بالفيديو | "عربي21 لايت" تزور مركز تعبئة شنط رمضان الخيرية بالقاهرة

  • القاهرة- عربي21
  • السبت، 25-03-2023
  • 07:33 م

يحل شهر رمضان على العالم الإسلامي، وسط أجواء إيمانية مميزة، لكنه في مصر له مذاق وطعم وطقوس وعادات تتفرد بها أرض الكنانة وبلد الأزهر، ومصب نهر العطاء والخير.

وفي كل ربوع مصر، الجميع في انتظار النفحات الربانية وهبات الخير المصاحبة لشهر رمضان، فالغني يستعد بماله وينفقه في الخير وفي إطعام الصائمين، والفقير ينتظر تلك العطايا من أهل الخير، والتي تعد شنطة رمضان إحدى أهم مظاهرها.

 من قلب أحد مراكز تعبئة شنطة رمضان، ووسط تجمع عمالي يقوم بسعادة غامرة بهذا العمل من قلب القاهرة، رصدت "عربي21 لايت"، عملية تعبئة شنطة رمضان.






وبينما يسد مدخل المكان سيارة عملاقة "نقل تريلا" مجهزة لنقل المواد الغذائية تفرغ حمولتها من المواد الغذائية والتموينية، ينهي العمال استعداداتهم لتعبئة شنط رمضان، بنظام متفق عليه حتى تتطابق جميع المحتويات.

 حركة العمال، لا تتوقف بينما الابتسامة لا تفارق الوجوه ويتخلل العمل أحاديث الجد تارة والشجار تارة والهزل تارة أخرى، لتقطع "عربي21 لايت"، عليهم تلك الأحوال وتطرح عليهم بعض التساؤلات، حول محتويات شنطة رمضان، وأنواعها، وأسعارها، والفارق بين سعرها هذا العام والعام الماضي.

 "المكونات والتكلفة"

وقال مدير المكان مفضلا عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21 لايت"، إن شنطة رمضان التي يقومون بتعبئتها تتكلف نحو 87 جنيها، على من يريد من المصريين شراء كميات بالجملة لتوزيعها على الفقراء في رمضان.

 وأوضح أن تلك الشنطة "بها كيلو أرز، وكيلو سكر، وكيسا مكرونة، وكيس بلح، وآخر ملح، وكيس سمن صناعي زنة 350 جراما".

وبين أن تكلفة المواد في الشنطة لو بيعت كل واحدة منها على حدة تُجمل مبلغ 110 جنيهات، ولكن تجميعها كجملة يقلل من تكلفتها بنحو 23 جنيها.

ولفت إلى أنه في العام الماضي كانت قيمة الشنطة المماثلة حوالي 50 جنيها، مبينا أن هذا العام زادت أسعار تكلفة شنطة رمضان 37 جنيها.




وأكد أن بضائعهم في ظل الغلاء الكبير الذي يضرب مصر مدعومة بشكل كبير من مبادرة "كلنا واحد"، مشيرا إلى أن الإقبال من أهل الخير لشراء شنط رمضان عال جدا حتى الآن.

 وأشار إلى وجود أنواع أخرى من شنط رمضان أغلى في أسعارها وحجم المعروض بها، نافيا وجود لحوم أو دواجن فيها نظرا لصعوبة حفظها وغلاء ثمنها.

 وبين أن هناك شنطا أكبر فيها سلع استراتيجية أكثر  بمبلغ 115 جنيها، لمن يحب من أهل الخير توزيعها على الفقراء، وتزيد عن الشنطة الموجودة بأن فيها زجاجة زيت طعام 400 جرام.

 ولفت إلى أن هناك نموذجا آخر من الشنط بـ155 جنيها، بها أصناف أكثر وكميات أكبر، وشنط أخرى بحوالي 255 و350 جنيها، موضحا أنها كراتين كبيرة تكفي الأسرة الفقيرة خلال شهر رمضان.

 ودعا المصريين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها والتي وصفها بقوله: "الناس تعبانة"، بأن يكون لديهم "رحمة"، وكل من يستطيع فعل شيء للتخفيف عن الفقراء في شهر الخير عليه فعله.

 "أهمية الشنطة"

لشنطة رمضان هذا العام أهمية كبيرة خاصة في ظل ما يعانيه المصريون من ارتفاع غير مسبوق في أسعار جميع السلع الاستراتيجية والتموينية بداية من الخبز، واللحوم والدواجن والأسماك، والبيض، والألبان والجبن، والأرز، والفول، وزيت الطعام، والفاكهة والخضروات، وغيرها.

نجاح (45 عاما)، ونعمة (50 عاما)، ووداد (35 عاما)، تحدثن إلى "عربي21 لايت"، عن أهمية شنطة رمضان بالنسبة لهن ولأسرهن في ظل غلاء جديد مؤكدات على عدم قدرتهن على توفير سلع رمضان.

الأولى، من صعيد مصر متزوجة في محافظة الشرقية، وزوجها مسن لا يعمل، ولا يملك معاشا أو راتبا تقاعديا، ويعيشون على مساعدات أهل الخير، تقول لـ"عربي21 لايت": "ننتظر شنطة رمضان من العام للعام، وتأتينا من أكثر من مصدر ونظل نستعين بها عدة شهور".

اظهار أخبار متعلقة



الثانية، تعمل أجيرة في مواسم الزراعة والحصاد، وتقوم بمساعدة بعض السيدات ميسورات الحال في شؤون منازلهن، وتؤكد أنها تنتظر شنطة رمضان بفارغ الصبر، موضحة أن بعض الجمعيات الخيرية وأهل الخير يسجلون اسمها في كشوف التوزيع، وأنها هذا العام أشد حاجة من الأعوام الماضية.

 وأكدت أنها في العام الماضي عجزت عن الحصول على شنطة رمضان التي كان يوزعها الجيش في الحي الذي تقيم فيه، لأن اسمها لم يكن مدرجا لديهم، وأن ربنا عوضها من أهل الخير، بعد أن قاموا بكتابة اسمها بين المحتاجين لشنطة رمضان.

 أما الثالثة، فهي أم لثلاثة أبناء، ودائما على غير وفاق مع زوجها الذي لا يعمل، وتقيم بمنزل والدها، وتوضح أنها في انتظار شنطة رمضان، لتعويض أبنائها ببعض الرعاية التي تنقصهم، مبينة أنها من تسعى إلى أهل الخير لتصلها شنطة رمضان أو بعض اللحوم أو الدواجن.

"درجة الاستحقاق"

أحد القائمين على إحدى الجمعيات الخيرية قرب الحي الفقير الذي تقيم فيه "نجاح"، و"نعمة"، و"وداد"، واسمه علي، يقول لـ"عربي21 لايت": "نقوم على هذا العمل منذ أكثر من 30 عاما، وأصبح لدينا خبرة كبيرة في كيفية جلبها بأسعار أقل من مصانع تعبئة متخصصة خاصة في مدينة العاشر من رمضان".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف، صار لدينا خبرة بمن يستحقون شنطة رمضان ودرجات الاستحقاق ومن يتطفل ويدعي الفقر ومن هو فقير حقا، ولذا فإن التوزيع تقوم عليه لجنة دورها دراسة كل حالة ووضع ترتيب أولويات، مشيرا إلى أن هناك من يتمرس مهنة الحصول على كرتونة رمضان ويحرم من يتعففون من وصولها إليهم.

 لكنه أكد في نهاية حديثه أنه شهر الخير والكل ينهل من هذا الخير ونحن مجرد منظمين للعمل وفقط.
شارك
التعليقات