أصل "السوبيا" | كيف وصل "نبيذ" رمضان إلى مصر والحجاز ولمَ لا يشربه أهل الشام؟

338458182_107065122349930_3626839630570669720_n
يرجع البعض أصل السوبيا إلى الحجاز وآخرون إلى مصر - (وكالة الأنباء السعودية)
  • عمر أحمد
  • الإثنين، 03-03-2025
  • 03:09 م
يعتبر مشروب السوبيا الرمضاني من أشهر المشروبات في منطقة الخليج لا سيما السعودية، ويعرف أيضا في مصر على نطاق واسع، غير أنه يكاد لا يعرفه أحد من أهل الشام، ولذلك عدة تفسيرات.

أصل السوبيا

ترجع بعض المصادر أصل السوبيا إلى الحجاز قديما، وبعضها إلى مصر، ونقلها أحدهما للآخر عبر طرق التجارة والحج على أغلب الظن.

اظهار أخبار متعلقة




وذكر ابن الأثير في كتابه "النهاية في غريب الحديث والأثر" أن ابن عمر ذكرها في حديث له وهي "نبيذ معروف يتخذ من الحنطة. وكثيرا ما يشربه أهل مصر".

وجاء في  "شرح مختصر خليل" للخرشي: "والسوبيا شراب يؤخذ بالمعالجة، ويضاف إليه ماء خمير العجين، أو العجوة؛ فتكسبه حموضة".

اظهار أخبار متعلقة



وقال ابن شاس في "عقد الجواهر الثمينة": "وشرب السوبيا حلال، ما لم تدخلها الشدة المطربة فتحرم".

وتنقل مواقع مصرية عن الباحثة علا نافع أن أصل السوبيا يعود إلى عصر المماليك في مصر بسبب شح الدقيق، ووفرة السكر والدقيق، إلى جانب توابل الهند وجوزها، فصنعت السوبيا آنذاك للمرة الأولى.

وأما عن كون أن أصلها حجازي، فتقول وكالة الأنباء السعودية، إنه مشروب حجازي بامتياز، واشتهرت به عائلات بعينها وتوارثت صناعته حتى اليوم.

لكنها أشارت في موضع آخر إلى أن بعض المصادر تقول إنه مصري انتقل إلى السعودية لاحقا.

طريقة التحضير

يحضر المشروب من منقوع الشعير، أو الخبز الجاف، أو الشوفان، أو الزبيب، والتي يضاف لها بعد تصفيتها مقادير من السكر والهيل والقرفة تخلط بمقادير معينة ثم تبرد أو يضاف إليها الثلج.



وفي الخليج، يصنع مشروب السوبيا بالأساس من الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض المنقوع في الماء، ثم يحلونه بالسكر ويضاف له القرفة والهيل.‏

أما في مصر فيضاف إليه الحليب أو ما يسميه المصريون "اللبن" والفانيلا، وهي طريقة تجعله أقل تخمرا من الطريقة الحجازية، ويضيفون له عديد النكهات كالفراولة والمانجا والتمر.



لماذا لا يشربه أهل الشام؟

وصل مشروب السوبيا من مصر إلى الحجاز قديما أو العكس، عبر طرق الحج والتجارة، والتي لم تكن بلاد الشام من ضمنها، حيث كان الطريق البري من مصر إلى الأراضي المقدسة للحج يمر بصحراء سيناء وصولا إلى الحجاز برا من أقصى جنوب الأردن وفلسطين حاليا، ثم الحجاز.



أما الطريق البحري للتجارة والحج أيضا فكان عبر البحر الأحمر من الأراضي المصرية إلى الحجاز مباشرة.

وربما كان هذا هو السبب وراء عدم شهرة مشروب السوبيا بين أهل الشام، إلى جانب فرضية أخرى هي غنى الشام بالمشروبات الخاصة به لا سيما الرمضانية منها مثل قمر الدين الذي يعتمد على المشمش المجفف، والجلاب الذي يصنع من دبس التمر والعنب وماء الورد، والتمر الهندي، وغيرها.

فوائد ومحاذير

وعن فوائده يقول خبير الصحة، الطبيب مصطفى جاويش، إن "له قيمة غذائية عالية لاحتوائه على الألياف الغذائية ولذلك فهو يساعد على الهضم فضلا عن أنه يساهم في التخلص من الإمساك، كذلك يحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتينات والدهون اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة، بالإضافة إلى أنه غني بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور، والمغنسيوم، والتي تعمل على تقوية جهاز المناعة، ولكن يجب تجنب الإكثار من شربه بالنسبة لمرضى السكري نظرا لنسبة السكريات المرتفعة به".

اظهار أخبار متعلقة




ويحذر جاويش من ترك مشروب السوبيا لمدة طويلة خارج الثلاجة حتى لا يتم تخمر مكوناته، ويصبح الطعم لاذعا، وتتغير الرائحة ويصبح في تلك الحالة خمرا ومحرما شربه.

كما ينصح بتحضيره في المنزل، من مكوناته الطبيعية الطازجة المعروفة، حيث أن بعض أنواع المسحوق المتداول في الأسواق لا تحتوي غالبا على المكونات الغذائية ويتم التركيز فيه على زيادة السكريات والمواد الحافظة والألوان الصناعية الضارة.
شارك
التعليقات