وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن شبح فيروس كورونا يطارد العالم منذ أربع سنوات، وقد قتل ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. مع ذلك، لا تزال تأثيرات الجائحة على المدى الطويل غامضة؛ لأنه عندما يتعلق الأمر بفيروس جديد مثل سارس كوف-2، الذي يسبب مرض كوفيد-19، لا يزال أمام العلماء الكثير ليتعلموه.
ما نعرفه هو أن فيروس كورونا موجود ليبقى، وأن الإصابة به لا تمنح الناس مناعة دائمة. بعد مرور أربع سنوات على انتشار الوباء، يعرف الباحثون والأطباء أن الناس يصابون بعدوى متعددة، لكن العواقب طويلة المدى للإصابة بالفيروس بشكل متكرر ليست واضحة بعد. ولحسن الحظ، لدى كل من الأفراد والحكومات استراتيجيات لتجنب بعض أنواع العدوى.
إظهار أخبار متعلقة
نقلت المجلة عن زياد العلي، عالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس، أنه "بغض النظر عن كيفية تقسيمها، ومهما كان التأثير الصحي على المدى الطويل الذي تنظر إليه، فإن خطر الإصابة مرة أخرى ليس صفرا. والحقيقة هي أننا، نعم، سئمنا وتعبنا من الفيروس، لقد سئمنا وتعبنا من الجائحة، لكن لا يزال هنا وما زال يصيب الناس".
في الولايات المتحدة وحدها، توفي أكثر من 1.1 مليون شخص بسبب كوفيد-19 منذ بدء الوباء، وذلك وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ولم تعد الوكالة تتبع العدوى على مستوى المجتمع، لكنها أفادت في منتصف كانون الثاني/ يناير بأن ما يصل إلى أربعة بالمائة من الوفيات على مستوى البلاد كانت ناجمة عن فيروس كورونا.
وأوضحت المجلة، أن العلماء كانوا يأملون في وقت مبكر أن يكون كوفيد هو نوع المرض الذي يساعد التطعيم أو العدوى على اكتساب مناعة ضده، تستمر لسنوات أو مدى الحياة.
لكن فيروس سارس كوف-2 كان له خطط أخرى، حيث يجعلك التطعيم والعدوى أقل عرضة للإصابة بالفيروس والإصابة بحالة خطيرة، لكن هذه الحماية تتضاءل بمرور الوقت.
أكد جيمي رايلانس، وهو طبيب في فريق الإدارة السريرية لمنظمة الصحة العالمية، بأن "عدوى واحدة تحميك من العدوى المستقبلية"، ولكن ليس بشكل كامل. يتحور فيروس سارس-كوف-2 بسرعة، لذلك لا يستطيع الجهاز المناعي للشخص بالضرورة محاربة عدوى جديدة بشكل كامل، حتى لو كان مهيئا بنوبةٍ حديثة من سلالة مختلفة. وينطبق الأمر نفسه على اللقاحات. وعلى الرغم من أن الجرعات الأولية والمعززة تساعد جهاز المناعة لدى الشخص على الاستجابة بشكل أكثر فعالية للعدوى، وتقليل احتمالات الإصابة بحالة خطيرة من فيروس كورونا، إلا أن لقاحات فيروس كورونا الحالية لا يمكنها منع العدوى بشكل كامل.
إظهار أخبار متعلقة
وأوردت المجلة أن ما يزيد الأمور تعقيدا، أن فيروس كورونا غالبا ما يسبب عدوى دون أعراض، مما ساعد الفيروس على الاستمرار في الانتشار في وقت مبكر من الوباء، حتى في الأماكن التي أنشأت فيها الحكومات بروتوكولات احتواء صارمة نسبيّا. وبعد مرور أربع سنوات على انتشار الجائحة، أصبح عدد كبير من الأشخاص يجرون اختبارات الكشف عن كوفيد-19 بشكل أقل، وتغفل الاختبارات العديد من الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، مما يزيد من صعوبة التعرف عليها؛ لذلك من المحتمل أن يكون الناس قد أصيبوا بالعدوى مرات أكثر مما يعرفون.
ونقلت المجلة عن ماريا فان كيرخوف، المديرة المؤقتة لقسم التأهب للأوبئة والأوبئة والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية: "لا نعرف عدد المرات التي نتعرض فيها للإصابة مرة أخرى؛ لأننا نتمتع ببعض الحماية من التطعيم أو حتى من العدوى السابقة".
وأكدت أننا "نعلم أنه عندما يدخل الفيروس إلى الجسم، فإنه يؤثر على أعضاء متعددة".
ونوهت المجلة بأن الجمع بين الأدلة على فيروس كورونا والتأثيرات طويلة المدى للفيروسات الأخرى، يرسم صورة قاتمة لما قد يعنيه التعرض لعدوى فيروس كورونا بشكل منتظم. قال أفيندرا ناث، طبيب الأعصاب في المعاهد الوطنية للصحة، الذي قاد الأبحاث حول مرض كوفيد طويل الأمد وغيره من حالات ما بعد الفيروس؛ إنه "في كل مرة تصاب فيها بكوفيد، فإن ذلك يضر بالجسم بطريقة ما". على سبيل المثال، يمكن للعدوى الرئوية أن تترك تليّفات في الرئتين أو تؤدي إلى جلطات الدم، وفيروس كورونا قد يتداخل مع جهاز المناعة نفسه.
وأشار ناث إلى أن "الأغماد الواقية للعديد من الفيروسات تشمل مناطق يمكن أن تتداخل مع جهاز المناعة. بشكل منفصل، وجدت إحدى الدراسات التي تابعت المشاركين بعد الإصابة بالأنفلونزا، أنه في حوالي 30 بالمائة من الأشخاص، ظل جهاز المناعة ضعيفا إلى حد ما بعد شهرين". ونظرا لأن فيروس كورونا لا يزال جديدا نسبيّا، ليس لدى العلماء أي فكرة واقعية عما يحدث بعد 10 أو 20 أو حتى 30 عاما من الإصابة به، ناهيك عن النوبات المتعددة. ويقول فان كيرخوف: "ما نحتاج إلى تتبعه هو مضاعفات وظيفة الرئة ووظيفة القلب بعد خمس سنوات من الآن، أو بعد 10 سنوات من الآن".
إظهار أخبار متعلقة
يمكن لبعض الفيروسات أن تختبئ في الجسم وتظهر بعد عقود من الإصابة الأولية لتسبب مشاكل جديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن للفيروس الذي يسبب جدري الماء أن يؤدي إلى الإصابة بالقوباء المنطقية بعد سنوات عديدة. وقد اكتشف العلماء مؤخرا أن الإصابة بفيروس إبشتاين-بار الشائع، يزيد بشكل خطير من خطر إصابة الشخص بمرض التصلب المتعدد الناجم عن اضطراب المناعة الذاتية.
وذكرت المجلة أن كوفيد أظهر بالفعل قدرته على التسبب في ضرر دائم في شكل مرض كوفيد طويل الأمد، الذي يمكن أن يشمل التعب المنهك ومشاكل التنفس وصعوبة التفكير ومشاكل الجهاز الهضمي، ومجموعة واسعة من الأعراض الأخرى. واعتبارا من منتصف سنة 2023، أثّر فيروس كورونا الطويل على 11 بالمائة من الأمريكيين الذين أبلغوا عن إصابة سابقة، وهو انخفاض ملحوظ عن السنة السابقة.
وخلصت المجلة إلى أن العلماء لا يزالون يسعون إلى تحديد الأسباب التي تسبب كوفيد طويل الأمد، ولكن من الواضح أن الأشخاص يمكن أن يصابوا بالحالة بعد عدة إصابات، وليس فقط من أول إصابة بكوفيد.