وقالت مؤلفة الدراسة مونيكا كوزلوفسكا، من جامعة Wroclaw في بولندا: "عندما يكون الرجل قصير القامة، فقد يصبح صاحب شخصية قوية".
وأضافت: "يمكن للأشخاص الأقصر الذين لديهم سمات مثل السيكوباتية استخدامها لإجبار الآخرين على احترامهم، وإثارة إعجاب شركاء حياتهم".
اظهار أخبار متعلقة
وربطت كوزلوفسكا بين هذه الصفات وما يسمى بـمتلازمة "نابليون". وهو "الموقف الاستبدادي أو العدواني الذي يظهر به الأشخاص قصار القامة".
وتم تسميته هذه "العقدة النفسية" على اسم الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت، الذي ورد أنه كان قصير القامة ولم يتجاوز 1.69 مترا في روايات تاريخية مختلفة، وسخرت منه الصحف البريطانية بسبب طوله خلال الثورة الفرنسية، كما صوره أعداؤه على أنه رجل غاضب يسعى إلى السلطة والحرب، حيث ارتبط قصر قامته "المزعوم" بهذه الخصائص.
عقدة نفسية
و"عقدة نابليون" أو "متلازمة نابليون" أو "متلازمة الرجل القصير" هي اضطراب نفسي، ينسب عادة إلى الناس قصار القامة، وهو التميز بسلوك اجتماعي مفرط العدوانية أو الاستبدادية، للتعويض عن أوجه القصور الجسدي أو الاجتماعي للشخص.
وبحسب مصادر عدة، فقد كان طول نابليون لا يتجاوز 1.69 مترا، وهو طول الفلاح الفرنسي البسيط، لكنه قصير مقارنة بالشخصيات الأرستوقراطية، والضباط بالجيش في ذلك الوقت، ومن روج ذلك هو الدعاية البريطانية.
اظهار أخبار متعلقة
وروج البريطانيون أن نابليون كان يسعى للتعويض عن قصر قامته بالسعي إلى الحروب، والسلطة، والفتوحات، وشنوا حملة دعائية عليه من خلال الفن، والمطبوعات، خلال حياته وبعد وفاته.
تضارب الدراسات
وفي سياق تعليقه على هذا الاضطراب النفسي، أبدى الباحث بكلية الدراسات العليا بجامعة عين شمس، أحمد أمين، تحفظه على مثل هذه الدراسات وما جاء بها، مشيرا إلى أن ما يصدق على البعض ليس بالضرورة يصدق على الآخرين، خاصة مع اختلاف المجتمعات والبيئات التي ينشأ فيها الأفراد وطريقة تعامل كل مجتمع مع أبنائه، سواء طوال القامة أو قصار القامة، مؤكدا وجود تضارب في الدراسات المتعلقة بهذا الأمر.
وأكد أمين في حديثه لـ"عربي21 لايت" أن هنالك دراستين متناقضتين في هذا السياق، الأولى تعود إلى عام 2007، أجرتها جامعة سنترال لانكشاير أكدت أن "عقدة نابليون" من المرجح أن تكون أسطورة واكتشفت أن الرجال قصار القامة كانوا أقل عرضة لفقدان أعصابهم من الرجال ذوي الطول المتوسط.
اظهار أخبار متعلقة
وتضمنت الدراسة تجربة لمبارزة بالعصي، حيث قام المشاركون بضرب الطرف الآخر على المفصل بشكل متعمد، وتبين أن الرجال الأطول كانوا أكثر عرضة لفقدان أعصابهم والرد.
وفي المقابل قالت دراسة أخرى العكس، في عام 2018، حيث وجد عالم النفس التطوري، مارك فان فوجت، وفريقه في جامعة أمستردام الحرة أدلة على "عقدة نابليون" في الذكور من البشر، وعدوانية أكثر لدى قصار القامة خلال التفاعل مع الرجال الأطول منهم، وهذا يدل على تناقض في الدراسات حول الموضوع.