وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الناس لديهم قصة عن شخص يتحدث أثناء نومه. وعلى الرغم من أنه أكثر شيوعًا عند الأطفال، إلا أن التحدث أثناء النوم يمكن أن يحدث في أي عمر. وقد أظهرت بعض الدراسات أن حوالي ثلثي البالغين يمرّون بفترة واحدة على الأقل من التحدث أثناء النوم.
التحدث أثناء النوم: اضطراب أم سلوك طبيعي؟
أشار الموقع إلى أن التحدث أثناء النوم لا يُعتبر اضطرابًا، بل يُعدّ سلوكًا طبيعيًا في نوم الإنسان. وتصنّف الجمعية الدولية لاضطرابات النوم التحدث أثناء النوم ضمن "الأعراض المعزولة والمتغيرات الطبيعية الظاهرة والمشاكل غير المحلولة". ويتم إدراجه ضمن فئة الشخير وبداية النوم (حركة الارتعاش المفاجئة التي يعاني منها بعض الأشخاص عند النوم أو الهزات الهيبناغوجية).
ومع أن التحدث أثناء النوم لا يُعدّ اضطرابًا، إلا أنه قد يكون له تأثيرات غير مرغوبة على جودة نوم الشخص الذي يعاني منه وكذلك الشخص الذي يشاركه نفس الغرفة أو السرير.
ووفقًا لمقال نُشر في مجلة "براين آند ديفالوبمنت"، فإن الأطفال يتحدثون بشكل شائع أثناء نومهم. يتحدث نصف الأطفال مرة واحدة على الأقل في السنة، بينما يتحدث ربعهم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وتقول الدكتورة جينيفر مارتن، أستاذة الطب ورئيسة الأكاديمية الأمريكية، إن معظم الأطفال يتعافون من نوبات التحدث الليلية، لكنها قد تتكرر لاحقًا بسبب الإجهاد أو قلة النوم.
ما الذي يقوله الناس أثناء نومهم؟
كشفت تسجيلات صوتية من دراسة نشرتها سنة 2017 مجلة "سليب" أن حوالي نصف حالات التحدث أثناء النوم تكون غير مفهومة. ووجدت الدراسة نفسها، من بين 3349 تسجيلًا مفهومًا، أن أكثر كلمة تم نطقها أثناء النوم هي "لا". وقالت الدكتورة مارتن إن فكرة أن الناس يقولون الحقيقة أثناء نومهم هي في الغالب خرافة.
اظهار أخبار متعلقة
وقد وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "سليب" سنة 2009 أن بعض الناس يتحدثون أثناء أحلامهم ويقولون جملًا تتوافق مع ما يتذكرونه من أحلامهم. مع ذلك، قالت الدكتورة مارتن إن معظم حالات النوم والتحدث لا علاقة لها بالأحلام، حيث تحدث في مراحل النوم التي يكون فيها الناس أقل عرضة للحلم.
لماذا نتحدث أثناء نومنا؟
ذكر الموقع أنه لا يزال الباحثون لا يعرفون بالضبط ما الذي يسبب التحدث أثناء النوم، لكن يمكن أن تقدم الدراسات التي تقيس نشاط الدماغ بعض الأفكار.
بحسب رئيس قسم الأعصاب في مايو كلينك، سيث لويس، فإن التحليلات الحديثة أظهرت أوجه تشابه بين التحدث أثناء النوم والكلام الطبيعي أثناء اليقظة. وقد أظهرت أبحاث اللغة، مثل مقال يعود لسنة 2017 في مجلة نُشر في مجلة "سليب" أن خصائص التحدث أثناء النوم (اللغة، والأنماط، والقواعد النحوية، والدلالات) تتبع نفس قواعد كلام الناس أثناء النهار، ما يجعلها مفهومة. وأضاف سيث لويس أن هذه الاكتشافات ساعدت علماء الأعصاب على فهم المزيد عن الدماغ أثناء النوم ووظيفة النوم.
وأورد الموقع أنه قد يكون الحديث أثناء النوم مرتبطًا بتقوية الذاكرة، عندما يقوم الدماغ النائم بإعادة النظر في تجاربه لربط التجارب المهمة بالذاكرة طويلة المدى. كما أن الحديث أثناء النوم قد يكون في بعض الأحيان إعادة لفظية للذكريات التي يراجعها الدماغ في ذلك الوقت.
وقالت مارتن إن سبب التحدث أثناء النوم قد يكون مختلفا لدى الأطفال والبالغين. ويعتبر الحديث أثناء النوم وسلوكيات النوم غير العادية الأخرى أكثر شيوعًا عند الأطفال، ويمكن أن تكون جزءًا من "تعلم الدماغ عند الطفل"، وقد يكون مرتبطًا أيضًا بمراحل نمو الدماغ أثناء الطفولة.
هل يمكننا منع التحدث أثناء النوم؟
أوضح الموقع أن التحدث أثناء النوم يعتبر بشكل عام سمة غير ضارة، ولكنه يمكن أن يكون مزعجًا لأي شخص على مرمى السمع. ففي دراسة نشرت سنة 2017، تضمنت ما يقارب الـ10 بالمئة من حالات التحدث أثناء النوم شتائم وألفاظ نابية.
اظهار أخبار متعلقة
ولمنع شخص ما من التحدث أثناء نومه، توصي مارتن بدفعه قليلاً، موضحة أن هذا الدفع اللطيف العرضي يمكن أن يوقف هذا السلوك.
وبينت مارتن أن التحدث أثناء النوم، إلى جانب سلوكيات النوم الأخرى مثل المشي والشخير، يميل إلى التفاقم عندما يفتقر الناس إلى النوم. وبحسب مارتن، فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يساعد على تقليل تكرار هذه الظاهرة. وهذا يعني أن البقاء مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل للسماح لشريكك بالنوم أولاً قد يؤدي في الواقع إلى تفاقم مشكلة التحدث أثناء النوم.