بالفيديو | حديقة الأزهر.. رئة مصر الإسلامية وأيقونة الجمال الأخضر

  • محمد سندباد
  • الثلاثاء، 30-07-2024
  • 03:02 م

تعتبر حديقة الأزهر الشريف واحدة من أبرز المعالم البيئية في القاهرة، وقد حازت على لقب "رئة مصر الإسلامية" بفضل مساحتها الشاسعة وجمالها الأخاذ.

 لكن خلف هذا الجمال قصة تاريخية طويلة من الإهمال والتحول من مكب للنفايات إلى واحة خضراء بفضل جهود مؤسسة الأغا خان للتنمية.

ما هي مؤسسة الآغا خان؟

تُعَدُّ مؤسسة الآغا خان (AKF) منظمة تنموية دولية رائدة، تركز جهودها على معالجة الأسباب الجذرية للفقر. على مدى أكثر من 50 عامًا، ساهمت في بناء مؤسسات مجتمعية قوية، تعزز المبادرات المستدامة والموجهة على المستوى المحلي، بهدف تحسين حياة الملايين من الأفراد، بحسب موقع المؤسسة على الإنترنت.

اظهار أخبار متعلقة



تعمل المؤسسة في عدد من الدول منها: أفغانستان، أستراليا، بنغلاديش، مصر، الهند، كينيا، جمهورية قيرغيزستان، مدغشقر، موزمبيق، باكستان، البرتغال، سوريا، طاجيكستان، تنزانيا وأوغندا، ولديها مكاتب في كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وتركّز المؤسسة على حشد الموارد والتواصل مع الجمهور، ويقع مقرها الرئيسي في جنيف، سويسرا.





تتلقَّى المؤسسة تمويل المنح من مجموعة واسعة من الجهات، بما في ذلك وكالات التنمية والمؤسسات الخاصة والشركات. كما تساهم في جمع الأموال محلياً عن طريق استغلال الفرص المتاحة في الأحداث والفعاليات السنوية التي تُقام في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.

وبالإضافة إلى ذلك، يقدِّم الآغا خان تمويلًا لمؤسسة الآغا خان، إلى جانب مساهمة الهبات في دعم وتعزيز الجهود التي تقوم بها المؤسسة.

تاريخ الحديقة

بفضل جهود مؤسسة الآغا خان للتنمية، عادت حديقة الأزهر للحياة من جديد، لتصبح واحة حضرية خضراء تُتيح للزائرين الاستمتاع بجمالها وتاريخها العريق.

تقع حديقة الأزهر على هضبة المقطم، وتطل على مسجد الأزهر الشريف وجامعة الأزهر، وتعد من أقدم حدائق القاهرة، حيث يعود تاريخها إلى العصر الفاطمي.






لكن مع مرور الزمن، تعرضت الحديقة للإهمال، وتحولت إلى مكبّ للنفايات.

في عام 1984، أخذت مؤسسة الآغا خان للتنمية على عاتقها مهمة إحياء هذه المنطقة التاريخية وتحويلها إلى واحدة من أجمل الحدائق في العالم.

اظهار أخبار متعلقة



واشتمل المشروع على ترميم المباني التاريخية الموجودة في الحديقة، وإنشاء مرافق جديدة مثل المسرح في الهواء الطلق والمكتبة، وزراعة المساحات الخضراء، وإقامة نوافير وممرات مشي.

حديقة ملهمة للزائرين

يقول أحد المشرفين على حديقة الأزهر إن "الحديقة الملهمة يزورها ما يقرب من 1.5 مليون زائر سنوياً وهي هدية من الآغا خان لمدينة القاهرة وبلغت تكلفة إنشائها 30 مليون دولار أمريكي، مساحة 80 فدانا (30 هكتارا) وتوفر للزائرين الاستجمام بالطبيعة مع إطلالة مميزة على القاهرة التاريخية".

وأضاف لـ"عربي21 لايت": أن "رسوم الدخول 40 جنيها للفرد الواحد مقابل الاستمتاع بكل مساحة الحديقة الضخمة المترامية الأطراف، وتضم غابات وممرات للمشي بين الأشجار، وبحيرات مائية تضفي هدوءا نفسيا للزائرين، وتوافر جميع الخدمات للزائرين بأسعار مناسبة".

جهود إعادة الإحياء

استمرت أعمال تطوير الحديقة لعدة سنوات، حيث تم تنظيف المنطقة وزراعة مئات الأشجار والنباتات، بالإضافة إلى بناء البنية التحتية الضرورية مثل الممرات والمرافق العامة.




 افتتحت الحديقة رسميًا للجمهور في عام 2005، وأصبحت منذ ذلك الحين وجهة سياحية رئيسية لكل من السكان المحليين والزوار الأجانب.

جولة مع زوار الحديقة

في زيارة لحديقة الأزهر، التقينا بأسرة جاءت من محافظة الشرقية. تحدث رب الأسرة، السيد محمود عبد الله، عن تجربته قائلاً: "هذه أول مرة أزور فيها حديقة الأزهر مع ابنتي وبنات أخي".

مضيفا في حديثه لـ"عربي21 لايت": "المكان هنا رائع ومليء بالخضرة والنظافة. الأطفال استمتعوا كثيرًا باللعب في المساحات الواسعة، وأنا أتمنى تكرار زيارتنا قريبا".





ولمعرفة الأهمية البيئية والسياحية للحديقة، تحدثنا مع أحمد فتحي، طالب دراسات عليا في كلية السياحة بجامعة القاهرة، الذي أشار إلى أن "حديقة الأزهر تمثل مثالاً رائعًا على كيفية تحويل منطقة مهملة إلى وجهة سياحية وبيئية مهمة".

واعتبر في تصريحات لـ"عربي21 لايت" "أن وجود هذه المساحات الخضراء في وسط مدينة مكتظة بالسكان مثل القاهرة يساعد على تحسين جودة الهواء ويوفر مكانًا للترفيه والاسترخاء بعيدًا عن صخب المدينة".

أهمية الحديقة

حديقة الأزهر ليست فقط واحة خضراء في وسط القاهرة، بل هي أيضاً مركز ثقافي وسياحي يعكس تاريخ المدينة وتراثها الإسلامي.

تعتبر الحديقة مكاناً مثالياً للعائلات والأفراد الذين يبحثون عن الهدوء والجمال الطبيعي، كما تلعب دوراً هاماً في تحسين البيئة المحيطة من خلال توفير مساحة خضراء تساهم في تنقية الهواء وتقليل التلوث.

اظهار أخبار متعلقة



تظل حديقة الأزهر رمزا للتجديد والتطور في قلب القاهرة، وتذكيرًا دائمًا بأهمية الحفاظ على البيئة والاهتمام بالمناطق التاريخية. إنها ليست مجرد حديقة بل هي جزء من تاريخ المدينة ومستقبلها، وجهة يجب أن يزورها كل من يسعى للتمتع بالجمال الطبيعي واستكشاف التراث الثقافي لمصر.
شارك
التعليقات