وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الأحلام المتكررة ظاهرة منتشرة بشكل كبير، حيث تُظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 75 بالمئة من البالغين يرون حلماً متكررًا مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم.
وتتنوع هذه الأحلام، ففي بعض الأحيان تكون متطابقة تقريبًا في كل مرة، وأحيانا قد تتضمن مواضيع أو أماكن أو شخصيات متكررة.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أن هذه التقلبات في الأحلام المتكررة هو ما يميّز هذه الظاهرة عن ظاهرة الأحلام السيئة الناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة، وهي حالة نفسية يستعيد فيها الأشخاص ذكريات محددة من حياتهم في اليقظة مع اختلافات أقل بكثير أثناء النوم.
التحيز السلبي
وأضاف الموقع أن الخبراء مازالوا غير متأكدين من سبب حدوث الأحلام المتكررة، لكن الدراسات الحديثة تعزز الفكرة السائدة بأن الأحلام المتكررة غالبًا ما تكون أحلامًا سيئة. ففي استطلاع أجراه مايكل شريدل، رئيس مختبر النوم في المعهد المركزي للصحة العقلية بألمانيا، سنة 2022، أشار المشاركون البالغون إلى أن الأحلام المتكررة كانت "ذات طابع سلبي" في ثلثي المرات.
وغالبًا ما تضمنت تلك الأحلام مواضيع مثل التعرض للمطاردة أو الهجوم، أو الوصول إلى مكان ما في وقت متأخر أو الفشل في شيء ما. في المقابل، تضمنت الأحلام الإيجابية المتكررة مواضيع مثل الطيران أو اكتشاف غرفة جديدة في منازلهم.
ويقول البروفيسور إن الأحلام عادةً ما تبالغ في تصوير شيء ما في حياتنا الحقيقية، حتى لو كان شعورا عابرا أو موقفا بسيطا نشعر بالعجز عن تغييره.
ويقدم علم النفس وعلم الأعصاب توضيحات إضافية. على سبيل المثال، نحن عرضة لما يُعرف بالتحيز السلبي: وهو الميل إلى التركيز على الأفكار أو المشاعر أو التفاعلات الاجتماعية السلبية أكثر من التركيز على الأفكار الإيجابية، وهذا السلوك متجذر في حاجتنا اللاشعورية لحل المواقف السلبية. وقد يتفاقم التحيز السلبي أثناء النوم لأن الدماغ يخمد المناطق المرتبطة بالتفكير المنطقي وينشط الأجزاء المرتبطة بالعاطفة، مما يضعف الحاجز بين أفكارنا ومشاعرنا.
أوقات الكوارث
وتقول ديردري لي باريت، الباحثة في مجال الأحلام ومؤلفة كتاب "الأحلام الوبائية" الصادر سنة 2020، إن الأشخاص الذين يعيشون في ظل كوارث محلية أو عالمية غالباً ما يعانون من زيادة "مذهلة" في الأحلام المتكررة ذات الطابع السلبي.
وخلال جائحة كورونا، جمعت باريت أكثر من 15,000 تقرير عن الأحلام، وأظهرت أن الأحلام المتكررة التي تتضمن الخوف والمرض والموت كانت شائعة في أحلام الناس في ذلك الوقت بمقدار مرتين إلى أربع مرات أكثر مما كانت عليه قبل الجائحة.
اظهار أخبار متعلقة
وقد وجدت باريت أن الأحلام كانت أكثر حبكة وأكثر إثارة للخوف والقلق في بداية الجائحة، وبمرور الوقت تحولت الأحلام إلى مواقف أقل رعبًا.
وأشارت باريت إلى أن تلك الأحلام ترتبط إلى حد ما بما يحدث في حياتنا اليومية، أو ما يُعرف بـ"فرضية الاستمرارية"، حيث يعالج وعيك الليلي المشاعر التي لم يستطع معالجتها في النهار.
السيطرة على الأحلام المتكررة
ويؤكد الخبراء أن الأحلام السلبية المتكررة ظاهرة شائعة وطبيعية، وأن هناك خطوات عملية للسيطرة عليها، مثل العلاج بالتخيلات المتكررة، أي إعادة تخيل الكوابيس قبل النوم مع التفكير في نهايات سعيدة.
كما يوصي بعض الباحثين بتعزيز عادات النوم الإيجابية، من خلال وضع جدول نوم ثابت، والحد من استخدام الشاشات، وتجنب الكافيين ليلا، مما يقلل من احتمالات التوتر قبل الاستغراق في النوم.