وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا شك أن الاهتمام بالمظهر الخارجي له تأثير على الحالة المزاجية. في الواقع، يوصي علماء النفس بالعناية بالمظهر الجسدي كجزء من روتين الرعاية الذاتية الخاص بك. ومع ذلك، يكشفون أيضًا الحدود والمخاطر المترتبة على الوصول إلى الهوس بذلك.
اظهار أخبار متعلقة
وتساءلت المجلة: هل يمكن لطريقة اللباس أن ترفع من معنوياتنا عندما نمر بيوم سيئ؟ الجواب هو نعم. يكمن المفتاح في تأثير ما نفكر فيه وما نقوم به على رفاهيتنا. لذلك، سنسلط الضوء مع خبيرين اثنين على كيفية تأثير الصورة المنعكسة عن أنفسنا في المرآة.
وبينت المجلة أن المفتاح يكمن في أن ما تعكسه لنا المرآة يساهم في منحنا بعض المشاعر، من هنا تأتي أهمية تضمين النظافة الشخصية وطريقة اللباس في روتين العناية بالذات، لكن دون أن تتحول إلى هوس.
في هذا السياق، توضح الطبيبة النفسية السريرية، لورا فوستر، أن "الاهتمام بمظهرنا يمكن أن يعزز أفكارنا الإيجابية حول أنفسنا وتقديرنا لأنفسنا"، مشيرة إلى أنه "في مجال السلوك، إذا ارتديت ملابسي وخصصت الوقت الكافي للقيام بذلك، فسيكون من الأسهل بالنسبة لي أن أخرج إلى الشارع، وسأشعر براحة أكبر، وسيكون التفاعل الاجتماعي أفضل".
لماذا يجب تضمين العناية بالشكل الخارجي في روتين العناية بالنفس؟
وأكدت المجلة أن هذا يولد دائرة من المشاعر والأحاسيس الإيجابية التي قد تغير حالتك المزاجية وتخرجك من حالة الكآبة، لذا يوصي الأطباء النفسيون أيضا بالاهتمام بالمظهر الخارجي من وجهة نظر جمالية ضمن روتين العناية بالنفس.
اظهار أخبار متعلقة
من جهتها، توضح فوستر قائلة: "لا نشعر بنفس الطريقة عندما نرتدي الملابس بسرعة للذهاب إلى العمل كما نفعل، على سبيل المثال، في عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث نستطيع تخصيص المزيد من الوقت لهذا الأمر. في هذه الحالة، ربما نستطيع أن نستحم بهدوء ونضع الكريم، ونختار الملابس التي سنرتديها بمزيد من الاهتمام، كما نضع مكياج بطريقة خاصة أو بتركيز أكبر...".
وأفادت المجلة أن كل هذه الإيماءات تنقل معلومة إلى الدماغ مع رسالة عن استثمار الوقت في العناية بالنفس، ما يوفر مشاعر إيجابية ويعزز تقدير الذات.
كيف نرى ونشعر بأنفسنا؟
ونقلت المجلة عن عالم النفس، لويس ميغيل ريال، قوله "إن الطريقة التي نرتدي بها ملابسنا وطريقة وضع المكياج وتصفيف شعرنا هي أداة تنقل رسالة تجعلنا نرى أنفسنا بطريقة معينة، وتجعلنا نشعر أننا أكثر أو أقل جاذبية، وتجعلنا نفكر بشكل أكثر أو أقل إيجابية عن أنفسنا وأيضا تجعل الآخرين يروننا بطريقة متناغمة مع مجموعة معينة أو تجعلنا نشبه شخصا نعجب به".
بالإضافة إلى ذلك، حسب الخبير، فإن تكريس الاهتمام بالمظهر الشخصي يمكن أن يتأثر "عندما نكون مكتئبين؛ كما أن إدخال تغييرات صغيرة يمكن أن يجعلنا نرى أنفسنا بطريقة مختلفة ويجعل مزاجنا يتقلب بطريقة إيجابية".
إهمال أكبر في حالات الاكتئاب أو الحزن
على العكس من ذلك؛ قد يولد إهمال المظهر مشاعر وتأثيرات سلبية في تصور الشخص لنفسه. وحسب الطبيبة النفسية لورا فوستر: "على سبيل المثال، نلاحظ ذلك لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب في عيادتنا. تؤدي حالتهم المزاجية إلى إهمالهم لنظافتهم الشخصية، وهذا بدوره يؤدي إلى تدهور مزاجهم، مما يتحول إلى حلقة مفرغة".
وأضافت المجلة أن التجربة التي عشناها أثناء الحجر الصحي الناتج عن جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة مثال على هذا النوع من المواقف؛ حيث تقول فوستر: "بما أننا لم نكن نستطيع الخروج إلى الشارع بشكل طبيعي، كنا نقضي ساعات طويلة من اليوم بملابس البيت. بالطبع، كنا نرتدي ملابس أقل أناقة ودون مكياج تقريبا. ومع مرور الوقت، قد يسبب ذلك تشوهًا سلبيًّا في صورة الشخص عن نفسه".
اظهار أخبار متعلقة
وفي نفس السياق، أكد ريال أنه "عندما نشعر بالحزن، عادة ما لا نهتم بمظهرنا كثيرا؛ في تلك اللحظات، عندما ننظر إلى أنفسنا نرى شخصا مهملًا، ما قد يؤدي إلى تدهور حالتنا المزاجية أكثر فأكثر".
يجب ألا تعتمد كليًّا على الشكل الخارجي
ومع ذلك، يحذر ريال أيضًا من الاعتقاد المطلق من أن شكلنا الخارجي سيكون الحل الشافي الذي سيغير حالتنا المزاجية. ووفقًا له، "فإن تخصيص الكثير من الوقت للعناية بالمظهر أو إنفاق مبالغ كبيرة من المال على الملابس لن يحل المشكلات الجذرية التي قد تؤثر في أي لحظة على لحظة الحزن أو الاكتئاب".
وبالتالي، سلط هذا الخبير الضوء على الآثار السلبية لـ"تحويل التسوق إلى وسيلة هروب روتينية للابتعاد عن التوتر؛ قد يكون ممتعا في بعض الأحيان، لكنه قد يصبح كارثة إذا تحول إلى عادة روتينية".
وبدلا من ذلك، ينصح بالتفكير في:
تغيير العادات.
إدخال أو تعزيز ممارسات مثل الرياضة.
إيلاء الاهتمام الكافي للراحة.
تجنب الرجوع باستمرار إلى الأفكار السلبية.
وفي الختام، أكد الخبراء على أن الاهتمام بمظهرنا يعكس حالتنا المزاجية ويعززها أو يضعفها. لذلك، من المهم أن ندرجها ضمن روتين الرعاية الشخصية، وأن نخصص لها وقتا محددا، ولكن دون أن نتوقع أن يتحول ذلك إلى قاعدة سحرية إذا كانت هناك مشاكل أساسية أخرى .
