ولكن في المقابل، هناك الكثير من المشاكل الصحية التي تصاحب هذه المناسبة، حيث الإفراط في تناول اللحوم، وهو ما يسبب مشاكل للأصحاء والمرضى معا، خاصة إذا كانت اللحوم تحتوي نسبة عالية من الدهون، وعليه يجب أن يتبع محبو تناول اللحوم في هذه الأيام إرشادات ونصائح لتجنب أي أضرار، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
إظهار أخبار متعلقة
وتتنوع لحوم الأضاحي من لحوم الضأن والأبقار والماعز والجاموس والجمال. وتعتبر لحوم الجاموس والأبقار أفضل من الناحية الصحية؛ نظرا لسهولة طهيها وهضمها وقلة محتواها من الدهون.
كما تعتبر لحوم الجمال ذات المحتوى الأقل في نسبة الدهون، مفيدة، وهي من اللحوم الحمراء المرتفعة البروتين، ويفضل لحم الجمال الأصغر سنا، فيما لحوم الضأن تتميز بالطعم اللذيذ؛ نظرا لاحتوائها على نسبة من الدهون تكسب اللحم طعما مميزا، وسهولة في الهضم والامتصاص، ومصدرا غنيا بالدهون الصحية؛ مثل أوميجا 3 المضاد للالتهابات، كما يحتوي لحم الضأن على ما يعرف بحمض اللينوليك الازدواجي، الذي يعمل على تعزيز جهاز المناعة ويساعد على خفض تخزين دهون الجسم وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة.
أما كبد الضأن، فيحتوي على نسبة مرتفعة من الحديد والزنك، ويفيد ذلك في تغذية الأفراد الذين يعانون من الأنيميا والضعف العام، كما يحتوي على فيتامينات A وD وفيتامين B6 المفيد لجهاز المناعة وفيتامين B12 المقوي للجهاز العصبي.
ومن أفضل الطرق للطهي السلق والشواء، حيث يتم التخلص من الدهون.
أضرار كثرة الدهون
وحول الأضرار من تناول اللحوم بكثرة، يقول خبير الصحة الدكتور مصطفى جاويش؛ إن هذه الأضرار تتمثل في صعوبة الهضم والإصابة بالإمساك، حيث إن اللحوم من الأطعمة التي تحتاج إلى وقت حتى يتم هضمها، ولا تحتوي على الألياف، ويمكن أن تسبب حدوث انتفاخات، وخاصة اللحم الذي يحتوي على دهون.
وتابع خبير الصحة: "ومن ثم يؤدي الإفراط في تناول اللحوم إلى الإصابة باضطرابات في عملية الإخراج ومواعيدها، والأفضل هو تناول كميات معقولة من اللحوم، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الصحية، مثل: الحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة، التي تساعد في الهضم والإخراج بشكل أفضل".
ويضيف لـ"عربي21 لايت": "يجب التقليل من تناول اللحوم لإفساح المجال لتناول الأغذية الأخرى الصحية والمهمة لأعضاء الجسم كافة، وهذا مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض، وخاصة المتعلقة بالمناعة والفيروسات".
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح جاويش بأنه إذا كان تناول اللحوم يأتي على حساب مصادر الألياف الأخرى، فإنها ستؤثر مع الوقت على صحة القلب والشرايين، حيث إن اللحوم ترفع مستوى الكوليسترول الضار بالجسم، خاصة المصنعة منها.
وأكد أنه من المهم تناول الأطعمة الملونة، والمقصود بها الخضروات والفواكه ذات الألوان العديدة؛ لاحتوائها على مضادات الأكسدة المهمة للجسم؛ لأن الإفراط في تناول اللحوم يؤثر سلبا على الكلى وزيادة احتمالية تكون الحصوات بالكلى.
أصحاب الأمراض المزمنة
أما الطبيب حسن محمود، فيشير إلى أضرار تناول اللحوم على أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى النقرس، وهو من الأمراض التي تؤثر على المفاصل وتسبب ألما شديدا والتهابا بها. ومن الأمراض الممنوع أصحابها من تناول اللحوم، وذلك لأن حمض اليوريك يكون مرتفعا بشكل كبير لديهم، مما يسبب ترسبه في المفاصل ويؤثر على الحركة.
أما مرضى القلب، فيجب عليهم الحد من تناول اللحوم، وخصوصا التي تحتوى على نسبة عالية من الدهون؛ لأنها تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، وتسبب تصلب الشرايين، وقد تعرض المريض للجلطات.
إظهار أخبار متعلقة
أما بخصوص مرضى الكبد، فيقول حسن لـ"عربي21 لايت"؛ إنهم يعانون من مشاكل عديدة وخلل في الأنزيمات المسؤولة عن هضم الدهون، لذلك عند تناول اللحوم يؤثر ذلك على صحة الكبد ووظيفته.
وتابع: "لذلك يجب أن يحد مريض الكبد من تناول اللحوم ويستبدلها بالخضروات والفواكه، وهو الحال نفسه بالنسبة لمرضى الكلى؛ فالإكثار من تناول اللحوم يؤثر على أداء الكلى وصحتها، وهي نفس النصائح لمرضى السكري والسمنة".
وأوضح بأن "أفضل طريقة للتخلص من الدهون، هي طريقة السلق والشواء".
ويُنصح دائما بتناول طبق خضروات أو سلطة خضراء إلى جانب اللحوم، كما يفضل أن يحتوي الطبق الثاني على "البقدونس"، حتى يمكن لفيتامين سي امتصاص الدهون الموجودة في اللحم. ويجب تناول كمية مناسبة من المياه لتسهل عمل الكلى لتعمل بكفاءة عالية. وينصح كذلك بالحركة وعدم الخمول، لدعم عملية الهضم.