11 عادة رمضانية كفيلة بإنهاء خلافات عام مضى بين المصريين

نتاتناتنتاتااتاااات تتتتتتت
بعض عاداتهم في أيام الصيام تبقى كفيلة بإنهاء أزمات- عربي21
  • القاهرة- عربي21
  • الجمعة، 07-03-2025
  • 05:14 م
كما يُعيد قدوم شهر رمضان فرحة سنوية ينتظرها المصريون بفارغ الصبر، فإنّ بعض عاداتهم في أيام الصيام تبقى كفيلة بإنهاء أزمات عام مضى من التشاحن والبغضاء والكراهية، وبداية عام يحمل من الصفاء في العلاقات ما يعيد الحميمية الأسرية والمجتمعية والدفء في العلاقات، ويمثل ثورة في حياة المسلمين، وفق متحدثين لـ"عربي لايت".

"عربي لايت" رصدت بعض تلك العادات التي توارث بعضها المصريون على مدار القرون والعقود الماضية، وظلّت هي الرابط الذي يربط الأسرة والمجتمع ويعيد لهم تواؤمهم.



تعليق الزينة والفوانيس
قبل بداية رمضان، يقوم أطفال كل شارع، وكل حي، بجمع مبالغ مالية لشراء زينة وفوانيس رمضان أو صناعتها بأنفسهم والاشتراك في تعليقها بالشوارع، ما قد ينهي أي خلاف بين الأطفال، ويصنع جيلا متعاونا.

نصب الفراشة وعمل الإنارة
هو عمل يشترك فيه أصحاب المحال التجارية المتجاورة والمتقابلة، في عادة سنوية بالشوارع التجارية، ما يكون فرصة لعودة الوئام بينهم وإنهاء أي خلاف سابق، وفرصة لتنظيف جماعي للشوارع.

تنظيف المساجد
يسبق رمضان عمل جماعي دؤوب يجمع أهالي الحي الواحد على تنظيف المساجد، وإصلاح ما بها من أعطال في الكهرباء ومكبرات الصوت والسباكة، استعدادا لصلاة التراويح ومقارئ القرآن، عصر كل يوم، ومسابقات تحفيظ كتاب الله والاعتكاف نهاية الشهر.

توزيع شنط وزكاة رمضان
هي عادة تصنع حالة من الترابط المجتمعي في ظل زيادة الخلافات المجتمعية بسبب الغلاء والفقر، كما يؤكد متحدثان لـ"عربي21".

اظهار أخبار متعلقة


الإفطارات الجماعية
تمثّل الإفطارات الجماعية التي يحرص عليها جل المصريين فرصة لإنهاء الخلافات الأسرية طيلة عام مضى، وبداية لفتح صفحة جديدة في العلاقات.

إفطارات العمل الجماعية
في كل شركة أو مؤسسة أو إدارة يجري تنظيم إفطارات جماعية، تكون أيضا فرصة لتقارب زملاء العمل سويا، وتقاربهم مع أصحاب الأعمال والمديرين.

السهرات الرمضانية
هي عادة ريفية وصعيدية في دلتا النيل وواديه، تقوم على ختم القرآن وذكر السير وتاريخ الإسلام حتى السحور، وتظل فرصة لتجمع العوائل الكبيرة في دواوينها ومضايفها ونبذ الفرقة والخلاف.

توزيع الأطعمة والمشروبات
تسبق تلك العادة الساعة الأخيرة قبل آذان المغرب، حيث يقوم شباب متطوعون بتوزيع الطعام والمشروبات على الطرق، ما يعدّ فرصة لتقليل تهور السائقين ومنع القيادة برعونة للحاق بموعد الإفطار.

إحياء بعض المهن
يظل رمضان فرصة لاستعادة بعض المهن المندثرة كالمسحراتي، ورواج بعض الأعمال مثل صانع الكنافة وبيع العصائر، وهو ما يمثل فرصة للتكافل الاجتماعي، للتكسب ولجمع الأموال في نهاية الشهر للمسحراتي.

موائد الرحمن
تظل هي العادة التاريخية الأقدم والتي يحرص عليها الأثرياء وتبقى فرصة لإطعام الفقراء والتقارب بينهم وبين الأغنياء.

عمل الكحك والبسكويت
أيضا هي عادة مصرية في العديد من المواسم الدينية مثل الإسراء والمعراج التي اختفت الآن وبقيت على مضض في بعض البيوت ما يمثل فرصة لتعاون الأسرة الواحدة وتعاون الجيران.

توقف عادة الزواج
في الوقت الذي تتوقف فيه مراسم الزواج تماما خلال الشهر الكريم، تكون نهاية الشهر  بداية لعقد الكثير من عقود الزواج، وبداية حياة أسرية لكثير من الشباب.

"ثورة في حياة المسلمين"
حول دور تلك العادات الرمضانية في حياة المصريين، يقول الأكاديمي المصري، محمد أحمد: "يعد رمضان ثورة في حياة المسلمين، وتتنوع على ذلك عاداتهم في شتى البلاد فرحا به وابتهاجا، ويتفننون في استقباله، بالزينة والأضواء في شتى النواحي تعبيرا عن وافد حبيب يريدون إحسان استقباله".

وفي حديثه لـ"عربي21"، يوضّح أن "رمضان يعيد ترتيب الأوقات بشكل جوهري، وينظم العبادات، ويُحدث رغبة عجيبة في الإقبال عليها، ثم إن هيبة وسمو ظلاله الروحية تُجبر العُصاة على التخفف من ولوغهم في مستنقع المعاصي، وتتوالى عادات الناس في التغير تباعا، وتظهر أخلاق حميدة ظلت دفينة طول العام".

ويؤكد أن "العبادات الكبرى في الإسلام ومنها الصيام؛ تعيد ترتيب الأوليات في نفس المسلم، ولا أنسى ذلك العامل البسيط الذي قدم أوراقه على الذهاب للحج، فكان مهموما بشعور: هل أستطيع الحفاظ على الحج إذا حججت إلى أن أموت؟".

ويلفت إلى أنه "هكذا حال الصيام مع كثير من المسلمين؛ كيف يهتمون بصيانة الجوارح والألسنة والقلوب في الشهر الفضيل؟، ثم كيف يغادرونه مغادرة وقت لا مغادرة روح وفعل وعبادة واجتهاد؟".

اظهار أخبار متعلقة


"تفنن بإيصال المعروف"
يشير إلى أنّ: "الناس يتفننون في إيصال المعروف للمحتاجين وغيرهم، وتتعدد موائد الإفطار في نواح كثيرة، حتى القرى التي كانت لا تعرف عادة الإطعام العام للفقراء، صارت تنافس المدينة في صنع الطعام المغلف وإيصاله للفقراء الصائمين".

ومضى يقول: "أما فعاليات تكريم الحفظة لكتاب الله فشيء مبهر، حيث يقوم عليه المانحون الأجواد، لرصد جوائز وإعطاء شهادات التكريم للحفظة، ثم لا يغيب عنا منافسات المساجد الحميدة في الشهر الفضيل في القيام والتهجد وجلسات التلاوة عقب العصر والفجر، ودروس التذكير، ومسابقات الأسئلة الدينية بين ركعات التراويح، وكلها خصائص رمضانية لا تتكرر إلا بعود الشهر".

"صناعة حميمية مجتمعية"
تقول الكاتبة المتخصصة بشؤون الأسرة والمجتمع، فاطمة عبد الرؤوف، في حديثها لـ"عربي21": "هناك عادات صغيرة ارتبطت برمضان وصنعت حالة من الحميمية والدفء في العلاقات وأعادت أجواء التواصل بين الناس وقضت على كثير من النفور والبرود بل والتشاحن أيضا".

وتضيف: "وهي وإن كانت عادات مجتمعية إلا أنها تصب في نهاية المطاف بالغايات الكبرى للدين، والأهداف العليا للصيام، ومن تلك العادات الصغيرة الحميمية تعليق الزينة والفوانيس في الشوارع والبيوت فهي تصنع حالة من البهجة يحتاجها الناس بشدة في ظل حالة الإحباط الذي يكاد يقترب من اليأس عند الكثيرين".

وتوضح أن "حالة البهجة هذه تمنح النفوس المرهقة الأمل وعندما ترتبط بروحانيات الشهر الفضيل من صلاة وصيام فإنها تنقذ كثيرا من الأرواح من الوقوع في براثن الاكتئاب؛ خاصة وقد ارتبط رمضان أيضا بالإفطارات الجماعية سواء بين العائلات أو إفطارات العمل مما يقضي على مشاعر الوحدة البيئة الخصبة للاكتئاب".

"عادات صغيرة حيوية"
وتؤكد أن "الإنسان لا يستطيع أن يعيش في هذا العالم منفردا طبيعته النفسية تتناقض مع هذا؛ ولكن شيوع الفردانية أصبح ظاهرة حتى في قلب عالمنا العربي والإسلامي فتأتي هذه العادات الصغيرة لتتحدى هذه الفردانية المقيتة في كافة الشرائح المجتمعية".

وتشير إلى أن "الأطفال والمراهقين يتشاركون وضع الزينة، والتجار في السوق يتشاركون نصب الفراشة وعمل الإنارة في الشوارع وتنظيف الشوارع، وكثير من النساء يتشاركن في صنع الكعك والبسكويت والحلويات ويتبادلن هذه الأطعمة التي لا تكاد تصنع إلا في رمضان".

وتلفت الكاتبة المصرية إلى أننا "هنا نلحظ كثافة في السلوك الجماعي المترابط من خلال عادات صغيرة حيوية".

"أثر سحري"
مضت تقول: "وهناك عادات هي عادات دينية تماما إن جاز التعبير كوقوف الشباب على الطرقات لتوزيع التمر والعصائر على راكبي السيارات قبيل الإفطار فهم يقومون بإفطار صائم وليس أي صائم بل صائم على طريق سريع يسابق الزمن للوصول لبيته أو صائم في وسيلة مواصلات عامة كالمترو داهمه الوقت وبحاجة لبضع تمرات يفطر عليها".

وتلمح إلى أنه "لو نظرنا لتلك الابتسامة على الوجوه التي تقدم وتلك الوجوه التي تأخذ دون سابق معرفة لأدركنا الأثر السحري لهذه العادات".

اظهار أخبار متعلقة


وتذكر عبد الرؤوف موقفا شخصيا لها وتقول: "كان ابني على  مسافة من البيت ولا توجد أي سيارات أجرة على الطريق فأخذ الطريق مشيا وقد أوشك المغرب أن يؤذن؛ فجأة وقفت له سيارة أجرة لم ينتبه لها ولم يشر إليها كانت تسير في نفس الطريق وأصر السائق ألا يأخذ منه جنيها واحدا".

وتبين أن السائق قال له: "أنا عائد للبيت ونحن على نفس الطريق، ليس هذا فحسب بل أخرج عدة تمرات اقتسمها معه، وقال له أعطاني إياها شاب مثلك واقف لتوزيع التمر على الطريق".

وتختم مؤكدة أنه "لدى كل منا قصة مشابهة تمثل العطاء والتعاون تمثل هذه  الروح؛ روح رمضان التي لو سادت سننتقل حقا من حال حضارية لحال أخرى تماما".
شارك
التعليقات