"الفسيخ" وجبة الفلسطينيين الأولى في صباح عيد الفطر.. تعرف عليه (شاهد)

فسيخ (1)
يتم العمل على الفسيخ قبل عيد الفطر بأيام أو أشهر- (عربي21 لايت)
  • أحمد صقر
  • الثلاثاء، 18-04-2023
  • 01:24 م
قبيل حلول عيد الفطر المبارك، تقوم العديد من العائلات الفلسطينية بشراء أو صناعة السمك المملح، أو ما يعرف بـ"الفسيخ"، وهي وجبة الإفطار التي لها مكانة متميزة لدى الفلسطينيين في أول أيام عيد الفطر السعيد.

 وفي جولة ميدانية في أسواق غزة الشعبية، يشاهد المتسوق العديد من "البسطات" المنتشرة على امتداد السوق، والتي تحتوي على العديد من أنواع سمك "الفسيخ"، الذي هو الطبق الأول على وجبة الإفطار في عيد الفطر، بجانب طبق "الطشطاش" الذي يحضر عبر طبخ الطماطم والفلفل والبصل، للتخفيف من ملوحة السمك، وعند بعض العائلات تقدم طبخة "السماقية" إلى جانب "الفسيخ" الذي يعتبر "ملك المائدة" في هذا اليوم.

اظهار أخبار متعلقة


وعن الطريقة المفضلة والمعتمدة لصناعة "فسيخ" عالي الجودة، أوضح صاحب مصنع محلي لصناعة السمك المملح، الحاج إياد صالح خضير "أبو محمد" (50 عاما)، والذي يعمل في هذه المهنة منذ 30 عاما، أن "صناعة "الفسيخ" تمر بالعديد من المراحل: الأولى؛ غسل السمك وخاصة المجمد، وتنظيف الخياشيم من الدماء، ومن ثم تمليح خيشوم السمك، لتفادي أي روائح مزعجة".






والمرحلة الثانية بحسب حديثه لـ"عربي21 لايت": "يتم وضع السمك في براميل؛ حيث توضع طبقة من السمك وفوقها طبقة من الملح وهكذا حتى آخر البرميل، مع جعل آخر طبقة من ملح بسمك 5 سم، وهذه تسمى "فرشة ملح"، وبعد ذلك يتم إغلاق البراميل بشكل محكم جدا، ويوضع في منطقة معتمة بعيدا عن ضوء الشمس".

والمرحلة الثالثة؛ "تكون قبل العيد بنحو 5 أيام، حيث يتم إخراج السمك المملح، ويكون مثل المخلل، حيث تفقد السمكة الماء بعد وضعها في الملح وتظهر مملحة بشكل جاف، مع فقدان جزء من وزنها".

اظهار أخبار متعلقة


 وتابع: "بعد إزالة السمك من البراميل وتصفيته من الماء، يتم وضع الملح الذي يحتوي على صبغة صفراء من أجل إزالة باقي الماء في السمكة إن وجد، وبذلك يكون جاهزا للبيع والاستخدام بعد وضعه في الماء من أجل تخفيف ملوحته، كي نتمكن من أكله، بجانب "الطشطاش" أو "السماقية"، والبعض يفضل أكل الكبدة مع الفسيخ.





 وحول أنواع السمك المفضلة في صناعة "الفسيخ"، ذكر خضير أن سمك "البوري" يأتي في المقام الأول ويليه "الجرع"، ثم تأتي بعد ذلك العديد من الأنواع المتداولة في السوق من مثل؛ "الدنيس"، "الفريدة"، "السردين" الكبير، إضافة لوجود أنواع أخرى مثل السمك المدخن يطلق عليها اسم "الرنجة".

وبين أن فترة التمليح تعتمد على نوع السمك المستخدم؛ فسمك "البوري"، يجب أن يوضع في الملح قبل 3 أشهر من عيد الفطر؛ أما "الجرع" فيحتاج إلى 40- 30 يوميا كي ينضج، وذلك على حسب حرارة الجو؛ عندما تكون حرارة الجو مرتفعة من الممكن أن ينضج "الجرع" في 25 يوما، أما باقي الأنواع المستخدمة فتحتاج إلى 20- 25 يوما فقط، لأنها أصغر حجما.

 وأفاد بأن أسعار السمك المملح متفاوتة؛ فـ"البوري" مثلا يبلغ سعر الكيلو منه تقريبا 30- 35 شيكلا (دولار=3.65 شيكل)، و"الجرع" 20- 25 شيكلا، و"الدنيس" 15 شيكلا، و"السردين" 10- 12 شيكلا.



وفي نهاية حديثه لـ"عربي21"، نوه "أبو محمد" الذي عبر عن حبه وعشقه لمهنته هذه، إلى أن "العائلات الفلسطينية تحرص كثيرا على تحضر سمك "الفسيخ"، لافتا إلى أنه يشعر بسعادة ومتعة كبيرة عندما يعبر له الناس عن رضاهم من جودة "الفسيخ" الذي يحضره، وخاصة أولئك الذين يعتمدون عليه منذ 30 عاما في توفير السمك المملح لهم.

 وأشار إلى أن لمة العائلة صباح العيد حول مائدة الإفطار مع وجود الأبناء والأحفاد، وبحضور طبق "الفسيخ" لها "رونق خاص، حيث تجتمع العائلة في أجواء جميلة، حتى إن بعض الزوار في العيد يطلبون أكل "الفسيخ"، ومن ثم نذهب سويا لزيارة الأرحام والأقارب".
شارك
التعليقات