وتحوم حول مشروبات الطاقة الكثير من علامات الاستفهام عن الآثار الصحية الضارة المرتبطة بها، ومدى كونها مفيدة حقا للجسم.
عرف الرومان القدماء مشروبا يمكن وصفه هذه الأيام بمشروب الطاقة، لكنه لم يكن وقتها كذلك بل كان مشروبا صحيا عاديا يتناوله الجنود، وحتى العبيد، للحفاظ على صحتهم.
كانت الخلطة الرومانية عبارة عن بعض النبيذ، والخل، والعسل، والتوابل لا سيما "الكزبرة" وكان اسمه "بوسكا".
تقول المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، إن مشروبات الطاقة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1949 باسم "د. إينوف".
على جانب آخر من العالم وُلد مشروب طاقة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1962، حيث أنتجت شركة "تايشو" للأدوية "ليبوفيتان-د"، الذي يشبه طعمه دواء السعال وصمم في الأصل لسائقي الشاحنات وعمال المصانع الذين يحتاجون إلى البقاء مستيقظين في نوبات العمل الطويلة.
والمكون الرئيسي للمشروب كما هو حال مشروبات الطاقة الشهيرة هو التورين، مع تحذير على العبوات ينص على أنه لا ينبغي للأشخاص استهلاك أكثر من 100 ملغ من التورين يوميًا.
وفي عام 1976 دخل "كراتينج داينج" التايلندي السوق على شكل مشروب طاقة، وحظي بشعبية واسعة وأصبحت له سوق كبيرة في السوق الآسيوية، ومنه اشتق مشروب "ريد بول" عام 1987 بالشراكة مع مليونير نمساوي أعجبه المشروب الأصلي.
سوق كبيرة
من المتوقع أن يرتفع الحجم العالمي لقطاع مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية بشكل مستمر ومن المتوقع أن يصل حجم الاستهلاك إلى 30.5 مليار لتر في عام 2027.
وفقًا لتوقعات سوق المستهلك بلغت إيرادات الطاقة والمشروبات الرياضية المباعة في جميع أنحاء العالم ما يقرب من 159 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن ترتفع إلى ما يزيد قليلاً عن 233 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.
وتجاوز الاستهلاك السنوي لمشروبات الطاقة في عام 2013 ما مجموعه 5.8 مليارات لتر في حوالي 160 دولة حول العالم. وبلغ إجمالي القيمة السوقية المقدرة لسوق التجزئة في الولايات المتحدة على سبيل المثال حوالي 12.5 مليار دولار أمريكي في عام 2012.
اظهار أخبار متعلقة
وتستهدف مشروبات الطاقة بالأساس فئة الشباب، والمراهقين، والرياضيين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تتراوح أعمار ثلثي مستهلكي مشروبات الطاقة بين 13 و35 عاما وفي المملكة العربية السعودية قال نصف طلاب الجامعات في استطلاع للرأي إنهم يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل منتظم.
وبالإضافة إلى كمية الكافيين الكبيرة في علب مشروبات الطاقة، تحتوي هذه المشروبات على كمية كبيرة من الجلوكوز، ومن بين المكونات الشائعة بين الأنواع العديدة للمشروبات؛ حمض التورين، وفيتامين ب، والجينسنغ، من بين مكونات أخرى.
المكون السحري "التورين"
بحسب الأخصائية الغذائية في عيادة "مايو كلينيك" الشهيرة، كاثرين زيراتسكي، يعتبر حمض التورين مادة مهمة في العديد من عمليات الأيض التي تحدث في الجسم. ويُعتقد أن لمادة التورين خصائص مضادة للأكسدة. لكن لا يُعرف إلا القليل عن آثار استخدام مادة التورين المكمّلة على المدى الطويل.
وتوجد مادة التورين بصورة طبيعية في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان وحليب الأم، وهي متوفرة أيضًا في صورة مكمل غذائي. وأوضحت بعض الدراسات أن مادة التورين قد تُحسن من الأداء الرياضي.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت دراسة واحدة أن الأشخاص المصابين بفشل القلب الاحتقاني ممن يتناولون مادة التورين في صورة مكملات ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوعين أظهروا تحسنًا في قدرتهم على أداء التمرينات.
وتوضح دراسات أخرى أنه عند جمع مادة التورين مع الكافيين فإنها تحسن الأداء الذهني. ومع ذلك، يتطلب الأمر إجراء أبحاث أكثر، وتبقى هذه النتيجة جدلية، والأمر كذلك بالنسبة لاستخدام مادة التورين في مشروبات الطاقة.
إشاعة "مني" الثيران
انتشرت إشاعة بشكل واسع جدا تقول إن مادة التورين الموجودة في مشروبات الطاقة لا سيما "ريد بول" تستخلص من الحيوانات المنوية وخصيتي الثيران، الأمر الذي دفع الشركة إلى الرد على الإشاعة بشكل رسمي.
وقالت الشركة على موقعها الرسمي إن مادة التورين المستخدمة في مشروباتها ليست حيوانية الأصل، بل مركبة صناعية من قبل شركات صيدلانية.
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت الشركة إلى أن التورين هو حمض أميني موجود طبيعيا في جسم الإنسان بالأصل، ويتركز في العضلات، والدماغ، والقلب، والدم.
ولفتت إلى أنه موجود طبيعيا في المحار، والأسماك، والدواجن، ومعظم أنواع حليب الأطفال أيضا.