أثارت حادثة إقدام أحد الأشخاص على إعطاء أموال كـ "نقطة" للقارئ الشيخ، محمود القزاز، في عزاء بمحافظة الدقهلية المصرية، حالة من الجدل والغضب، سواء على المستوى الشعبي، أو على مستوى نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم العامة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل مقطعًا مصورًا للقارئ القزاز، أثناء تلاوته في عزاء بقرية الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وظهر خلاله أحد الأشخاص يقوم بإلقاء النقود عليه قائلًا: "هذا مقدم القراءة في عزائي".
جرّاء ذلك، خرج صاحب واقعة إلقاء "النقطة" على القارئ في مقطع آخر، ليوضح حقيقة ما جرى في العزاء، مؤكدًا أن الشيخ محمود القزاز لم يكن يعلم بهذا الموقف.
وأوضح أنه فعل هذا الأمر من أجل قيام الشيخ بقراءة القرآن الكريم في عزائه يوم وفاته، مؤكدًا أن "الشيخ القزاز بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب في هذه الواقعة".
ويأتي ذلك بعد حادثة "المطواة" (سكين) الشهيرة التي أشهرها أحدهم في وجه أحد القراء ليواصل التلاوة تحت التهديد، وبعد واقعة قارئ آخر قاطعه أحد الجالسين ليقول له "إنت تساوي 50 ألف".
بدورها، علقت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم العامة، على الواقعة، مشيرة إلى أن المشهد "مهين ومشين في حق القرآن وأهله".
وناشدت النقابة بضرورة الالتزام والمحافظة على قدسية وجلال ووقار القرآن الكريم الذي هو كلام الله عز وجل، مؤكدة أن قارئ القرآن "ليس مطربا ولا فنانا، بل يقرأ القرآن الكريم في خشوع وسكينة وعلى الجمهور أن يتدبر ويعي ما يقوله القارئ".
من جهته، قال القارئ القزاز، صاحب الواقعة إن ما حدث معه لا يليق بالقرآن وأهله، مؤكدًا أنه يستنكره شكلًا وموضوعًا، وأنه فوجئ بتصرف الرجل الذي منحه الأموال، خلال مداخلة عبر قناة "ETC" المصرية.
وأضاف: "الرجل أثنى على قراءتي ومرة واحدة ألقى الأموال لي والأمر كان مفاجأة للجميع، وخرج في بث مباشر، وأكد أنه تصرف بتلقائية وأن ما فعله نابع من حبه لي".
بينما وصف الشيخ الأزهري، سعد الفقي، ما حدث بأنه "مسخرة.. أحد المهرجين الفاشلين قدم نقطة كما في الأفراح المبلغ كام الله أعلم".
واستنكر الفقي تصرفات "المهرجين" كما وصفها معلقا: "ألم يحن الوقت لضبط إيقاع التلاوات والمحافظة على قدسية القرآن الكريم؟".
من جانبه، ذكر الشيخ محمد حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، أن هذه الأيام "تشهد أمورًا مستنكرة تحدث في العزاءات"، لافتًا إلى أن النقابة أصدرت منشورًا ووزعته على القراء، حول كيفية التعامل مع تلك الحوادث.
وأضاف: "لو وجد القراء لغطًا في أي مكان فليحذروا من هذا اللغط، حتى لو أدى الأمر لانصراف الشيخ من العزاء.. العمل في ظاهره مستنكر، ويجب على الجمهور المستمع لكتاب الله أن يحقق الإيمان في نفسه وينصت لكتاب الله ويتعظ".
والتمس حشاد، العذر للقارئ لأن الموقف مفاجئ، قائلًا: "ربما الذاكرة لم تسعفه وذهل مما حدث، والرسول قال في حديثه: (هلا شققت عن قلبه)، البعض كتب كلامًا ضد القارئ وأن العمل متفق عليه، لكن هذا الأمر لا يعلمه إلا الله".