"ولكن بعد اغترابي عن مصر، أسمع الأغنية مع كل ليلة عيد فأبكي من فرط الحنين للوطن والأهل والأحباب".
كانت تلك هي كلمات أسامة محمد، (30 عاما) المصري المقيم في إيطاليا، مضيفا في حديث هاتفي مع "عربي21 لايت"، أنه "مهما غنى المطربون عن ليلة العيد، فلن أسعد وأفرح وحتى أبكي إلا مع صوت أم كلثوم في ليلة العيد".
ولأن "أم كلثوم" (31 كانون الأول/ ديسمبر 1898- 3 شباط/ فبراير 1975)، مازالت متربعة على عرش الغناء العربي، فإنه برغم مرور نحو 8 عقود على أغنيتها الشهيرة "ياليلة العيد آنستينا"، تظل هي الأكثر تعبيرا عن تلك الليلة.
ولم تنجح محاولات الكثير من المطربين والمطربات في إزاحة تلك الأغنية عن عرشها، فيما جاءت مشاركات اللبنانيات صباح، ونور الهدى، وفيروز، لافتة لأنظار أي باحث في سجل أغاني التراث عن العيد.
"يا ليلة العيد أم كلثوم"
ورغم مرور 83 عاما على إنتاج "يا ليلة العيد آنستينا"، إلا أنها ظلت خالدة في العقل الجمعي للمصريين كبار السن منهم، وحتى مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب الذين قد لا تطربهم أم كلثوم.
وهنا تقول جنة، (15 عاما)، في حديثها لـ"عربي21 لايت": "لست من مستمعي أم كلثوم، ولكني ومنذ صغري ارتبطت لدي ليلة العيد بأغنية (ياليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا"، فأمي ترددها وأبي يعشقها، ولاحقا علمت أنها لأم كلثوم".
تلك الأغنية، قد تكون الأشهر والأقدم في التراث الغنائي المصري، حيث صنعها ثلاثي من أروع من قدم الغناء العربي، كتابة ولحنا، فهي من كلمات أحمد رامي، وألحان رياض السنباطي.
تلك الأغنية ولدت لتعيش طويلا حيث توفرت عناصر النجاح كاملة، حيث غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، لأول مرة عبر فيلمها الشهير "دنانير"، من إنتاج عام 1939، مع الفنان سليمان نجيب، وإخراج أحمد بدرخان.
كما كان غناء أم كلثوم، لتلك الأغنية، خلال حفل ساهر بالنادي الأهلي المصري 17 أيلول/ سبتمبر 1944، أمام الملك فاروق الأول، مع جلوسه على العرش سببا في إنعام ملك مصر على سيدة الغناء العربي بوسام "الكمال"، لتنال على إثره لقب "صاحبة العصمة".
ومن كلمات الأغنية: "ياليلة العيد آنستينا وجددت الأمل فينا ياليلة العيد، هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا، وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد، جمعت الأنس ع الخلان ودار الكاس على الندمان، وغنى الطير على الأغصان، يحيي الفجر ليلة العيد، ياليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا ياليلة العيد".
"أم كلثوم.. حبيبي يسعد أوقاته"
النجاح الباهر لـ"ياليلة العيد آنستينا"، دفع أم كلثوم، بعد 5 سنوات منها لتكرار تجربة الغناء للعيد، حيث قدمت عام 1944، من ألحان الشيخ زكريا أحمد، وكلمات بيرم التونسي، أغنية "حبيبي يسعد أوقاته"، لكنها لم تنل حظ سابقتها من الشهرة والاستمرار.
ومن كلماتها: "حبيبي حبيبي، زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد، زي القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد، زي القمر بس جماله كل يوم يزداد، وكل ما يهل هلاله تنعاد الأعياد، والليلة عيد ع الدنيا سعيد".
"نور الهدى.. هل هلال العيد"
نجاح أم كلثوم، في الغناء لليلة ويوم العيد، دفع الفنانة نور الهدي، أو ألكسندرا نقولا بدران، الممثلة والمغنية اللبنانية، (24 كانون الأول/ ديسمبر 1924، 9 تموز/ يوليو 1998)، للغناء لتلك المناسبة الدينية وبشكل خاص لهلال العيد.
قدم لها الفنان اللبناني أيضا فريد الأطرش، لحنا مبهجا من كلمات بيرم التونسي، نهاية أربعينيات القرن الماضي، فيما غنت نور الهدى، تلك الأغنية في فيلم "عايزة أتجوز" بطولة فريد الأطرش عام 1952، كما سجلها الأطرش بصوته.
ومن كلمات الأغنية: "هل هلال العيد عالإسلام سعيد، هل هلاله علينا مبارك شاكر فضل الله تبارك، متعنا ياهلال بأنوارك واطلع فوق وزيد، هل هلال العيد علينا مالي الدنيا فرحة وزينة وفيه البشرى لكل مدينة جاية في كل بريد".
"الثلاثي المرح.. أنوارك هلت"
لا يختلف متابع للحركة الفنية في مصر على أهمية ما قدمته فرقة "الثلاثي المرح"، من تراث غنائي في المناسبات الدينية، حيث ظلت أغاني الثلاثي "وفاء مصطفى"، و"صفاء يوسف"، و"ثناء الباروني"، الرمضانية تراثا باقيا حتى اليوم.
إظهار أخبار متعلقة
وعلى غرار أغنيتهم الشهيرة حول قدوم شهر "افرحوا يا بنات"، قدمت الفرقة الشهيرة التي ظهرت في خمسينيات القرن العشرين، واعتزل ثلاثيها في حقبة السيتينيات، طقطوقة "أنوارك هلت".
ومن كلماتها: "أنوارك هلت ع الدنيا وطلت، ماحلاها ياعيد، وقلوبنا إتهنت م الفرحة وغنت لك أحلى نشيد، أهلا بالعيد أهلا أهلا".
"حورية حسن.. ناعمة ياغريبة"
غنت المصرية حورية حسن، (9 آب/ أغسطس 1932- 8 حزيران/ يونيو 1994)، أغنيتين للعيد الأولى خاصة بكعك العيد، بعنوان: "يا ناعمة يا غريبة"، والثانية بعنوان: "يا جناين في العيد"، التي كتبها حسن السوهاجي، ولحنها محمد الشاطبي.
تقول كلمات الأولى: "يا ناعمة يا غريبة، يا فرحة وقريبة، أهو جانا العيد، أهو جانا العيد، واستقبلناه بقلوبنا الحلوة الطيبة".
"صباح.. بكرا بتشرق شمس العيد"
شحرورة لبنان، أو المطربة جانيت جرجس فغالي (10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1927- 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014)، يظل لها تراثها الخاص بالعيد، حيث قدمت أغنيتين شهيرتين بعنوان، "بكرا بتشرق شمس العيد" عام 1971، و"إيه ده كلو" من ألحان محمد الموجي.
تقول كلمات الأولى: "بكرا بتشرق شمس العيد، وبتبشر بنهار جديد، عيش اليوم وحب اليوم، اليوم بإيدك بكرا بعيد"، وهي الأغنية التي أعادت غناءها اللبنانية إليسا.
"فيروز.. أيام العيد"
وقدمت اللبنانية فيروز أو نُهاد حداد (مواليد 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935)، أغنية "أيام العيد" عام 1999، من ألحان الأخوين رحباني وتأليف سعيد عقل.
ومن كلماتها: "بهالعيد بدي قدم هدية، لا دهب لا ورود جورية، طالع عبالي ضم زهرة وقلب وقدمون للعيد عيدية.. يا عيد يا طالل مع الألحان، بالخير بزهور الهنا حليان".
"نجم وإمام.. ياهلال العيد"
وعلى الرغم مما تركه الشيخ إمام (2 تموز/ يوليو 1918- 7 حزيران/ يونيو 1995)، والشاعر أحمد فؤاد نجم (22 آيار/ مايو 1929- 3 كانون الأول/ ديسمبر 2013)، من تراث غنائي يميل إلى الطابع السياسي، إلا أنهما تركا قطعة فنية من اللحن والكلمات حول العيد.
إظهار أخبار متعلقة
الأغنية التي جاءت بعنوان "في نورك يا هلال العيد"، تقول بعض كلماتها: "في نورك ياهلال العيد، يطير بينا سفين عوام، على الأحلام يودينا، نمد جسور، نعدي بحور، مغطية في مركب نور، عليه الحور، مراكبية،. وييجي العيد، هلاله جديد، يلاقي الناس حزين وسعيد".
"ياسمين الخيام.. والليلة عيد"
على الرغم من اعتزال المطربة المصرية ياسمين الخيام، أو إفراج الحصري ( مواليد 18 آب/ أغسطس 1946)/ نجلة الشيخ محمود خليل الحصري، للغناء عام 1990 وارتداء الحجاب، إلا أن أغنيتها "اللية عيد"، نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ظلت باقية لليوم.
وذلك، لما فيها من بهجة وموسيقى لإبراهيم رأفت، وكلمات لعبدالوهاب محمد، ومنها: "زي النهاردة والليلة دي زي السنة دي ارتاح فؤادي، واللي فات قبل النهاردة واللي جاي بعد النهاردة، والليلة عيد د] الليلادي عيد".
" أغنية أهلا بالعيد مرحب بالعيد صفاء أبو السعود "
أخذت الفنانة الاستعراضية صفاء أبو السعود أغاني العيد إلى نطاق آخر، من الثبات إلى الحركة والاستعراض بمصاحبة الأطفال عبر فيديو كليب، يعد من الأكثر قبولا لدى فئات عديدة من المصريين.
صفاء أبو السعود، (مواليد 9 تشرين الأول/ أكتوبر 1950)، قدمت أغنية "أهلا بالعيد"، من كلمات عبدالوهاب محمد، وألحان جمال سلامة، وإنتاج التليفزيون المصري عام 1982، ومن إخراج المخرج شكري أبوعميرة.
ومع تكرار إذاعة الأغنية بشكل دوري في كل الأعياد، اختلط الأمر على كثير من الأجيال الحالية في فهم كلمات الأغنية، وخاصة الجزء الذي يقول: "سعدنا بيها"، حيث فهمها البعض على أنها: ""سعدنبية".
ومن كلماتها: " أهلا بالعيد، مرحب بالعيد، العيد فرحة، وأجمل فرحة، تجمع شمل قريب وبعيد، سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد، غنوا معايا غنوا، قولوا ورايا قولوا، كتر يارب في أفراحنا، واطرح فيها البركة وزيد".
"قنديل.. وأفراح العيد"
لم يغب المطرب الشعبي المصري محمد قنديل، عن تصدير الفرحة للمصريين بصوته في العيد، حيث قدم أغنية "أفراح العيد".
ومن كلماتها: "يا حبايب ياللي تحبونا بالعيد باركوا لنا وهنونا، الكل سعيد والإيد في الإيد شاركونا الأفراح شاركونا، لله كبرنا وصلينا وفرحنا بالعيد وزمانه، أدينا الفرض اللي علينا وشكرنا الله على أفضاله".
كما غنى أغنية "هلت الأفراح"، التي تقول كلماتها: "بالأماني والتهاني هلت الأفراح، أفراح هلت، هلت الأفراح ياعيد ياعيد، عيد مبارك هني جارك بالعيد السعيد".
"شريفة فاضل.. والله يامة على فستاني"
كما ظل صوتها هو آخر ما يسمعه المصريون في وادع رمضان، بأغنيتها الشهيرة "والله لسه بدري يا شهر الصيام"، قدمت الفنانة شريفة فاضل، (27 أيلول/ سبتمبر 1938- 5 آذار/ مارس 2023)، أغنية عن ملابس العيد، بعنوان: "الله يامة على فستاني".
"حكيم.. الليلة عيد"
ارتبط اسم المطرب الشعبي المصري حكيم، (7 تشرين الأول/ أكتوبر 1962)، بإحدى أشهر الأغاني عن شهر رمضان، التي جاءت كتتر لمسلسل "رمضان جانا" الذي عُرض جزؤه الثاني في دراما رمضان 2023.
إظهار أخبار متعلقة
وقدم حكيم أغنية أخرى عن العيد من كلمات صلاح مندي، وألحان هاني فاروق 2021، لكنها لم تجد نفس صدى وانتشار أغنية "رمضان كريم".
كما قدمت الفنانات منى عبدالغني، وغادة رجب، وياسمين عبدالعزيز، والمطرب إيهاب توفيق، وغيرهم، أغاني عن العيد، خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.
ورغم شهرة الأغاني المصرية عن العيد وانتشارها بجميع الدول العربية، إلا أنه لكل دولة أغان خاصة بالعيد.
ففي العراق، تبرز أغنية للقيصر كاظم الساهر، (12 أيلول/ سبتمبر 1957)، بعنوان: "عيد وحب"، من ألحانه وكلمات كريم العراقي، وقدمها عام 2002.
وفي السعودية، أغنية مطرب العرب محمد عبده، (مواليد 12 يونيو 1949) التي غناها عام 1971، وأخذت عنوان: "ومن العايدين".
وأيضا، أغنية السعودي طلال مداح، (5 آب/ أغسطس 1940- 11 آب/ أغسطس 2000)، بعنوان: "كل عام وأنتم بخير"، التي خرجت للنور عام 1982.
وكذلك أغنية "أهال بالعيد"، للسعودي عبادي الجوهر، (مواليد 24 أبريل 1953)، فيما تقول بعض كلماتها للشاعر إبراهيم خفاجي: "أهل بالعيد هل وجانا، والدنيا سعيدة وفرحانة".