وتعتمد مدة الصلاحية الدقيقة على العلامة التجارية، حيث يمكن أن تدوم زجاجة "فيجي" على سبيل المثال لمدة عامين، في حين أن عبوات "نستله بيور لايف" تعتمد مدة صلاحية لثلاثة أشهر فقط.
على مدار الـ 21 عامًا الماضية، كان موقف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هو أن المياه المعبأة يمكن أن تدوم إلى أجل غير مسمى إذا قمت بتخزينها بشكل صحيح.
ومع ذلك، فإن المياه المخزنة بشكل غير صحيح لا يمكن أن يتغير طعمها فحسب، بل يمكن أن تصبح سامة أو ملوثة بمرور الوقت.
تصبح المياه المعبأة قديمة، عندما تبدأ العلبة البلاستيكية في التدهور، ما يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية مجهرية فيها إلى الماء. وهذه المركبات قد تجعل مذاق الماء مثل الدواء أو الكلور، كما يقول بريان كووك لي، وهو كيميائي غذائي ومؤلف كتاب 150 سؤالًا في علوم الغذاء.
اظهار أخبار متعلقة
جميع العلب البلاستيكية المعبأة تطرح القليل من المواد الكيميائية، بسبب ملامستها للماء فقط. وبعض هذه المواد الكيميائية أكثر سمية من غيرها، مثل الأنتيمون، وهي مادة كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالمعدة والأمعاء، وإسترات الفثالات التي يمكن أن تعطل نظام الغدد الصماء.
تطلق العلب الزجاجية استرات الأنتيمون والفثالات أقل من العلب البلاستيكية. لكن معظم علب المياه مصنوعة من بلاستيك البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، والذي يميل إلى إطلاق معظم الأنتيمون من بين جميع المواد المستخدمة الشائعة.
ولكن حتى علب البولي إيثيلين تيريفثالات لا تطلق مواد كيميائية كافية لجعل الماء بداخلها سامًا. إلا أنه وبمرور الوقت، يصل الماء والعلبة إلى توازن كيميائي، لذلك لا توجد سوى كميات ضئيلة من المركبات في مشروبك.
يمكن أن يؤثر مكان تخزين المياه أيضًا على طعم الماء. وفقًا للجمعية الدولية للمياه المعبأة، فإن الحاويات البلاستيكية قابلة للاختراق قليلاً، ما يعني أن جزيئات الهواء قد تنتقل داخل الزجاجة وخارجها.
اظهار أخبار متعلقة
إذا قمت بتخزين المياه المعبأة بجانب دلو من طلاء المنزل أو منظف المصرف على سبيل المثال، فإنه يمكن للأبخرة المتطايرة من تلك المذيبات المنزلية أن تتسلل إلى الزجاجة وتغير نكهة ما بداخلها.
تشير الدراسات حتى الآن إلى أن كمية المواد الكيميائية في المياه منتهية الصلاحية عادة ما تكون أقل من الحدود التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء، ما دمت قمت بتخزين العلبة في مكان بارد ومظلم.
تظهر الأبحاث أن علب PET التي تم تسخينها بعد 86 درجة فهرنهايت يمكن أن تطلق كمية زائدة من إسترات الفثالات. ويمكن للزجاجات التي يتم تسخينها بعد 140 درجة فهرنهايت أن تطلق مستويات خطيرة من الأنتيمون.
لذا في حين أن علب الماء منتهية الصلاحية من الثلاجة قد تكون آمنة للشرب، فإن العلب التي نسيتها في صندوق سيارتك الساخن أو على الرف المشمس ربما ليست آمنة.
في حالات نادرة، يمكن أن يأتي الطعم القديم للماء منتهي الصلاحية من الكائنات الحية الدقيقة. ومع أنه تخضع شركات المياه المعبأة لعمليات صارمة للحفاظ على منتجاتها صحية، إلا أنه يمكن أن تحدث بعض الحوادث.
على سبيل المثال، في أبريل 2016، استلمت بعض المكاتب التجارية في إسبانيا مياه الينابيع المعبأة والملوثة بالنوروفيروس. أكثر من 4000 شخص أصيبوا بأعراض التهاب المعدة والأمعاء مثل القيء والحمى.
بالإضافة إلى الفيروسات، يمكن أن تنزلق الخمائر والعفن والبكتيريا إلى العلب، غالبًا في أثناء عملية التغليف أو النقل. إذا شربت العلبة على الفور، فمن المحتمل ألا يكون لدى الميكروبات الوقت للتكاثر إلى حد كبير.
ولكن إذا تركت زجاجة في ضوء الشمس لفترة طويلة، فسوف تخلق بيئة دافئة ومستقرة لها لتتكاثر.
يقول كووك لي إن المياه الملوثة يمكن أن يكون لها نكهات متعفنة أو حامضة أو فاسدة. إذا كان مذاق الماء مثل مذاق مياه المستنقع، فقد يؤدي شربها إلى إصابتك بالمرض.
يعتمد مدى المرض على جهازك المناعي والميكروبات الموجودة في الماء. في حين أن بعض الميكروبات قد تسبب لك الحمى أو اضطراب في المعدة فقط، إلا أن البعض الآخر قد يصيبك بإسهال شديد يؤدي لدخولك المستشفى.
حتى لو كانت العلبة خارجة لتوها من المصنع، لا ينصح الخبراء بإعادة استخدامها ما لم يكتب على العبوة.؛ حيث إنه يمكن للجراثيم من أصابعك وفمك أن تستعمر العلبة، وتتحول إلى خطر صحي بحلول الوقت الذي تقرر فيه إعادة ملء العلبة مرة أخرى.