رمضان في القدس | "المقلوبة".. طبخة صمود ومقاومة تغيظ الاحتلال (شاهد)

مقلوبة في الأقصى (1)
يساعد الكرم المقدسي المرابطين على البقاء في الأقصى - عربي21 لايت
  • أحمد صقر
  • الجمعة، 14-04-2023
  • 07:54 ص
يتحلى أهل القدس المحتلة بعادات طيبة، وكرم لافت، إلى جانب التسابق في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وإكرام ضيوف الرحمن، ويقدمون لهم ما طاب من الطعام، ومن أشهر تلك الطبخات؛ المقلوبة، التي اتخذوا منها وسيلة لحث الناس على الرباط في المسجد الأقصى المبارك.

فبعد تجهيزهم قدر المقلوبة وغيرها مما طاب من الطعام في بيوتهم؛ حيث تحتوي على اللحوم أو الدجاج إلى جانب الأرز والبطاطس والباذنجان وغيرها من الخضار، يقومون بإحضارها إلى داخل المسجد الأقصى أو على أبوابه في الخارج عند منعهم من دخوله، ووسط ترقب المتحلقين حولها، يغامر أحدهم بقليها في صينية طعام، استعدادا لتناول طعام الإفطار.

 لمه جميلة وأجواء مميزة

بسعادة كبيرة ولهفة، تروي المرابطة المبعدة عن المسجد الأقصى، عايدة الصيداوي، قصتها مع المقلوبة والمسجد الأقصى، مشيرة إلى أنها "رمز لثبات المقدسيين في وطنهم، ورسالة للاحتلال أننا هنا في القدس وفي الأقصى؛ داخله وخارجه".

وتابعت لـ"عربي21 لايت": "رغم أنني مبعدة عن المسجد الأقصى بقرار إسرائيلي، إلا أننا ومجموعة من المبعدات نقوم بقلب المقلوبة على أبواب الأقصى في طريق المجاهدين بالقرب من باب الأسباط، من أجل استضافة وفود الرحمن القادمين في شهر رمضان إلى المسجد من خارج القدس".





 ونبهت في حديثها إلى أن "بيوت المقدسيين أيضا مفتوحة للقادمين إلى المسجد الأقصى"، منوهة إلى أن "طبخة المقلوبة وخاصة في الأقصى تغيظ الاحتلال، لها طعم مختلف في الأقصى الذي هو جنة الأرض، تجمع العائلة من حولها في لحظات جميلة، ونحن نشجع العائلات من أجل القدوم إلى المسجد الأقصى وتناول طعام الإفطار بداخله وخاصة طبخة المقلوبة، فنكهة الطعام في الأقصى أمر مختلف، وخاصة في رمضان".

ولفتت الصيداوي التي تسكن في باب الحديد على بعد دقيقة من المسجد الأقصى، إلى أن "الأجواء التي تسبق وقت الإفطار بقليل وأمامك الطعام وأنت تجلس داخل الأقصى بصحة العائلة والأصدقاء، تكون مميزة جدا وجميلة وروحانية".

ونوهت المرابطة التي ولدت عام 1961، وأبعدت عشرات المرات عن الأقصى، كان آخرها قرار تجديد الإبعاد قبل حلول شهر رمضان بأسبوع تقريبا، أنها تشعر بألم كبير بسبب إبعادها عن الأقصى، لكنها رغم ذلك تأتي في أقرب نقطة وترابط على أبواب الأقصى.

طبخة مقاومة وصمود

أما المعلمة والمرابطة المقدسية المبعدة عن الأقصى هنادي حلواني، فقد أوضحت أن "المقلوبة داخل الأقصى وخارجه تحمل رسائل قاسية للمحتل، رغم قرار الإبعاد، لكننا نقف عند أقرب نقطة للأقصى نستطيع الوصول إليها، نفطر هنا ونشارك أهلنا من الضفة الغربية والداخل وجبة الإفطار".






وأضافت في حديثها لـ"عربي21 لايت": "النساء المبعدات إذا لم يتمكن من دخول الأقصى، ينجحن بحث الناس على الرباط والاعتكاف، من خلال الزيت الذي تسرجه عبر طنجرة المقلوبة، فتعين المعتكفين على البقاء في الأقصى حتى لا يضطروا للخروج، وضمان بقائهم لليوم التالي لصدّ اقتحامات المستوطنين، والرباط داخل الأقصى".

واعتبرت الحلواني، أن "المقلوبة؛ لها معان ورسائل متعددة؛ هي طبخة صمود ومقاومة للمحتل، نحن نقاوم الاحتلال بهذه الطبخة"، منوهة إلى أن "الاحتلال ينظر لنا باستغراب، أننا نفرح رغم ألم الإبعاد، وهو يشعر بالقهر عندما يشاركنا الناس في تناول المقلوبة، التي تكون فرصة للتعرف على قضيتنا والتضامن معنا، حتى تصبح لديهم الرغبة بالدخول إلى المسجد الأقصى".

وذكرت أنه خلال التحقيق معها، "كان من الواضح أن الاحتلال ينظر إلى طبخة المقلوبة بأنها وسيلة تحريض ضده، وأيضا للحث على الرباط وتكثيف الوجود في الأقصى، ومن ثم كما يزعمون، إحداث إخلال أمني داخل الأقصى وقد تضر بالمقتحمين، ومن هناك تصبح خطرا عليهم، هذا بحسب المدعي العام".
شارك
التعليقات