة".

واشترت المجموعة المملوكة للملياردير جيف بيزوس استوديو "ام جي ام" MGM الأسطوري في عام 2022 مقابل 8,45 مليار دولار، لكن عائلة بروكلي احتفظت بالسيطرة الحصرية على العلامة التجارية.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "أمازون" دفعت مليار دولار إضافية للحصول على حرية التصرف بشكل نهائي.

وقال توم هارينغتون، الذي يعمل في شركة "إنديرز أناليسيس" الرائدة في مجال البحوث والاستشارات في مجال الإعلام والاتصالات في المملكة المتحدة: "سيكون هناك تغيير في الحجم".

اظهار أخبار متعلقة



حتى الآن، كانت لدى عائلة بروكلي رؤية "حصرية" للغاية للعلامة التجارية، ورغم أن تقديم منتجات مرتبطة بالسلسلة الشهيرة كان مسموحا، غير أنه بقي محدودا، وفق هارينغتون.

وقال خبير التسويق أدريان ميديافيلا لوكالة فرانس برس: "من المرجح للغاية أن ترغب أمازون في إنشاء عالم خاص بالعلامة التجارية، على غرار مارفل أو ستار وورز".

وللقيام بذلك، سيتعين ابتكار شخصيات ثانوية وتطوير مؤامرات جديدة. لكن "المادة موجودة"، وفق كلويه بريس. ومحبو السلسلة على الموعد أيضا.

وتقول بريس: "هناك إقبال كبير على العلامة التجارية، والجمهور ينتظر بشدة الفيلم التالي"، بعد آخر أعمال السلسلة "نو تايم تو داي" ("No Time to die") الذي طُرح عام 2021.

 تغييرات في الشخصية

لكن، هناك خطر يتمثل في الإفراط في استغلال الامتياز، إذ إن ذلك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعافه. وقبل كل شيء، سيكون من الضروري "الإخلاص لإرث العلامة التجارية" حول الشخصية التي تخيلها إيان فليمنغ قبل سبعة عقود، بحسب أدريان ميديافيلا.

وتؤكد كلويه بريس أن "عائلة بروكلي كانت دائما حريصة للغاية. فقد عملت دائما مع فريق شديد التماسك يعرف الشخصية خير معرفة وكان يختار المخرج بنفسه".

ومع ذلك، وعلى غرار منافستيها نتفليكس وديزني، تعمل منصة أمازون مع جيش من كتّاب السيناريو الذين يتبدّلون باستمرار.

اظهار أخبار متعلقة




أما بالنسبة للآخرين، فإن الخطر يكمن في مكان آخر. فقد أبدت صحف بريطانية قلقا من المنحى الذي تسلكه شخصية جيمس بوند.

وإذ ترى أن شخصية بوند التي يؤديها دانيال كريغ لا تتشابه تقريبا في أي شيء مع الشخصية التي كان يؤديها شون كونري أو روجر مور، تقول بريس: "إذا نظرت إلى تطور الأفلام، يمكنك القول تقريبا إن أحدث الأفلام كانت ووك" (تيار woke الرافض للتمييز بأشكاله كافة).

وقد حرص كتّاب السيناريو في آخر أفلام جيمس بوند على محو بعض تعليقات الجاسوس التي كانت تُوصف بأنها متعالية تجاه النساء، وأظهروه بصورة رجل أكثر حساسية. لكنّ الخاسرين الكبار قد يكونون مشغّلي دور السينما.

فقد حققت كل الأفلام في هذه السلسلة نجاحات ضخمة. لكن أمازون بات يمكنها الاستغناء عن الإصدار السينمائي وعرض الفيلم مباشرة على منصتها "برايم".
شارك
التعليقات