89 عاما على إنشاء الإذاعة المصرية.. هل تستطيع "هنا القاهرة" منافسة التكنولوجيا الحديثة؟

pexels-zeynep-15730667
هل تستطيع الإذاعات الصمود في وجه التكنولوجيا - CC0
  • مهند العربي
  • الأحد، 04-06-2023
  • 07:38 م
تحتفل الإذاعة المصرية هذه الأيام بمرور ما يقارب قرن على إنشائها، وتحديدا عيدها التاسع والثمانين، حيث بدأت البث في 31 أيار/ مايو عام 1934، وكانت بداية انطلاق "هنا القاهرة " وحتى الآن عبر تاريخ حافل لإذاعة البرنامج العام، ثم تألق إذاعة صوت العرب في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم خرج من رحم الإذاعة العديد من الإذاعات الأخرى، سواء الموجهة أو المحلية، وعلى رأسها إذاعة القرآن الكريم.

بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينيات القرن العشرين، وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، وبدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة ماركوني، وقد مُصِّرَت في عام 1947، وألغي العقد مع شركة ماركوني، كان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات حتى وصلت الآن إلى عشر محطات.

هنا القاهرة

هي جملة شهيرة قالها المذيع أحمد سالم، وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية في افتتاحها عام 1934، ويقولها المذيعون والمذيعات قبل بداية البرامج وفي الفواصل بكل حماس.

رؤساء الماضي والحاضر

ونناوب على رئاسة الإذاعة عدد من الرؤساء منهم:

سعيد باشا لطفي من 1934 إلى 1947
محمد بك قاسم من 1947إلى 1950
محمد حسني بك نجيب من 1950 إلى 1952
عبد الرحمن رشاد من 2013 إلى 2015
نادية مبروك من 2015 إلى 2019م
محمد نوار من مارس 2019م إلى الآن.

أشهر المذيعين

أما أشهر مذيعي الإذاعة المصرية، فمنهم أحمد سالم (20 فبراير 1910 - 10 سبتمبر 1949)، ولد في أبو كبير بمحافظة الشرقية، هو أول مذيع مصري بالإذاعة المصرية سنة 1936.


أحمد سالم

وأحمد سعيد أشهر مذيع مصري في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي من مواليد 1925 القاهرة رأس إذاعة صوت العرب في عهد عبد الناصر من سنة 1953 إلى 1967، واعتبرت من أهم الإذاعات العربية في تلك الحقبة.

أحمد سعيد

أعلن النصر للجيش المصري في حرب 1967 ونقل عبر إذاعة صوت العرب بيانات عسكرية تخبر عن انتصار ساحق لمصر وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية وذلك بناء على البيانات الصادرة من الجيش والقيادة السياسية في الوقت الذي شهدت فيه جميع الجبهات هزيمة للجيش المصري من قبل الجيش الإسرائيلي وقصف للطائرات المصرية وهي على الأرض وقبل أن تقلع من المدارج.

بين الحاضر والماضي

وتحدثت "عربي21 لايت" إلى بعض المصريين، حول استماعهم إلى الإذاعة، وقال مصطفى إنه يسمعها في صالونات الحلاقة وأحيانا في بعض المقاهي التي تشغلها صباحا، وأثناء ركوب سيارات الأجرة، التي تنتشر فيها الإذاعات، حيث غالبا تبدأ بالقرآن ثم البرامج والأغاني وغيرها على مدار اليوم.

أما أحمد الذي اقترب من سن التقاعد فقال إنه حريص على سماع الإذاعة خاصة في فترة الصباح، مؤكدا لـ"عربي21 لايت "أن إذاعته المفضلة هي القرآن الكريم وكذلك البرنامج العام وأحيانا صوت العرب، مشيرا لارتباطه بالإذاعة منذ زمن بعيد، فقد شكلت وجدانه إلى جانب إذاعات أخرى، حيث ينتظر نشراتها الإخبارية ولا يزال مرتبطا بها حتى الآن.

اظهار أخبار متعلقة



أما المواطنة أ. ف. فقالت إنها تسمعها فقط أثناء قيادة السيارة خاصة إذا كان طريقها طويلا، وأنه تسمع إذاعة القرآن الكريم وبعض الإذاعات الأخرى لمعرفة الأخبار أو أسعار الذهب مثلا وما يهم المرأة و البرامج الرياضية.

التحديات وكيفية مواجهتها

وتأتي المناسبة لتفتح باب النقاش حول مصير الإذاعة بشكل عام، كفن إعلامي على خريطة الإعلام المعاصر، في ظل منافسة شديدة من الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته.

وفي سياق تعليقه قال الخبير الإعلامي مصطفى خضري إنه بالرغم من استحواذ الفضائيات والإنترنت على نصيب الأسد من حيث حجم المشاهدين؛ فما زال للإذاعة مريدوها ومستمعوها خاصة الجيل القديم، الذين تربوا عليها وكانت بالنسبة لهم من أهم مصادر المعرفة والتسلية.

وأكد في حديثه لـ"عربي21 لايت" على إمكانية استعادة دورها ورمزيتها، فهناك توجه حالي لإعادة إنتاج الإذاعة بشكل يتواكب مع التقدم التكنولوجي تحت مسمى البودكاست.

العودة للزمن الجميل

أما الباحث في مجال الإعلام بكلية الدراسات العليا بجامعة عين شمس، أحمد فراج فيرى أنه حصل بعض التراجع للإذاعة كفن إعلامي بشكل عام، بعدما تربعت على الإعلام سنوات، لكن مع عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته تعرضت الإذاعة لأزمة.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف: "لكن رغم التراجع، لا يزال هناك مستمعون للإذاعة، خاصة تلك التي طورت نفسها إلى حدا ما، لتواكب العصر وتواجه الفضائيات والإنترنت، ولكن لايزال أمامها الكثير لتفعله".

وحول آليات التطوير والعودة للزمن الجميل لهذه الإذاعات، قال فراج لـ"عربي21 لايت"، إن "الأصل بأي وسيلة إعلامية أن تحرص على تقديم محتوى يواكب العصر، والاستفادة من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته، من خلال وضع المحتوى عليها وتوظيفها بشكل جيد هناك، فضلا عن الحاجة إلى مذيعين قادرين على مخاطبة جمهور جديد يتعرض لإغراء شديد بالفضائيات والإنترنت والتقنية الحديثة بشكل عام".
شارك
التعليقات