مشاهد استقبال المصريين للفارين من حرب السودان تعكس تماسك الشعبين (شاهد)

GettyImages-1252230827
فر آلاف السودانيين إلى مصر بعد اندلاع القتال في بلدهم - جيتي
  • مهند العربي
  • الثلاثاء، 23-05-2023
  • 06:56 م
عقب اندلاع القتال في السودان حدثت حالة نزوح للاجئين سودانيين للدول المجاورة وكان من بينها مصر، حيث وصل الآلاف منهم إلى الحدود المصرية وتحديدا معبر ارقين القريب من مدينة أسوان.

وعقب وصول السودانيين ودخولهم للحدود المصرية بدأت حالة من الاستقبال والترحيب من جانب المصريين، خاصة سكان مدينة أسوان ما عكس حالات من التكافل الشعبي والأهلي بعيدا عن الجانب الحكومي والرسمي.

كما ذهب أطفال أسوان لاستقبال السودانيين بالحلويات والهدايا على محطات القطار والمواقع الأخرى، وتم استقبال الوافدين السودانيين بالعصائر والوجبات الخفيفة والساخنة أيضا.



 ولم يقف الأمر عند محافظة أسوان الحدودية ولكن شهدت العاصمة القاهرة والمدن الأخرى حالات مماثلة، حيث رفض أحد أصحاب العمارات تحصيل الإيجار الشهري لساكن سوداني كنوع من التضامن، كما خصص صاحب مطعم تخفيضا خاصا للسودانيين عند الشراء، وغيرها من صور التكافل وحسن الاستقبال الذي أشاد به السودانيون وشكروا عليه الشعب المصري وهو ما أكده يوتيوبر سوداني في فيديو له بقوله "يشعرونك أنك واحد منهم" يقصد المصريين.

حقوق الأخوة

في سياق تعليقه أشاد الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم بروح التكافل التي أظهرها الشعب المصري تجاه إخوانهم السودانيين، الذين وصلوا إلى مصر عقب نشوب الحرب الأخيرة في الأراضي السودانية، مضيفاً أن ذلك من حقوق الأخوة بين المسلمين لأنه يجب على المسلم المسارعة إلى كفالة أخيه ومعاونته ومساعدته ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

اظهار أخبار متعلقة



ولفت إلى أنه إذا حلَّت بمسلم نائبةٌ من نوائب الدهر أو نازلةٌ من نوازل الزمان، أو اجتاحته جائحةٌ في نفسه أو عِرضه أو ماله، كان من حقه على المسلمين أن يَمدوا له يد التكافل والمرحمة، وأن يقفوا بجانبه مؤازرين له ومواسين له، ووجب عليهم ألا يتركوه فريسةً للضياع والهلاك، أو غرضًا لسهام المصائب، أو للكوارث، بل عليهم أن يسارعوا لمعاونته ودعمه لاجتياز المحن، والنجاة من الهلاك المحيط به.



وأضاف إبراهيم في حديثه لـ"عربي21 لايت" أن هذا من معالم الأخوة بين المسلمين، ومن مظاهر الوحدة بين الشعوب، وقد أكدت السنة النبوية ذلك.  

واختتم الداعية المصري حديثه بأن هذا التكافل يؤكد أن الروابط الأخوية بين الشعوب العربية والمسلمة قوية ومتماسكة، وأنها تظهر عند الشدائد، وفي أوقات العسرة، وهي تدل على ترسخ معاني الإيمان في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، وتؤكد على وحدة الأمة.

التكافل طبع مصري

من جانبه قال الصحفي المهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية مصطفى خضري إن العلاقات الإنسانية بين الشعوب العربية والمسلمة أكثر ارتباطا وأوضح أهدافا من العلاقات بين الحكومات والدول.



وتابع بأنه بعيدا عن الحكومات والأنظمة الرسمية، تجد المصريين قد استقبلوا كل الجنسيات العربية والمسلمة بصدر رحب في كل أزمة ألمت بهم بدءا من اليمن والصومال وفلسطين مرورا بالكويت والعراق وسوريا وليبيا وليس آخرا السودان الشقيق، وهي طبيعة مرتبطة بالمصريين.

توأمة روحية

وأضاف في حديثه لـ"عربي21 لايت" أنه بالنسبة للسودانيين فإنهم يمثلون حالة من التوأمة الروحية مع المصريين قلما تجدها في شعبين آخرين، ولهذا عدة أسباب، أهمها مثلا أن مصر والسودان كانتا بلدا واحدا منذ 70 عاما تقريبا، وما ترتب على ذلك من انتقال لعائلات بأكملها من جهة إلى أخرى، ولذلك ترى عائلات في السودان تنتهي بلقب المصري، وأخرى في مصر تنتهي بلقب السوداني.

اظهار أخبار متعلقة



ولفت إلى انتقال جزئي للعائلات من الطرفين، فتجد عائلة سودانية لها فرع في مصر، وأخرى مصرية لها فرع في السودان، ومن الأسباب التي تزيد من الترابط بين الشعبين الشقيقين؛ وجود صفات متشابهة بينهما وكل هذا أدعى للترابط والتكافل.
شارك
التعليقات