وفي استطلاع حديث لمركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، يرى قرابة نصف الأمريكيين أن الناس أصبحوا أكثر "وقاحة" بعد الجائحة، وزادت التصرفات غير المقبولة بين الناس.
على جانب آخر، قالت أرقام المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية
أن الحائجة زادت مشاعر العزلة والاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.
فيما قالت مجلة لانسيت الطبية؛ إن حالات الاكتئاب ازدادت عالمية بعشرات الملايين، وكانت النساء الأكثر تأثرا.
وبحسب المناطق، فقد تضررت مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط أكثر من غيرها بالاكتئاب، فيما زدات حالات القلق في جنوب آسيا.
ارتفاع مستويات "الوقاحة"
بعد خمس سنوات من تفشي فيروس كورونا، يرى العديد من الأمريكيين أن السلوك العام في الولايات المتحدة قد تغير نحو الأسوأ، وفقا لمركز بيو للأبحاث.
ويقول ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة (47%)؛ إن سلوك الناس في الأماكن العامة هذه الأيام أصبح أكثر وقاحة مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19. وقال 20% إن السلوك اليوم أكثر وقاحة بكثير.

ويقول حوالي ثلث البالغين (34%)؛ إنهم يرون أشخاصا يتصرفون بوقاحة دائما أو غالبا عند خروجهم إلى الأماكن العامة هذه الأيام، بينما يرى 46% آخرون هذا الأمر أحيانا.
مفهوم الوقاحة
ويشمل مفهوم "الوقاحة" أنواعا عديدة من السلوكيات، وحدد الاستطلاع ثمانية أفعال لدراستها، وتصدر اثنان أكثر من غيرها، هي التدخين في الأماكن العامة، والتقاط الصور للناس دون إذن.
واستقطب هذان الفعلان على وجه الخصوص أكبر قدر من الاستنكار: 77% من البالغين يقولون؛ إنه غير مقبول أبدا التدخين مع الآخرين، ويقول 74% الشيء نفسه بشأن التقاط صورة أو فيديو لشخص ما دون طلب إذنه.
ويقول حوالي ثلثي البالغين أو أكثر؛ إنه من غير المقبول إطلاقا اصطحاب طفل إلى مكان مخصص للبالغين، مثل حانة أو مطعم راق (69%)، أو عرض كلمات بذيئة بشكل واضح، مثل القمصان أو اللافتات (66%)؛ أو الشتم بصوت عال في الأماكن العامة (65%).

وتقول أغلبية أصغر؛ إنه من غير المقبول إطلاقا تشغيل الموسيقى بصوت عال (59%) أو ارتداء سماعات الرأس أو سماعات الأذن في أثناء التحدث إلى شخص ما، مثل صاحب متجر، وجها لوجه (57%).
ومن بين السلوكيات التي انقسمت آراء الأمريكيين حولها، ما إذا كان من المقبول إحضار حيوان أليف إلى مكان داخلي مثل متجر بقالة أو متجر.
يقول أقل من النصف؛ إن هذا غير مقبول أبدا (45%). ويقول أربعة من كل عشرة أشخاص؛ إن القيام بذلك أمر مقبول في بعض الأحيان، ويقول 14%؛ إنه أمر مقبول عادة أو دائما.
إظهار أخبار متعلقة
ويوجد فجوات عمرية في كل سؤال، حيث يميل كبار السن أكثر من الشباب إلى اعتبار كل سلوك غير مقبول. على سبيل المثال، يقول 89% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر؛ إنه من غير المقبول أبدا السب بصوت عال في الأماكن العامة، ولكن 38% فقط من البالغين دون سن الثلاثين يقولون الشيء نفسه.
وهناك فجوة مماثلة في مدى قبول عرض الكلمات البذيئة بشكل واضح، مثل القمصان أو اللافتات.
البالغون الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر أكثر عرضة بمرتين تقريبا من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما للقول؛ إن هذا غير مقبول أبدا (86% مقابل 42%).
كما أن الأمريكيين في الفئة العمرية الأكبر هم أكثر عرضة من الشباب للقول؛ إنه من غير المقبول ارتداء سماعات الرأس أو سماعات الأذن في أثناء التحدث إلى شخص ما وجها لوجه (76% مقابل 36%).
وبحسب الجنس، فالنساء أكثر ميلا بقليل من الرجال لاعتبار خمسة من السلوكيات الثمانية التي سألنا عنها غير مقبولة أو غير مقبولة على الإطلاق. وتبلغ الفجوة ذروتها فيما يتعلق بالتقاط صورة أو فيديو لشخص ما في مكان عام دون موافقته، (78% من النساء يعتبرن ذلك غير مقبول مقابل 69% من الرجال).
آثار الجائحة
في وقت سابق، قال المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية؛ هناك جهود حكومية عالمية لاحتواء كورونا، من خلال الحجر الصحي، والتباعد الاجتماعي، وعزل المصابين.
وأثرت التكيفات السلوكية الاجتماعية على أنشطة ونمط الحياة، وأدت إلى زيادة المشكلات النفسية والاجتماعية، لا سيما بين الأطفال والمراهقين، وفاقمت الأمراض العقلية الموجودة مسبقا، والخوف من العدوى، وعدم اليقين، والعزلة، والتوتر، بحسب دراسة أجريت على عينة من باكستان.
كما نشرت مجلة لانسيت الطبية، دراسة خلصت إلى أن حالات الاكتئاب ارتفعت عالميا بمقدار 53 مليون حالة، أي بارتفاع نسبته 28% مقارنة بأرقام ما قبل الجائحة.
ووجدت الدراسة أن الجائحة أثرت على الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال.
ومن بين 53 مليون حالة إضافية من الاكتئاب و76 مليون حالة من القلق المقدرة لعام 2020، كان ما يقرب من ثلثيها لدى النساء.
إظهار أخبار متعلقة
ووفقا لتقديرات مؤلفي الدراسة، فقد زادت حالات الاكتئاب بنسبة 37% في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أي أكثر من أي منطقة أخرى.
أما في حالة القلق، فقد شهدت منطقة جنوب آسيا أكبر زيادة، حيث قُدِّرت قفزتها بنسبة 35%.
وأثبت مواطنو جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأوقيانوسيا قدرتهم على الصمود. وعلى الرغم من أن العديد من الدول في ذلك الجزء من العالم فرضت بعضا من أشد ضوابط الحدود صرامة.