لماذا يتناول الناس في البلاد الدافئة أطعمة حارة؟.. الهند ليست على رأس القائمة

88888888888888888888888888888888888
CC0
  • عربي لايت
  • الخميس، 08-02-2024
  • 08:46 ص
نشر موقع "بيغ ثينك" تقريرًا حول علاقة المناخ الأكثر دفئًا بكون الطعام أكثر حرارة؛ حيث استند التقرير إلى دراسات لوصفات من مطابخ مختلفة، مشيرًا إلى أن النكهات الحارة ليست مجرد ظاهرة ثقافية، ولكنها ترتبط أيضًا بالصحة والفقر. 



وقال الموقع في تقريره، الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن إحدى الدراسات تؤكد أنه في البلدان الأكثر دفئًا، يأكل الناس طعامًا أكثر توابل، وعلى العكس من ذلك، فإنه كلما كان المناخ أكثر برودة، قل عدد المكونات الحارة في مطبخك، والسؤال هو: لماذا تستخدم الطبخات في المناخات الحارة المزيد من التوابل؟

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح الموقع أنه وفقًا لمقال نُشر في مجلة "نيتشر"، فقد قام الباحثون بفحص 33750 وصفة من 70 مطبخًا وطنيًا وإقليميًا تحتوي على إجمالي 93 نوعًا مختلفًا من التوابل، بغرض اختبار فرضية أن الطعام الحار في البلدان الحارة هو تكيف مع زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، ولم يتمكنوا من إثبات الفرضية، مشيرين إلى صعوبة تفسير الارتباطات بين الثقافة والبيئة.

الطعام الحار كآلية للتبريد

ونقل الموقع عن الباحثين أنه لا يمكن تفسير التباين في استخدام التوابل من خلال درجة الحرارة، ولا يمكن تفسير استخدام التوابل من خلال تنوع الثقافات أو النباتات أو المحاصيل أو التوابل الموجودة بشكل طبيعي، موضحين أن أنماط استخدام التوابل لا تتفق مع آلية تخفيف العدوى، ولكنها جزء من ارتباط أوسع بين التوابل والصحة والفقر.

وأضاف الموقع أن الباحثين يقترحون تفسيرات أخرى لسبب ميل الناس في البلدان الحارة إلى تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، مثل أن التوابل تساعد في الحفاظ على الطعام في المناخات الحارة، أو أن الناس في البلدان الحارة قد طوروا ذوقًا للطعام الحار لأنه يساعدهم على التبريد.

اظهار أخبار متعلقة


وأكد الموقع أن بعض الأطعمة الأكثر توابل في العالم تأتي من البلدان ذات المناخ الأكثر حرارة؛ إندونيسيا وتايلاند ومنطقة البحر الكاريبي وكينيا والعديد من الولايات الهندية، بما في ذلك البنجاب وراجستان وغوجارات. لكن هناك دولة واحدة تتفوق عليها جميعها، وهي إثيوبيا، وهي أكثرهم توابل، رغم أن متوسط درجة الحرارة فيها أقل قليلا منهم.

إثيوبيا الأولى في البهارات 

وأشار الموقع إلى أن المطبخ الإثيوبي حار للغاية لدرجة أن بعض المراجعين يصف ما يسمى "دورو وات"، وهي يخنة دجاج معطرة مطهية ببطء بأنها "حارة للغاية"، لدرجة أنه "لا يعلم كيف بقي لدى الإثيوبيين أي براعم للتذوق"، ومن ناحية أخرى، فإن بعض البلدان شديدة الحرارة يكون طعامها أقل توابل بكثير: فالفلبين تقع في نفس فئة التوابل مثل المجر، وطعام غانا فقير بالتوابل مثل المملكة المتحدة.

وتابع الموقع بأن مطابخ البر الرئيسي لشرق آسيا تُظهر اتساقًا ملحوظًا في استخدام التوابل - ما بين بهارين إلى أربعة بهارات لكل وصفة - وهذا سواء كان مناخها باردًا نسبيًا أو أكثر سخونة.

وأفاد الموقع بأن أقل الوصفات حرارة هي من اليابان؛ حيث بالكاد تحتوي الوصفات الموجودة في هوكايدو على بهار واحد لكل وصفة، وهو أعلى في المتوسط من الأطباق من كيوشو ومناطق أخرى من البلاد.

معظم أوروبا خالية من التوابل

وأوضح الموقع أن بولندا وإيطاليا، من الدول الأكثر دفئا والأكثر توابا في أوروبا، أما الوصفات في فرنسا وأوروبا الناطقة بالألمانية فإنها لا تقل في توابلها عن الوصفات البريطانية.

وأضاف الموقع أن البرتغال هي الدولة الأوروبية الأكثر استخدامًا للتوابل، مساوية تقريبًا للولايات المتحدة، وهناك فرق بين الوصفات في شمال وجنوب الولايات المتحدة، ولكن لا يوجد فرق تقريبًا بينهما من حيث مكونات التوابل، أما على صعيد علاقة المناخ بالتوابل، فإنه يحتل الجنوب الأمريكي موقعًا مطابقًا للبنان وإيران تقريبًا.

اظهار أخبار متعلقة


وذكر الموقع أن الطعام الهندي حار جدًا عمومًا، ولكن هناك تباين كبير بين المأكولات، فالأطباق البنغالية والغوجاراتية حارة تمامًا مثل الأطعمة البرتغالية والأمريكية، بينما يأتي الطعام الهندي الأكثر توابل من راجاستان والبنجاب، وخاصة منطقة موغلاي، وهي منطقة في شمال الهند حيث تركت إمبراطورية المغول إرثًا ثقافيًا قويًا.

واختتم الموقع التقرير بالتنويه على شيئين؛ أولهما، أنه رغم استخدام كلمتي "توابل" و"حار" بالعامية كمرادفات، إلا أنهما لا يتداخلان تمامًا، فهناك أيضًا بهارات حلوة (مثل الفانيليا) أو مالحة (مثل الكزبرة) أو حمضية (مثل الزنجبيل)، وثانيهما، وجود طبخات متطورة في العالم الحديث، مثل دجاج تكا ماسالا، الذي غالبًا ما يُشار إليه على أنه الطبق الوطني البريطاني الحديث، والذي تم اختراعه في بريطانيا على يد طهاة باكستانيين أو بنغلاديشيين، ورغم أنه أكثر اعتدالًا من أطباق شبه القارة الهندية الأصلية، إلا أن دجاج تيكا ماسالا العادي لا يزال أكثر توابل من وجبة الإفطار الإنجليزية أو وجبة السمك والبطاطا الشهيرة، وغيرها من المأكولات البريطانية التقليدية.

شارك
التعليقات