ويجد الأجداد والجدّات في بعض الأحيان، أنه من الصعب عليهم فهم هزل أحفادهم ونكاتهم، حيث تشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذا الأمر هو مجرد شيء طبيعي مع التقدم في العمر.
اظهار أخبار متعلقة
وأظهرت الدراسة الحديثة أن قدرة الدماغ على إدراك الإشارات العاطفية في الأصوات بشكل صحيح تتراجع مع تقدمنا في العمر، كما يتأثر تحديد كل من المشاعر الإيجابية والسلبية، مما يجعل من الصعب على كبار السن التمييز بين النكتة والكلام الجاد.
من خلال ثلاث تجارب، وجد باحثون من جامعة إسيكس أن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أقل دقة في اكتشاف المشاعر مقارنة بمن هم في العشرينات من العمر. وعند الاستماع إلى الكلام، كان المشاركون قادرين فقط على تحديد مشاعر السعادة بشكل صحيح بنسبة 35%، مقارنة بنسبة 52% لدى الشباب.
كما سجل كبار السن درجات أقل في فهم مشاعر الاشمئزاز والغضب.
وقالت الباحثة كونستانتينا مالتيزو- باباستايلونو: "كيفية قولنا للأشياء ونبرة صوتنا لا تقل أهمية عما نقوله بالفعل".
اظهار أخبار متعلقة
وتضيف الباحثة: "لا أستطيع عد المرات التي قلت لجدتي فيها العديد من النكات، والتي اكتشفت بعدها أنها كانت تعتقد أنني جادة، على الرغم من أن نغمة صوتي كانت نغمة هزلية".
وتشير الأبحاث إلى أن أحد تفسيرات عدم تطابق نيتنا العاطفية عند قولنا للشيء وكيف يتم استقباله بالفعل من قبل المستمع قد يكون بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في الدماغ مع تقدمنا في العمر بشكل طبيعي.
فحصت الدراسة، مجموعتين من المتطوعين مقسمين حسب العمر خلال سلسلة من التجارب. كانوا جميعهم يتمتعون بسمع جيد، وكانت اللغة الإنجليزية لديهم هي اللغة الأم. تم تقسيمهم إلى مجموعات بمتوسط عمر 67 و21 عامًا.
وعلى مدار ثلاث تجارب، تم تشغيل 196 جملة على 117 شخصا وطلب منهم الحكم على العاطفة الكامنة وراء هذه الجمل. كما طلب من المستمعين تحديد المشاعر التي تم تمثيلها في نبرة صوت المتحدث.
بشكل عام، حققت المجموعة الأصغر سنًا معدل نجاح بنسبة 76%، في حين أن المشاركين الأكبر سنًا حققوا 69%.
ويعتقد أن الانخفاض يرجع إلى حد كبير إلى التغيرات الطبيعية في الدماغ المرتبطة بالشيخوخة، وسوف تكتشف المزيد من الأبحاث الآن سبب فقداننا القدرة على فهم النية العاطفية لشخص ما مع تقدمنا في العمر.
وقالت مالتيزو- باباستايلونو: "هذا البحث هو خطوة أخرى إلى الأمام في فهم كيفية تفسيرنا لتعبيرات المشاعر الصوتية مع تقدمنا في العمر".
يمكن أن يؤثر التعرف العاطفي من الصوت على العديد من جوانب الحياة ومن المهم وضع ذلك في الاعتبار عند التفاعل مع الآخرين، وخاصة مع كبار السن.
وتابعت: "نأمل في البناء على هذا البحث في المستقبل وتوسيع نطاق العمل للنظر في التركيبة السكانية والخصائص والشخصيات المختلفة".
وتم نشر البحث في مجلة PLOS One.
