دراسة: الإنسان يستنشق أسبوعيا ما مقداره بطاقة "فيزا" من البلاستيك.. أين تذهب؟

pexels-cottonbro-studio-3951352
لا يعرف العلماء بالتحديد كيف تؤثر علينا الجزيئات الدقيقة من البلاستيك - CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 28-08-2023
  • 09:23 م
قالت دراسة جديدة إن الإنسان يستنشق كل يوم عددا من اللدائن البلاستيكية الدقيقة تبلغ حجم بطاقة ائتمان في الأسبوع الواحد.

وليس عبر مجرى التنفس فقط، بل نأكل ونشرب هذه الجزيئات البلاستيكية، وهذا يعني أنها تمشي في عروقنا، في الشاي والماء والطعام، بالإضافة إلى أن نسبتها تزداد في الهواء، ولا يمكننا تجنبها وحتى اليوم لا نفهم تأثيرها على صحتنا تماما.

يقول المهندس محمد إسلام بجامعة سيدني للتكنولوجيا: "لأول مرة في عام 2022، أظهرت الدراسات وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في أعماق الشعب الهوائية البشرية، مما يثير القلق من مخاطر صحية خطيرة على الجهاز التنفسي".

اظهار أخبار متعلقة



واستخدم إسلام وزملاؤه من جميع أنحاء العالم نموذجًا حسابيًا لاستكشاف كيفية تحرك اللدائن الدقيقة في الممرات الهوائية في ظل ظروف التنفس المختلفة. وقدم هذا النوع من النماذج تنبؤات فعالة لأشكال أخرى من الجسيمات لعقود.

وكشفت الدراسة أن أكبر اللدائن الدقيقة التي تم اختبارها (5.56 ميكرون) تميل إلى التعثر في الشعب الهوائية العليا، على الأرجح في تجويف الأنف أو مؤخرة الحلق. كما أن الغبار البلاستيكي أيضًا يؤثر على مكان ترسبه.

يقول إسلام: "إن الشكل التشريحي المعقد وغير المتماثل للمجرى الهوائي وسلوك التدفق المعقد في تجويف الأنف والبلعوم يتسببان في انحراف اللدائن الدقيقة عن مسار التدفق وترسبها في تلك المناطق".

وأضاف: "تؤثر سرعة تدفق الهواء، والقصور الذاتي للجسيمات، والتشريح غير المتماثل للمجاري الهوائية على الترسيب الكلي للجزيئات وتزيد من تركيز الترسب في تجاويف الأنف ومنطقة البلعوم".

ويخطط إسلام وزملاؤه لنمذجة كيفية تحرك هذه الجسيمات في رئتينا، ويشرح محمد إسلام: "تم العثور على ملايين الأطنان من هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الماء والهواء والتربة".

وتابع: "إن الإنتاج العالمي للبلاستيك الدقيق آخذ في الازدياد، وكثافة اللدائن الدقيقة في الهواء آخذة في الازدياد بشكل كبير".

هذه الجسيمات الدقيقة تتساقط من تحلل جميع المواد البلاستيكية التي أحطنا بها أنفسنا، من العمليات الصناعية الكبيرة إلى المواد الاستهلاكية. ويعد أحد أهم مصادر هذه الجسيمات الدقيقة هو صناعة الأزياء، مع الإنتاج المتصاعد للملابس الاصطناعية الرخيصة.

اظهار أخبار متعلقة



وبينما من الواضح أن اللدائن الدقيقة ليست سامة بشكل فوري، لا تزال هناك مخاوف بشأن الآثار طويلة المدى لهذه الملوثات الدقيقة، خاصةً أنها تتراكم داخل أجسادنا.

والأكثر من ذلك، أن البلاستيك لديه موهبة لجذب الكائنات المتجولة التي قد تكون ضارة، بما في ذلك البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والفيروسات والجزيئات السامة.

لذا فإن فهم المكان الذي تلتصق به هذه الجسيمات بالضبط هو خطوة أساسية نحو معرفة ما يفعلونه أثناء وجودهم داخل أجسادنا.
شارك
التعليقات