مصالحة بين رعاة الماشية ونسور "الكوندور" في كولومبيا حقنا للدماء

abhishek-singh-U1X7HH7ZzyE-unsplash
CC0
  • عربي21 لايت- أ ف ب
  • الثلاثاء، 02-01-2024
  • 01:23 م
وصل مربو الماشية في كولومبيا إلى اتفاق مصالحة مع نسور الكوندور حقنا لدمائها، ودماء الماشية في آن.

وعلى ارتفاع أكثر من أربعة آلاف متر، تقطّع نسور الكوندور جثة عجل على المنحدر الصخري لقمة كولومبية، فقد قام مربو الماشية المحليون عمدا بوضع الحيوان النافق هناك كجزء من استراتيجية المصالحة مع الطائر الذي كان عدوهم ويلقب أحيانا بملك جبال الأنديز.

تقول ديانا باوتيستا وهي من سكان بلدية سيريتو في شمال شرق كولومبيا في مقاطعة سانتاندير الجبلية، إنه "طائر جميل جدا، حين تراه يطير".

لكن "الكوندور" لم يكن يحظى دائما بتقدير جيد في المنطقة. فقبل بضع سنوات، استخدم القرويون الجيف المسمومة وأطلقوا النار لإخافته لأنه كان يعتبر تهديدا لأغنامهم وماعزهم ومواشيهم.

اظهار أخبار متعلقة


توضح باوتيستا أنه "يجب ألا نصدق كل الأشياء السيئة التي تقال عن "الكوندور". إنه طائر ليس الجميع محظوظين بما يكفي بوجوده في بلدهم (...) يجب أن نحبه".

تعلم المربون اليوم التعرف على طائر الكوندور بشكل أفضل وقاموا بتشييد حظائر أغنام لحماية الحيوانات الضعيفة واتحدوا لإنقاذ أحد أكبر الطيور في العالم، شعار دول الأنديز، والمهددة بالانقراض.

ومن أجل المصالحة بين ملك جبال الأنديز ومربي الماشية، فقد قامت مجموعة مكونة من 19 عائلة من منطقة بارامو - وهو نظام بيئي فريد من نوعه من المستنقعات الجبلية المرتفعة الرطبة - بتأسيس جمعية الفلاحين للتعايش مع "الكوندور" (أكامكو) في عام 2019. مبادرة مجتمعية تهدف إلى "معرفة وحماية" الحيوان في نظامه البيئي، مع العمل على فوائده الاقتصادية، كما توضح أندريا فلوريز من أكامكو. لأن الكوندور "يجذب الكثير من الناس".

في موازاة ذلك، تقوم مؤسسة خايمي دوكي بشراء حيوانات ضعيفة أو مريضة من المربين لإعطائها للكوندور من أجل دراسة عاداته الغذائية باستخدام مصائد الكاميرا.

"كوندور" منظف

هو طائر مهيب ذو ياقة بيضاء يصل طول جناحيه الى ثلاثة أمتار ويحلق فوق الجبال في المورزاديرو. في الأسفل، في سيريتو تذكر الجداريات المتعددة الألوان بوجودها أيضا.

يمثل موت "كوندور" واحد "خسارة كبيرة" لهذا النوع لأن تكاثره بطيء للغاية، كما يحذر كارلوس غريمالدوس الخبير في مؤسسة خايمي دوكي.

اظهار أخبار متعلقة


يصل الكوندور إلى مرحلة النضج الجنسي في سن العاشرة، ولا يلد إلا صغيرا واحدا كل عامين أو ثلاثة أعوام. ويضيف أن حمايتها ضرورية لأن "أنواع الطيور هي التي تنظف" وتمنع تلوث مصادر المياه. يقوم غريمالدوس وهو يحمل منظارا بتعليم الزائرين كيفية تمييز "الكوندور" عن الطيور الجارحة الأخرى.

بعد أن كان يتغذى على "الثدييات الصغيرة والمتوسطة الحجم"، بدأ الطائر باستهلاك الماشية الضعيفة أو الصغيرة مع غزو النشاط البشري للأنظمة البيئية، كما يوضح فرنسيسكو سيري، عالم الأحياء ومدير مؤسسة Néotropical، وهي مؤسسة محلية متخصصة في التنوع البيولوجي.

وضع حرج

على المستوى العالمي، دخل "كوندور الأنديز" إلى القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في 2020. ويجد نفسه "في وضع حرج بشكل متزايد" في كل أنحاء جبال الأنديز وهذا ما يقلق غييرمو فيماير، الباحث الأرجنتيني الموجود في سانتاندر لحضور اجتماع لشبكة "الكوندور في أمريكا الجنوبية".

وتم إنشاء هذه الشبكة من الخبراء من تشيلي والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور وكولومبيا وبيرو وفنزويلا قبل عشر سنوات لتبادل الخبرات و"عدم تكرار الخطأ نفسه مرتين" في الجهود المبذولة للحفاظ على الأنواع التي تعتبر منقرضة في فنزويلا.

اظهار أخبار متعلقة


وفي كولومبيا، لا تزال هناك 60 عينة، بحسب التعداد الوطني الوحيد الذي أجرته مؤسسة Néotropical في عام 2021. وهناك 6700 منها في منطقة الأنديز بأكملها، بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

ويرى مدير السلطة البيئية الإقليمية في سانتاندير، أليكسسيفيث أكوستا، إنه نظرا لأن نسور "كندور لا تعرف حدودا"، فمن الضروري تنسيق إجراء إحصاء في كل أنحاء أمريكا اللاتينية لفهم مدى خطورة وضعها.
شارك
التعليقات