وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الرسمية "بترا" فقد وقع الشاب وهو طالب جامعي ومعيل وحيد لأسرته ضحية تصرفه الطائش عندما اعتدى على أحد الأشخاص وهدّده وآذاه، لكنَّ المُعتدى عليه أسقط حقه الشخصي، ومعها سقط الحق العام؛ فقررت المحكمة أن تمنح الشاب فرصة إصلاح نفسه بعقوبة بديلة، بإرساله لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، لتلاوة القرآن وحفظ ما تيسر منه.
اظهار أخبار متعلقة
وفي التفاصيل فقد أصدر رئيس الهيئة الحاكمة لدى محكمة صلح جزاء عمان القاضي عصمت حسين الرحامنة، قراره في القضية بعد شهر من الجلسات والاستماع للشهود، وتوصل إلى أن الشاب مدان بعدة جرائم، ومع إسقاط الحق الشخصي، جرى وضعه تحت المراقبة المجتمعية، حيث إنه ما زال بحاجة للعقوبة.
وبين قرار التجريم أن المُدان قال في أول جلسة له، إنه غير مذنب بالتهم المسندة إليه، لكنه عاد واعترف صراحة بقيامه بها، مشيرا (قرار التجريم)، إلى أن المحكمة استمعت لشهادة المشتكي، الذي أسقط حقه الشخصي.
وتنص المادة 25 مكررة من قانون العقوبات الأردني على أن الخدمة المجتمعية هي إلزام المحكوم عليه بالقيام بعمل غير مدفوع الأجر، لخدمة المجتمع لمدة تحددها المحكمة لا تقل عن 40 ساعة، ولا تزيد على 200 ساعة، على أن يتم تنفيذ العمل خلال مدة لا تزيد على سنة، وأن المراقبة المجتمعية هي إلزام المحكوم عليه بالخضوع لرقابة مجتمعية، لمدة تحددها المحكمة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات.
وقالت المحكمة في قرارها إنها انتهت إلى ثبوت ارتكاب المشتكى عليه للجرائم المسندة إليه، وإن ذلك يستتبع إعمال نص العقاب بحقه، إلا أنه وعلى ضوء أن المشتكى عليه ما زالا شاباً، فإن ذلك يستوجب منحه فرصة لإعادة الاندماج في المجتمع بعيداً عن العقوبات السالبة الحرية أو تلك الماسة بالذمة المالية، وهو معيل لعائلته، الأمر الذي يعني بأن هنالك ظروفا جديّة تدفع المحكمة إلى الإيمان الجازم، بأن المشتكى عليه، لن يعاود ارتكاب الجرم من جانب، وأنه من جانبٍ آخر ما زال بحاجة إلى إيقاع عقوبة تضمن إدراك المشتكى عليه لعواقب أفعاله.
اظهار أخبار متعلقة
ووجدت المحكمة أنه وردت موافقة المحكوم عليه ضمن تقرير الحالة الاجتماعية على فرض العقوبات المجتمعية بحقه، وأنها تدابير ناجعة بحقه تحقق الغرض الذي أنشئت من أجله الأمر الذي من شأنه إعطاء الفرصة للمشتكى عليه لتصويب أوضاعه.
وتم التوصية من قبل ضابط العقوبات المجتمعية بتطبيق خدمة مجتمعية بحق المحكوم عليه لدى وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية؛ للقيام بتلاوة القران الكريم وحفظ ما تيسر منه.